توضيح
لوقا 1: 15 بتتكلم عن يوحنا المعمدان
كلمة حلول الروح القدس وهى كلمة خاطئة لأن الروح القدس هو طبيعته و لاهوته لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين , ونقول فى قانون الإيمان الروح القدس منبثق من الآب وليس من الآب والأبن .
ويمكن ما كتبه القديسين بأعلاه بسبب كلمة حلول الروح القدس على السيد المسيح تسبب مع الأسف للفهم الخاطىء إلى إنشقاق الكنائس والإيمان بعقيدة أن السيد المسيح له طبيعتين وهذا هو إيمان الكنيسة الكاثوليكية واليونانية الأرثوذكسية ولذلك فى قانون الإيمان يقولون الروح القدس المنبثق من الآب والأبن ,
السيد المسيح حبل به من الروح القدس ودعى قدوسا ومرة تانية دى طبيعته وليس محتاجا لحلول الروح القدس والروح القدس حل على السيدة العذراء وليس على الجنين لأن الجنين هو الكلمة المتجسد(راجع بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء)
أما أية هذا هو أبنى الحبيب الذى به سررت علشان يظهر نفسه ليوحنا وللشعب , كما رأينا أن يوحنا بيقول لم أكن أعرفه , والشعب نفسه بيقول لهم فى وسطكم قائم الذى لستم تعرفونه , لكن كيف أعلن السيد المسيح؟ و أيه اللى جعل يوحنا يقول وأنا قد شهدت أن هذا هو أبن الله , ويقول لعله هوذا حمل الله , الحقيقة بواسطة حاجتين , (1) التوبة هى اللى أعلنت السيد المسيح ,(2) والعلامة التانية التى عرف من خلالها يوحنا السيد المسيح هى الذى ترى الروح نازلا ومستقرا عليه أو الروح القدس , يعنى التوبة والروح القدس هم فقط الذين يعلنوا عن شخص السيد المسيح ويظهروا السيد المسيح , وكما تكلمنا عن التوبة وقلنا أن هى الباب الوحيد الذى يقدر أن يعلن لينا شخص السيد المسيح من خلاله , وكذلك الروح القدس وكما قلت أن يوحنا بنسكياته وجهاده ومعرفته الشخصية , فكل الحاجات دى ما قدرتش تسعفه ولا تعرفه شخص السيد المسيح , لكن اللى قدر يعرفه مين هوالسيد المسيح هو الروح القدس علشان كده بيقول لا يستطيع أحد أن يقول أن السيد المسيح رب إلا بالروح القدس , فعلشان يظهر السيد المسيح للناس , فما يقدرش يستعلن إلا بالتوبة و بالروح القدس من خلال المعمودية وعلشان كده التأمل الجميل لو أحنا عايزين يستعلن لينا السيد المسيح و نعرفه معرفة شخصية فلازم هذين الحاجتين 1- توبة حقيقية و 2- إمتلاء من الروح القدس . و القديس كيرلس الكبير ما اوضحه صحيح مائة بالمائة وأحب أضيف فأقول لك خذ بالك أن فى هذه اللحظة أذا جاز لنا أن نقول حلولا للروح القدس , فحلول الروح القدس على المسيح لم يكن من أجل المسيح ذاته لكن كان من أجل بشريتنا التى يحملها السيد المسيح فى جسده , فهذا الحلول كان بيختص بينا , وهذا الحلول كان من أجلنا وكان علشانا نحن , وعلشان كده وأحنا بنقرأ الأربعة بشاير نلاحظ إختلاف فى الكلام , واحد بيقول وجاء صوت من السماء قائلا هذا هو إبنى حبيبى الذى به سررت , وواحد تانى قال أنت أبنى حبيبى بك سررت , طيب أيه الفرق بين الإثنين ؟ آه الفرق هو فى واحدة إعلان للناس أن هذا هو أبنى حبيبى الذى به سررت , فهذا إعلان للناس أن هذا هو أبن الله اللى أنا فرحان بيه وموضع مسرتى وفرحتى , ولكن فى نفس الوقت حديث خاص للسيد المسيح إن فى إخلائك لذاتك وإرتضائك لفداء البشرية وإنك تأخذ صورة العبد وتأخذ جسد إنسان هذا صار موضع مسرة ومحبة الآب , وبولس الرسول بيقول آية لطيفة قوى أنتم الذين أعتمدتم قد لبستم المسيح , يعنى كل واحد فينا بيتعمد بيلبس المسيح وبتنطبع صورة السيد المسيح فيه , يعنى يبقى إحنا والسيد المسيح واحد وهو قال أيها الآب أريد أن هؤلاء يكونوا واحد فينا كما أنى أنا وأنت واحد , طيب لما صورة السيد المسيح تبقى فينا وييجى الآب ينظر من السماء علينا يلاقى فينا صورة أبنه , وأبنه بالنسبة له هو موضع الحب والمسرة , بيقول أنت أبنى حبيبى بك سررت , فأصبحنا أحنا لما بنتحد بالمسيح ولابسين المسيح فى المعمودية صرنا معه أيضا موضع محبة وسرور الآب , أصبحنا محبوبين من الآب وموضع سرورة نتيجة صورة السيد المسيح اللى فينا , وإذا كنا أحنا موضع محبة وسرور الآب فنأخذ إعلان الحب الكبير قوى اللى قاله بولس الرسول لأن محبة الله انسكبت فى قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا , يعنى لما واحد يحب واحد بشدة جدا وعايز يعبر له عن هذا الحب وعايز يقول له أنا بأحبك جدا وعلشان أنا بحبك جدا أعطيك أغلى ما أملك وأحلى ما أملك , فأعطيك روحى أغلى ما أملك , فعلشان كده إنسكاب الروح القدس كان علامة حب ومسرة للأبن وعلشان كده أحنا نؤمن أن الروح القدس منبثق من الآب بالأبن , يعنى الروح القدس جاء من الآب بواسطة الأبن اللى صار موضع محبة ومسرة وأصبحنا أحنا المتحدين بالأبن لينا عطية الروح القدس وعلشان كده نشوف الروح آتى ونازل من السماء ومستقرا عليه مش لذاته ولكن لينا نحن , وعلشان كده عطية الروح القدس لينا هى عطية حب من الله وسرور من الله بنا نحن اللى علينا صورة السيد المسيح , فكان عماد السيد المسيح كان من أجل أن البشرية تقبل حلول الروح القدس و تقبل الروح القدس كعطية من الله للإنسان .
هذا للتوضيح وأن شاء الله سأتناول موضوع معمودية السيد المسيح فى تأملات مستقبلية لأن هناك 13 سببا من أجله أعتمد السيد المسيح !
أخوكم فكرى جرجس