( ج) الاستخدام المجازي للخمير في العهد الجديد:
يستخدم الخمير في العهد الجديد رمزًا للشر والفساد، فقد حظر الرب يسوع من خمير الفريسيين والصدوقين والهيرودسيين (مت 6:16، مرقص 15:8). وكان يشير بخمير الفريسيين إلى الرياء وحب المظاهر (لو 1:12، انظر أيضاَ مت 13:23 و14). أما خمير الصدوقين فكان الشك والجهل الفاضح (مت 23:22 و29). وكان خمير الهيرودسيين الخبث والدهاء السياسي (مت 16:22 - 21).
ويؤكد الرسول بولس أن "خميرة صغيرة تخمر العجين كله" (1كو 6:5، غل 9:5)، ويقارن بين "خميرة الشر والخبث" و"فطير الإخلاص والحق" (1كو 8:5)، وكأنه يقول إن الخمير رمز للشر والخبث، بينما يرمز الفطير للإخلاص والحق.
ويظن البعض أن الخمير في المثل الذي ذكره الرب يسوع: "يشبه ملكوت السموات خميرة أخذتها امرأة وخبأتها في ثلاثة أكيال دقيق حتى اختمر الجميع" (مت 33:13، لو 21:13) يشير إلى العمل الهادئ السري للامتداد عمل الإنجيل في العالم، بينما يرى آخرون -استنادًا إلى كل الإشارات الأخرى للخمير في الكتاب المقدس بعهديه كرمز للشر- أن ما أراده الرب يسوع بهذا المثل ليس هو امتداد عمل الإنجيل ، بل بالحري انتشار الفساد والشر في ملكوت الله كما حدث في مثل الزرع الجيد والزوان ( مت 24:13 - 30).