والمعمودية كانت من حق الرسل فقط وبالتالي الأساقفة ثم بعد ذلك صارت للكهنة فالسيد المسيح قال لتلاميذه فقط "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم بإسم.." (مت19:28). إذًا فالسيد المسيح هو الذي وضع أساس هذا السر. ولاحظ أنه كلف الرسل أيضًا بتعليم هؤلاء الذين يعمدونهم حتى يثبتوا في الإيمان.
وكان في أيام الرسل أنهم كانوا يمارسون سر المعمودية بالإنفصال عن سر المسحة المقدسة أي سر التثبيت (الميرون حاليًا). وكان هذا السر المقدس ينال بوضع أيدي الرسل ثم بوضع أيدي خلفاءهم من الأساقفة قبل أن يحل الميرون ومسحته.
ووضع اليد لنوال الروح القدس للمؤمن العادي غير وضع اليد لنوال نعمة الكهنوت بالنسبة لأشخاص معينين مختارين للخدمة. وهذا وذاك غير وضع اليد لنوال البركة كما بارك يعقوب ابني يوسف.
- وعبور البحر الأحمر كان رمزًا للمعمودية (1 كو 1: 10، 2) وبعد ذلك تأهلوا لأكل المن (الطعام الروحي الذي هو رمز للإفخارستيا).. وشربوا شرابا واحدا روحيا..والشراب الروحي رمز للروح القدس الذي يحل على المعمد بعد المعمودية (1كو10: 3).. وهذا لأن المعمودية مدخل لكل الأسرار ومن رموز المعمودية أيضًا المرحضة في خيمة الاجتماع، ثم البحر في الهيكل. ولاحظ أن الماء والأنهار والمطر من رموز الروح القدس (يو7: 37-39) وأيضًا راجع باب الرموز في نهاية كتاب الأسرار.
- أحد التناصير في الصوم الكبير هو الذي كان يتم فيه عماد الموعوظين، ويقرأ فيه فصل المولود أعمى، الذي اغتسل في بحيرة سلوام (أي المرسل = المسيح) وكأنها المعمودية التي هي موت مع المسيح وقيامة مع المسيح وفيها خلقة جديدة؛ فالأعمى صار له عينٌ جديدةٌ لم تكن عنده، ومن الطين كما خلق آدم من تراب الأرض، وهذه العين الجديدة لها معنى آخر غير أنها خليقة جديدة، وهو أن العين تعطي معنى الاستنارة، فالمعمد بسهولة يتعرف على الحقائق الإيمانية ويستوعبها.