منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 04 - 2013, 09:41 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,342,662

شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 20- تفسير سفر الملوك الاول
6. نصرته في الموقعة الثانية:

"فتقدَّم رجل الله وكلَّم ملك إسرائيل وقال:
هكذا قال الرب:
من أجل أن الآراميِّين قالوا إن الرب إنَّما هو إله جبال وليس هو إله أودية،
ادفع كل هذا الجمهور العظيم ليدك،
فتعلمون إنِّي أنا الرب" [28].
أرسل الله نبيًا غالبًا غير النبي الذي ظهر منذ عام، يعلن عن نصرة هذا الجيش الصغير نسبيًا. لقد جدَّف الآراميُّون على الله ظانين أنَّه يحدّ بمكانٍ ما، فأراد الله أن يظهر لهم قوَّته أنَّه حال في كل موضع.
"فنزل هؤلاء مقابل أولئك سبعة أيَّام،
وفي اليوم السابع اشتبكت الحرب،
فضرب بنو إسرائيل من الآراميِّين مائة ألف رجلٍ في يومٍ واحدٍ.
وهرب الباقونإلىأفيقإلىالمدينة،
وسقط السور على السبعة والعشرين ألف رجل الباقين،
وهرب بنهدد ودخل المدينة من مخدعٍإلىمخدعٍ" [29-30].
بقي الجيشان سبعة أيَّام دون اشتباك ربَّما لكي يدبِّر كل جيش خطَّته على الطبيعة، أو ليرسل كل منهما جواسيس لاكتشاف إمكانيَّات الجيش الآخر.
بدأت المعركة وكانت المفاجأة أن قتل الإسرائيليُّون مائة ألفٍ من الجند، وهرب الباقي إلى مدينة أفيق المحصَّنة، لكن زلزالًا ربَّما حدث فسقطت أسوار المدينة ومات 27 ألفًا. وصارت أفيق مدينة بلا حصون.
انطلق بنهدد إلى المدينة يهرب من حجرة إلى حجرة.
سقطت أفيق في يد الإسرائيليِّين، ولم يكن لبنهدد أي مجال للهروب. أشار عليه عبيده أن يلبس معهم المسوح. ويضعوا حبالًا حول أعناقهم كمن يسلِّمونها لآخاب إن أراد فليشنقهم بها. أو يقودهم بها مربوطين كأسرى حرب. خضوع كامل للملك، مع إظهار توبة عما سبق.
"فقال له عبيده:
أنَّنا قد سمعنا أن ملوك بيت إسرائيل هم ملوك حليمون،
فلنضع مسوحًا على أحقائنا وحبالًا على رؤوسنا،
ونخرجإلىملك إسرائيل، لعلَّه يحيي نفسك.
فشدُّوا مسوحًا على أحقائهم، وحبالًا على رؤوسهم،
وأتواإلىملك إسرائيل وقالوا:
يقول عبدك بنهدد لتحيي نفسي.
فقال: أهو حيّ بعد؟ هو أخي" [31-32].
كل ما اشتهاه بنهدد أن يعيش تحت أيَّة شروط. يبدو أنَّه كان يشتهي أن يعيش ولو كعبدٍ أسيرٍ خارج بلده كل أيَّام حياته. في تجديفه على الله كان متشامخًا يذل الملك ورجاله وشعبه، ولم يكتفِ بأن يستولي على فضَّة وذهب الدولة ونساء الملك وبنيه. الآن يشتهي أن يحيا ولو فقيرًا في مذلَّةٍ وعارٍ. بعد أن كان يقسم ويهدَّد، الآن ينسحق ويتوسَّل راجيًا أن يبقيه عدوُّه حيًا. وكما جاء في أيوب (11: 40-13) أن الله يتمجَّد عندما يتطلَّع إلى المتشامخين وينزلهم ويدفنهم معًا في التراب.
جاء موقف آخاب عجيبًا، أولًا عصى الوصيَّة الإلهيَّة التي وجَّهها إليه رجل الله وهي ألاَّ يبقى بنهدد حيًا، فهو مجدِّف متشامخ وعنيد ومملوء طمعًا.فهل انخدع آخاب بما فعله بنهدد وعبيده الذين تقدَّموا إليه في مذلَّة؟ أم أنَّه أراد أن يكسب ودّ الملك لكي يسنده ضدّ أشور الذي بدأ نجمها يلمع في ميدان السياسة؟ أو لعلَّ آخاب وجد ما يشبع نفسه أنَّه بعد المذلَّة الشديدة والخوف صار الأمر بين يديه فيظهر نوعًا من الشهامة والكرم؟ على كل الأحوال تجاهل آخاب الوصيَّة المقدَّمة إليه من قبل الله ليسلك بفكره البشري المجرَّد.
ما هو موقف آخاب؟
لم يعاقبه بكلمة واحدة على تجديفه على الله، ولم يشر إليه بأن النصرة التي نالها هي لمجد الرب، والدمار الذي لحق ببنهدد كان بسبب تجديفه على الرب، إذ لم يشغله الرب في أمرٍ ما، ولم يشر إليه قط.
كان يليق بآخاب أن يتَّعظ بمثلٍ سابق أمامه وهو شاول الملك الذي ترك أجاج حيًا (1 صم 15: 9) مخالفًا قول الرب له.
وكان يلزمه أن يلتقي برجل الله الذي أنبأه بالنصرة وأكَّد له أنَّها من قبل الله. يسأله فيما يفعله، ويطلب مشورة الله.
أقام عهدًا مع بنهدد ولم يقم عهدًا مع الله. أقامه ليس عن كرمٍ وشهامةٍ، بل عن تعويض لضعفه وفي غباوة وعدم معرفة.لم يطلب آخاب تعويضًا عن الخسائر التي لحقت به منذ بدأ بنهدد يهدَّد ويحاصر السامرة ويحارب، لكن بنهدد أغراه بأنَّه سيسلِّمه المدن التي استولى والده عليها من عمري والد آخاب، وأن يسمح لليهود بإقامة حيّ خاص بهم في دمشق يعيشون فيه ويمارسون تجارتهم وعبادتهم وقضاءهم.
لقد حمل آخاب مظهرًا براقًا من العفو واللطف والرحمة والسخاء، لكن الله يجازي لا بالمظهر بل بالقلب والنيَّة الداخليَّة والنقاوة الصادقة.
"فتفاءل الرجال وأسرعوا ولجّوا هل هو منه،
وقالوا أخوك بنهدد.
فقال: ادخلوا خذوه، فخرج إليه بنهدد، فأصعدهإلىالمركبة" [33].
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 20- تفسير سفر الملوك الاول
7. معاهدة مع بنهدد:

