بعد انتهاء العام الدراسى الأول لى بالمعهد حضرت إلى قنا لمعرفة النتيجة وكان هذا اليوم موافقاً يوم عيد الرسل فركبت القطار ليلتها من أسوان الساعة الحادية عشر والنصف مساءاً وكنت متوقعة أن يصل القطار إلى قنا فى الساعة الخامسة صباحاً ولكنه وصل الساعة الرابعة فجراً والمواصلات لم تكن متوفرة فى ذلك الوقت حتى أستطيع أن أصل إلى مسكنى نظراً لبعد المسافة فقررت أن أمشى تلك المسافة كلها فى ذلك الوقت المبكر جداً لعل وعسى أجد أى مواصلة تنقلنى إلى أقرب مكان لسكنى، وفى طريقى للسكن كنت أصلى وأطلب شفاعة القديسين وخاصة السيدة العذراء وفى أثناء الصلاة فوجئت بسيارة تاكسى تقف بجانبى لونها أخضر (مع العلم بأنه لا يوجد تاكسيات فى قنا فى تلك الفترة ولكن كان يوجد خط واحد للميكروباص) وسألنى السائق عن اتجاهى فأعلمته بأننى ذاهبة إلى مسكنى ووصفت له العنوان .. فطلب منى الركوب وتوصيلى أولاً ثم بعد ذلك يقوم بتوصيل من معه بالسيارة، وكان معه جميع الركاب سيدات فاطمئن قلبى وركبت وأوصلنى أمام مسكنى .. وعندما نزلت من السيارة نظرت خلفى فلم أجد تلك السيارة! .. فوقفت فى ذهول .. وكان باب العمارة مقفولاً فناديت على إحدى السيدات التى تسكن بالدور الأرضى لكنها لم تكن موجودة فى ذلك الوقت، فصرخت وقلت: "يا أنبا مكاريوس" وما هى إلا لحظات حتى نزل شخص من سكان العمارة وكان ذاهب إلى قداس العيد ففتح لى الباب ووصلت إلى شقتى بسلام، بركة صلوات وطلبات القديس العظيم الأنبا مكاريوس تكون معنا دائماً آمين.