(7) الأسباط العشرة في السبي:
لا يجب أن يتطرق إلى أذهاننا أنه قد تم إجلاء كل سكان المملكة الشمالية (إسرائيل)، إذ لا شك في أنه حدث هنا مثلما حدث عند السبي البابلي، أن "رئيس الشرط أبقى من مساكين الأرض كرامين وفلاحين" (2مل25: 12) بل إن الذين تم إجلاؤهم لم يكونوا سوى قسم من الشعب. ولكن المملكة الشمالية – مملكة الأسباط العشرة – كانت قد انتهت وأصبحت مجرد ولاية أشورية، يحكمها وال من قبل ملك أشور. أما عن الجلاء - أي الأسرى الذين نقلوا إلى مدن مادي – فيجب ألا نظن أنهم قد امتصتهم الشعوب الذين استقروا بينهم، بل احتفظوا بتقاليدهم اليهودية وممارساتهم وتماسكهم، وأصبحوا جزءًا من شتات اليهود المنتشرين في كل بلاد الشرق. ومن المحتمل جدًا أنهم اندمجوا – فيما بعد – مع المسبيين من يهوذا، الذين سباهم نبوخذ نصر ملك بابل، وهكذا أصبح أفرايم ويهوذا شعبًا واحدًا – كما لم يحدث من قبل – وأصبح اسم "اليهود" يطلق على الجميع سواء كانوا قبلًا من المملكة الشمالية (إسرائيل) أو من المملكة الجنوبية (يهوذا).