"وقال له: إنِّي أرد المدن التي أخذها أبي من أبيك،
وتجعل لنفسك أسواقًا في دمشق كما جعل أبي في السامرة.
فقال: وأنا أطلقك بهذا العهد فقطع له عهدًا وأطلقه" [34].
انشغل آخاب بالمكاسب المعنويَّة والماديَّة، ولم ينشغل بأن يقتني الله نفسه، سرّ النصرة والغنى.
*ليكن الرب إلهك هو رجاءك. لا تطلب منه شيئًا آخر، بل ليكن هو نفسه رجاءك.
يوجد أناس يترجُّون في الله غنى أو كرامات زائلة ومؤقَّتة. في اختصار يترجُّون أن ينالوا من الله أمورًا غير الله نفسه.
اطلبه وحده، واحتقر كل ما سواه، وليكن طريقك نحوه. لتنسى الأمور الأخرى وتذكره، اترك الأمور الأخرى إلى الوراء واقترب إليه. ليكن هو رجاءك، هذا الذي يقودك إلى مصيرك[215]‍.
*اترك كل رغباتك. ذاك الذي صنع السماء والأرض أكثر جمالًا من الكل. ذاك الذي خلق كل الأشياء أفضل من الكل، سيكون بالنسبة لك كل ما تحبُّه. تعلَّم أن تحب الخالق في خليقته، في العمل الذي صنعه هو. لا تسمح لما فعله أن يمسك بك فتفقد ذاك الذي هو نفسه قد خلقك[216].
القديس أغسطينوس
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 20- تفسير سفر الملوك الاول
8. نبي يعلن عن قصاصه:

