والقديس غريغوريوس بالاماس يذكر حالة سر الكهنوت لكي يؤيّد هذه الحقيقة. فيقول إنّ النعمة الإلهية تنتقل إلى الشماس(المرشح) أو إلى الكاهن أوإلى الأسقف، في سر الكهنوت((ليس بطريق الصلاة التي تتلى بالذهن وحسب بل أيضاً عن طريق الجسد الذي يشترك بواسطة اللمس)). ويقصد بذلك أنّ رئيس الكهنة لا يكتفي بالصلاة من أجل أن تحلّ النعمة الإلهية المحيية وإنما يضع يده أيضاً على رأس المتقدّم للشرطونية(الرسامة). وهذا عينه يحدث في ((صلاة يسوع)). فلا يكفي أن نردّد الصلاة بالذهن لكي ننال النعمة وإنما يجب أن يشترك الجسد أيضاً لأنّ الإنسان مؤلف من نفس وجسد والجسد يجب أن يخلص أيضاً،ولذا فإننا باستنادنا إلى الآباء نستطيع أن نؤكد أنّ من يرفض مبدأ الصلاة: الورع والدموع، الوجع والتنهد والصمت، ينكر كيان الصلاة نفسه.وأكرّر القول إنّ كل هذه يجب أن تتمّ ببركات مرشدنا الروحي لكي لا يستغلَّها الشيطان.
حدّثت نفسي..((إنّ هذه المجاهدة عسيرة ..)) ووجّهتُ الكلام إلى الشيخ قائلاً: إنّ عمل الصلاة كما شرحتموه لي صعب. وطالما أننا معرّضون لهجمات ضارية إلى هذا الحد من جانب العدو، وتصدمنا أمواج الشرير العاتية حاملة إلينا شرور مملكته الشيطانية، فكيف يقوى المرء على مقاومتها؟