![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إنه يكتب أيضاً أن من يتطلع إلي الكمال غير المنتهي، حتي لو فعل شيئاً، فإنه لن يظن أنه حقق أي شيء وسوف يتواضع.
ينبغي إذاً أن يكون رجاء التأله هو غرضنا الرئيسي. عندئذ سوف نكون قادرين علي أن نجد التحرر والخلاص من الأهواء الكاملة. ينبغي علينا أن نجاهد بشدة لكي نتغير عن شكلنا ونختبر المراحل المتتالية لحياة المسيح، لأن الخلاص "يمكن أن يحدث فقط مع تأله الحاصل علي الخلاص"، كما يقول القديس ديونيسيوس الأريوباغي. لا يمكن لأحد أن يؤكد علي أن الوصول للتأله هو أمر مستحيل. يقول القديس غريغوريوس بالاماس: "جوهر الله موجود في كل مكان"، وبالمثل "التأله موجود في كل مكان"، طالما أنه قوة طبيعية لهذا الجوهر، وأنه يبقي غير منفصل عنه بطريقة لا يمكن التعبير عنها. تكون النار غير مرئية لو لم توجد مادة لتحرقها وما لم توجد أعضاء حسية لنستقبل لمعانها، "وبنفس الطريقة، يكون التأله غير مرئي لو لم توجد مادة لتتلقي الظهور الإلهي". إلا أننا عندما نظهر طبيعتنا، فإن هذه الطبيعة المتطهرة "تعاين نوراً روحياً، أو بالأحرى، تجعلنا نوراً روحياً". لا يستطيع أي أحد أن يدعي أنه لا يستطيع أن يصل للتأله، لأن كل الكائنات البشرية كانت قد خُلقَت لكي تصل إلي التشبه بالله. بالتالي، لا يُحرم أي أحد من هذه البركة. يكفينا أن نريدها وأن نجاهد لكي نصل لهذه الغاية. يقول القديس [(65, 105, 225)]يوحنا السلميأنه ينبغي علينا أن نستعمل كل الوسائل لكي نصل للتأله لأن الباب مفتوح ولا يستطيع أي أحد أن يدعي أنه لا يستطيع الدخول. "ينبغي علي الإنسان أن يستعمل كل الوسائل الممكنة لكي نرفع التراب إلي عرش الله ولكي نثبته هناك. بالتالي، لا يتعللن أحد لكي يتجنب الصعود، لأن الطريق والباب قد فُتحا". إنه أمر رئيسي أن نتحدث عن التأله. نحتاج لأن نتشجع لكي نصبح متألهين. حتي وجود أولئك المتالهين اليوم يجعل هذا التعليم ضرورياً. إننا لم نُخلق من أجل هدف عابر، ولكن لكي نصبح آلهة بحسب النعمة. أود أن أختم بعظة القديس غريغوريوس اللاهوتي: "لقد أوضحت لك ألقاب الابن. فلنسلك بحسبها: اقترب من أولئك النبلاء بطريقة إلهية؛ إلي أولئك المنتمين للجسد بمشاعر أخوية. أو بالأحرى، فلتمضِ خلالها جميعها بطريقة إلهية، بحيث تصبح إلهاً، صاعداً من أسفل، علي حساب ذاك الذي نزل من علوه لأجلنا. فلتحفظ ذلك فوق كل شيء، ولن تخطئ، لا في الأسماء الأكثر نبلاً ولا الأكثر وضاعة. يسوع المسيح هو هو أمس واليوم في الجسد، وفي الروح القدس إلي أبد الآبدين. آمين". مجداً للثالوث القدوس _____________________________________ المصدر (كتاب علم الطب الروحي - تفعيل الطب النفسي الأرثوذكسي- إيروثيئوس مطران نافباكتوس- ترجمة د/ نيفين سعد) من صفحة 367 إلي 384 |
![]() |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التأله |
كن إنساناً أولاً قبل طلب التأله |
التأله _ أنتوني كونياريس |
الجسد بين التأله والبغضة |
متى يبدأ التأله ؟ |