"وإن رجلًا من بني الأنبياء قال لصاحبه عن أمر الرب: اضربني.
فأبى الرجل أن يضربه" [35].
يبدو أنَّه بعد قتل أنبياء البعل وهروب إيليَّا هدأت إيزابل جدًا وبدأ الأنبياء يظهرون. وكان التدريب الرئيسي في مدرسة الأنبياء الطاعة الكاملة. طلب نبي من صاحبه أن يضربه كأمر الرب فأبى، وبسبب عصيانه لكلمة الله حتى وإن لم يفهم ما وراءها تنبَّأ له بأن أسدًا يقابله ويفترسه. فإنَّه كأحد أبناء الأنبياء كانيلزمه الطاعة الكاملة. يرى البعض أن هذا النبي هو ميخا (1 مل 20: 8) كان لابد لصديقه أن يدرك أن ما يأمر به الرب في فترة النبوَّة من تصرُّفات تحمل معنى رمزيًا، لذا يلزم طاعتها حتى يدرك فيما بعد ما وراء هذا التصرُّف من معنى. كان المعنى وراء هذا الأمر الإلهي هو أن الملك آخاب يستحق أن يُضرب. كان لابد أن يُجرح النبي لكي يبدو كأنَّه جندي جريح في المعركة يلجأ إلى الملك يطلب حُكمه، فإنَّه أمين في عمله وجُرح من أجل الملك والشعب لحماية بلده لكنَّه أخطأ إذ لم يحفظ إنسانَّا سُلم بين يديه بل فقده.
حكم الملك بالعدل ولم يدرك أن مرتكب هذا الخطأ هو الملك نفسه. من فمه صدر الحكم أن نفسه تُطلب عوضًا عن نفس بنهدد، وشعبه عوضًا عن شعب آرام.
"فقال له: من أجل أنك لم تسمع لقول الرب،
فحينما تذهب من عندي يقتلك أسد.
ولما ذهب من عنده لقيه أسد وقتله.
ثم صادف رجلًا آخر فقال: اضربني.
فضربه الرجل ضربةً فجرحه.
فذهب النبي وانتظر الملك على الطريق، وتنكَّر بعصابةٍ على عينيه.
ولما عبر الملك نادى الملك، وقال:
خرج عبدكإلىوسط القتال، وإذا برجل مال وأتى إلى برجلٍ وقال:
احفظ هذا الرجل وإن فقد تكون نفسك بدل نفسه، أو تدفع وزنة من الفضَّة.
وفيما عبدك مشتغل هنا وهناك إذا هو مفقود.
فقال له ملك إسرائيل: هكذا حكمك أنت قضيت.
فبادر ورفع العصابة عن عينيه، فعرفه ملك إسرائيل أنَّه من الأنبياء.
فقال له هكذا قال الرب:
لأنَّك أفلتَّ من يدك رجلًا قد حرمته، تكون نفسك بدل نفسه، وشعبك بدل شعبه.
فمضى ملك إسرائيلإلىبيته مكتئبًا مغمومًا، وجاءإلىالسامرة" [36-43].
ربَّما يتساءل البعض: هل يطلب الله منَّا قتل أسرى الحرب؟ مستحيل! كان بنهدد هنا، في العهد القديم، يمثِّل عدوّ الخير المضلِّل والمجدِّف. عندما تُقدَّم لنا الفرصة لنزع كل أثر له في حياتنا أو في حياة أولادنا لا نفتح له الباب من جديد. قتل بنهدد يشير إلى ضرورة التخلُّص من التصرُّفات الشرِّيرة.
مضى ملك إسرائيل إلى بيته مكتئبًا مغمومًا وجاء إلى السامرة. عاد بعد النصرة مغمومًا دون أن يفكر في التوبة. لم يسمع لصوت داود الملك: "فالآن أيها الملوك تعقَّلوا، اعبدوا الرب بخوفٍ واهتفوا برعدةٍ" (مز 2: 10-11).
* ليس لسبب آخر يصمِّم الكتاب المقدَّس على حقيقة أن وصايا الله محزنة إلاَّ لأن النفس التي تجدها محزنة تفهم أنَّها لم تتقبَّل بعد مصادر النعمة التي تجعل وصايا الرب كما أمرنا بأنَّها لطيفة ومبهجة، فتصلِّي بشوقٍ عميقٍ بإخلاصٍ من أجل عطيَّة سرعة الاستجابة في حفظها[217]‍.
القديس أغسطينوس
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 20- تفسير سفر الملوك الاول
ليس عند الله محاباة:

