أن الكلمة الحقيقية المعبّرة عن الخلود وهي المترجمة "عدم موت" "immortaliy" وردت في العهد الجديد 3 مرات فقط: مرتين في (1كو 15: 53، 54) – هذا المائت (أي الجسد الذي في طريقه إلى الموت) لا بد أن يلبس "عدم موت". والمرة الثالثة في (1تي 6: 16) لكن بمعنى آخر حيث يقال لنا عن الله أنه هو "وحده له عدم الموت" .. وفي (1كو 15: 53، 54) يقول عن أجساد المؤمنين الذين سيكونون على قيد الحياة عند مجيئه لاختطاف قديسه – أنها سوف تلبس "عدم موت" أو كما يقول في (2كو 5: 49) "يبتلع المائت من الحياة" أي يتغيّر جسد المؤمن بدون أن يرى موتاً – هذا الكلام عن الأجساد وليس عن النفوس.
لكن السبتيين وشهود يهوه وكل أبواق الشيطان يعترضون قائلين أن "الله وحده له عدم الموت" مستندين إلى ما جاء في (1تي 6: 16) ويستنتجون من هذا أن النفس لا يمكن أن لها الخلود أو عدم الموت. وإذا سايرناهم في منطقهم فالنتيجة واضحة وهي أن الملائكة أيضاً لا يمكن أن يكون لهم عدم الموت. فهل الموت يسود على الملائكة الخالين من الخطيئة؟ كلا بطبيعة الحال. ولكن هذا ما تنطوي عليه حجتهم الباطلة. أنهم يعترفون أن الملائكة أرواح وبديهي أن روح الإنسان هي الأخرى "روح" . وإذا كان الملائكة هم "أبناء الله" (أيوب ص 1، 2، 38) فإن الناس أيضاً هم "ذرية الله" للسبب عينه (أعمال 17: 29) فكل ما تثبته هذه الحقيقة بالنسبة للملائكة تثبته أيضاً بالنسبة لروح الإنسان.
والمعنى الكتابي للنصّ المذكور في (1تي 6: 16) هو أن الفارق الجوهري بين الخالق ومخلوقاته هو أنه وحده له المجد يقوم بذاته – في حين أنه "به" من الجهة الأخرى "يقوم الكل" وهو "حامل كل الأشياء بكلمة قدرته". فنحن لا ننادي بمبدأ الخلود الذاتي الجوهري للجنس الأرضي بل العكس ننادي بأن الجنس البشري كله "مائت" أي قابل للموت "mortal" وأن الخلود الذاتي الجوهري ليس ملك أي مخلوق ساقط أو غير ساقط بل ملك الله وحده. نحن نؤمن
أن الله وحده صاحب الخلود وعدم الموت وأننا به "نحيا ونتحرك ونوجد".
ولكن هذا لا يعني أن النفس تموت كما أنه لا يعني أن الملائكة – تملك خلوداً مستمداً من الله معتمداً عليه، وأن خلودها بهذا المعنى مؤكد – لأن من يستطيعون أن يقتلوا الجسد لا يستطيعون أن يقتلوا النفس.