من هو ايث الاها

[hanan samer]

فاجابه الطوباوي عقبشما( اعلم ان لك شؤوناً كثيرة في السلطة الاثيمة التي انت تتقلدها فلا تتوقف وتنشغل باسداء المشورة السيئة الينا، ولا يخطرن ببالك ان احدا منا سيسمعك، فاسرع واصدر امرك بالموت او العذابات دون ابطاء فاننا لسنا نخشى وعيدك ولن نرضخ لامر ملكك لنتخلى عن حقيقة الهنا لا في حياتنا ولا في موتنا..)

فقال له الاثيم (ان الموت يحرركم ولهذا تتمنونه ولكني لاامنحكم اياه حتى اريكم موتكم نصب اعينكم ثم اقتلكم لتكونو عبرة ترعب السحرة من بني مذهبكم..)

وبعد ان قاموا بتعذيب الاسقف عقبشما والكاهن يوسف، احضروا ايث الاها فقال له الحاكم الاثيم (لاتكن سخيف الراي نظير رفيقيك اللذين اميتا شر ميتة بل امتثل لامر الملك واسجد للشمس الاله، فتحيا وتحضى بالاكرام والعطايا الكثيرة..)

فاجابه ايث الاها (اني لمتعجب منك كم انك غبي لاتتبين! ، حقا انك بهيمة لاعقل لها فان هذين اللذين كانا اكبر مني سنا قد احتملا واكتسبا المجد الابدي ، افلا ينبغي لي ان اكون اكثر منهما بسالة ، فانال معهما اسما صالحا واكليلا جليلا لايعتريه فساد؟ فانا اذن ثابت في حقيقتي ولست اطيع امر ملكك الذي هو عدو كل الخيرات ومناف لجميع الافضال..)

ولما سمع الحاكم اهانة الملك ثار ثائره وامتقع لونه وامر بان يجره عشرون رجلا من احدى ذراعيه وعشرون من ااخرى واوعز الى الجلادين في الانهيال عليه ضربا لا رحمة فيه، حتى تناثرت لحمانه وتمزق جسمه كله

اما هذا الشهيد المظفر فكان يقول باعلى صوته (مااضعف تعذيباتك واوهنها! ايها الدنس الحقير، الا جدد المعذبين لكي تزداد نفسي ثباتا وجسدي قوة وباساً..)
واذ ذاك التفت الحاكم الى من حوله وقال لهم (ترى ماهذا الامر الغريب؟ وما الذي يحدو هؤلاء السحرة الى الاشتياق الى الموت اشتياق الجائع الى الخبز والماء؟)

فاجابه هؤلاء (انما يذعنون الى تعليمهم القائل بوجود عالم اخر غير منظور..)
وانخلعت اعضاء المجاهد كلها من جراء الضرب وتصدعت مفاصله ومرافقه وتفككت عظامه ولم يبق بينها سوى اربطة واهية من الجلد فقط ، وبينما كان رجلان يسندانه قال له الحاكم ( اذا رضخت لامر الملك فاني ساوعز الى الاطباء في معالجتك حتى تنال الشفاء..)

فقال له الطوباوي( ان ماقلته عن الادوية لامر هين ولكنك حتى و لو قلت كلمة واحدة فاشفى ، لن اصدقك فاتخلى عن الهي الذي خلق السماء والارض ، واسجد للشمس خليقته التي اقامها لخدمة الانسان..)

فقال له الحاكم( وهل بقى فيك شيئ حي وصحيح حتى ان اردت الرضوخ لامر الملك ونلت الحياة..؟ ولكني ساجعلكم عبرة لجميع الوقحين امثالكم..)

فقال له القديس (حسنة لجميع الصادقين امثالنا واننا سنخلف انتصارا جليلا للاجيال القادمة وهو جهادنا العظيم وثباتنا حتى النصر والاكليل الذي لايعتريه فساد المظفور والمحفوظ لشيخوختنا التي تكتسب شبابا في مجد ربنا في اليوم الاخير..)
حينئذ دعا اذارشابور حاكم حدياب اذار كركشيد وقال له( اذا كان هذان الضالان مايزالان على قيد الحياة فخذهما وانطلق الى بلادك ليرجمهم بنو مذهبهم اني لهذا تركتكم ولم اقتلهم ههنا..)
وكان يقصد الكاهن يوسف والشماس ايث الاها
حيث كان الاسقف عقبشما قد فارق الحياة نتيجة التعذيب
فاعدوا حمارين لنقلهما فشدوهما على حمارين كحمل
لا حياة فيه وربطوهما بحبال لئلا يسقطا لكونهما غير قادرين
على سند ذاتهما على ظهر المطايا لما اصاب جسديهما من التمزيق
والخلع والتعذيب وكانوا يرمون بهما على الارض بحقد
كما يرمى حمل الحطب او الحجارة وبلغوا بهما الى مدينة اربيل
وزجوهما في غياهب واقاموا على السجن حراساً
وامروهم بالا يدعوا احداً من بني مذهبيهما يدخل عليهما.