* "إنما صالح الله لإسرائيل لأنقياء القلب" (مز 73: 1)... فهل الله ليس صالحًا للجميع إذن؟ حقًا هو صالح للكل، لأنَّه مخلِّص جميع البشر، خاصة المؤمنين. لهذا أتى الرب يسوع ليخلِّص ما قد هلك (لو 19: 10). جاء حقًا ليحمل خطيَّة العالم (يو 1: 29)، وليشفي جراحتنا، لكن لا يرغب الجميع في العلاج، وكثيرون يتجنَّبونه! لئلاَّ يُحقن القرح بالعقاقير، ويفقد سطوته. لهذا السبب يُشفي الذين يريدون الشفاء ولا يرفضونه. من يرغبون في العلاج يستعيدون صحَّتهم، أمَّا الذين يقاومون الطبيب، ولا يطلبونه فلا يتمتَّعون بصلاحه، لأنَّهم لا يختبرونه! ومن نال الشفاء يستعيد صحَّته، لهذا فالطبيب صالح بالنسبة للذين أعاد إليهم عافيتهم. من ثم، الله صالح لأولئك الذين غفر خطاياهم، لكن إن كان لإنسان خطيَّة لا علاج لها في روحه، فكيف يقول إن الطبيب صالح، بينما يتحاشاه؟ ولهذا كما قلت قبلًا، شرح الرسول بحق أن الله "الذي يريد أن الجميع يخلُصون" (1 تي 2: 4)، هو صالح لكل الناس. أمَّا نعمة صلاح الله الخاصة فهي مكفولة بالأكثر لجميع المؤمنين الذين ينالون عونًا من إرادته الصالحة ونعمته. لكن حين يقول المرنِّم أيضًا: "إنَّما صالح الله لإسرائيل، لأنقياء القلب" فإنَّه ينقل مشاعر الذين لا يعرفون كيف يتمتَّعون بما يخص الله، عدا إنَّه صالح نحو كل شيء وهو في الكل[218].
القديس أمبروسيوس
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 20- تفسير سفر الملوك الاول
من وحي 1 مل 20

هب لي نصرة على ذاتي،

مع نصرتي على بنهدد!


*انتصر آخاب الشرِّير على بنهدد المجدِّف على اسمك.
لكنَّه حطَّم نفسه إذ لم ينتصر على ذاته.
*أذلَّت الخطيَّة آخاب ناشر الوثنيَّة.
فقد كرامته وإمكانيَّاته.
حطَّمه تهديد بنهدد ملك آرام،
وكان مستعدًا أن يقدِّم له كنوزه ونساءه وأولاده.
في محبَّتك قدَّمت له فرصًا جديدة ليختبر قوَّتك.
وهبته نصرةً على بنهدد في معركة على الجبال.
عدت فقدَّمت له نصرة جديدة في السهول.
صار المتعجرف ذليلًا لك.
الذي أراد أن يغتصب مالك وأسرتك بين يديك.
ماذا قدَّمت للإله واهبك النصرة؟
*عوض الشكر له كسرت وصيَّته.
عوض تجديد العهد معه أقمت عهدًا مع الملك الوثني.
وهبك نصرة على أقسى عدو لك،
لكنَّك بإرادتك لم تطلب النصرة على أعماقك.
*هب لي يا رب نصرة على ذاتي.
فإنَّه لن يستطيع أحد ما ولا قوَّة ما أن تؤذيني.
أنا بكامل حرِّيَّتي أحطِّم نفسي.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 18- تفسير سفر الملوك الاول
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 17- تفسير سفر الملوك الاول
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 16- تفسير سفر الملوك الاول
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 15- تفسير سفر الملوك الاول
شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - ملوك الأول 10 - تفسير سفر الملوك الاول


الساعة الآن 04:20 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025