ويقول أيضاً :
كان القديس الأنبا مكاريوس فى زيارته السنوية لمدينة القصير التابعة لمحافظة البحر الأحمر فذهبت إليه مع إخوتى ، فهناك عرفنى أن صليبه الذى يمسكه بيده قد إنكسر ، وطلب منى أن أقوم بلحامه . . . ثم قام وصلى لى ورشم وجهى وبالأخص عيناى . . . ثم صلى لى مرة ثانية وثالثة وهو يرشم وجهى . . وكان هـذا مصدراً للتعليق من جميع إخوتى . . . ثم طلب منى أن أجلس بجواره فوضع ذراعـه المبارك عـلى كتفى . . . وبعد إنتهاء الزيارة رجعت إلى قنا ، وكنت أقوم بإصلاح إحدى السيارات . . فإشتعل موتور السيارة بالنيران فجأة . . . وأصابت الحروق كل وجهى وذراعاى . . . وكانت الحروق شديدة من الدرجة الأولـى . . . ونقلـت إلى المستشفى ، وقـام الأطباء بإجراء اللازم ، وكان الجميع فى ذهول أن ( عيناى لم تلمسها النيران وكذلك كتفى الذى وضع عليه القديس ذراعه المبارك ) . . . وظللت أُعانى من الآم مبرحة وأثناء هذه الآلام حضر إلىّ القديس ( سياحة ) وقام بالصلاة لى ولم يراه أى إنسان إلا طفلة صغيرة وكان القديس وقتئذ لا يزال موجوداً فى البحر الأحمر .
وبعد عودة القديس إلى قنا حضر إلىّ بالمستشفى وصلى لى ورشمنى بالزيت البركة وقال لى : " ان وجهى سيعود أفضل من الأول " ، وضحك معى وقال : " خلى الصليب معك لحين خروجك من المستشفى " ولم تترك الحروق أى أثر فى وجهى بعد ذلك كما قال لى . . .