لكن عالماً من الاختلاف يكمن بين السعي إلى الكمال بالمعنى الروحي والكمالية. إن الخوف من الفشل والحسّ بالواجب هما ما يحرّك الذين يعانون من هذا الداء. فهم يجاهدون لأن يكونوا في المركز الأول في كلّ مساعيهم دون أن ترضيهم إنجازاتهم. إنهم يؤمنون بأنّ هناك جودة خاصّة لاكتساب الكمال؛ فالطريقة الوحيدة لاكتساب احترام الذات وتحقيق حسّ الفرادة هي في التعبير عن بعض الصفات، كالذكاء مثلاً، بطريقة تخلو من العيب أو بتطبيق بعض المهارات بطريقة تخلو من الخطأ. يشير ألان (2003): "تصير الكمالية مستبدة (إجهاداً) عندما تقترن المعايير (التوقعات) العالية بالقلق".
قد يتاثّر أيٌّ كان بهذه المتغيّرات التي تشكّل عوامل ترفع من خطر الإجهاد. لذا، أصحاب الوظائف ذات المراتب الدنيا التي تخضع لإشرافٍ ملتبِس أو متناقض هم عرضة للتأثّر بنفس المستوى من السهولة كما الأشخاص الذين في مراتب عالية أو في جو متطلّب. وعلى المنوال نفسه هم أصحاب التوقعات الكمالية.