ثانيًا - السجن في العهد الجديد:
قبض الملك هيرودس على يوحنا المعمدان، وأوثقه وطرحه في سجن من أجل هيروديا أمرأة فيلبس أخيه (مت 14: 3). ويقول يوسيفوس إن هذا السجن كان في قلعة "مكاروس" في بيرية شرقي البحر الميت. وقد أسفر التنقيب هناك عن اكتشاف زنزانتين، وُجد بإحداهما بقايا قيود.
وبعد يوم الخمسين، ألقي رئيس الكهنة ومن معه، أيديهم على الرسل ووضعوهم في "حبس العامة" (أع5: 19، انظر أيضًا أع4: 3).
وعندما وضع الملك هيرودس الرسول بطرس في السجن - ولعله كان في قلعة أنطونيا - حيث وُضع الرسول بولس فيما بعد (أع21: 34) - أسلمه "إلى أربعة أرابع من العسكر ليحرسوه"، وكان مقيدًا بسلسلتين إلى عسكريين عن جانبيه (أع12: 3-7). وكان للسجن باب حديدي (أع12: 10). وفي فيلبي، أُلقي بولس وسيلا في السجن في حراسة حافظ السجن الذي وضع أرجلهما في المقطرة (أع16: 24). وكان بالمقطرة ثقوب كثيرة، كانت توضع فيها السيقان متباعدة لضمان عدم محاولة الهرب، كما كانت للتعذيب. ثم سُجن الرسول بولس في قصر هيرودس في قيصرية (أع23: 35). ولكنه لما كان سجينًا في رومية، أذن له أن يقيم وحده مع العسكري الذي كان يحرسه" (أع 28: 16)، حيث أقام "سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه" (أع28: 30).
وقد أوصى الرب يسوع تلاميذه بأن يزوروا المحبوسين (مت 25: 36-39)، وهو ما نفذه أنيسيفورس عندما كان بولس سجينًا في رومية (2تي1: 16 و17).
وتستخدم كلمة "السجن" مجازيًا كما في "الأرواح التي في السجن" التي "عصت قديمًا حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يُبني" (1بط3: 19 و20). كما أن الشيطان سيُقبض عليه ويُقيد ألف سنة ويُطرح في الهاوية ويُغلق عليه ويُختم عليه (رؤ20: 2 و3).