منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 03 - 2013, 08:07 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,327,052

القسم الثاني: ثقته بوجود الله وعمله: ( 4- 6):
4 - لو سرت في وادي ظل الموت، لا أخاف شراً لأنك معي عصاك وعكازك هما يعزياني:
« لو سرت في الوادي:
بعد أن رسخ النبي البديهية المنطقية الأولى وهي ارتباط مصيره باسم إلهه الذي لا يقهر، يعيد إعلان ما يعيش من فرح وما يسكن قلبه من اطمئنان، فأينما سار وحيثما حلّ، يعرف أنه تحت عناية راع قدير عظيم، قادر أن يدفع عنه كل شر، حتى لو فاق قوته البشرية.فالمتاعب -مهما اشتدت- لا توقف مسيرة القطيع نحو الأبدية، ولا تُرْهِبه، ولا تحكم رجاءه، مادام مع الراعي المخلّص. هنا يحدد المرنم خطواته بدقة عجيبة، فهو في حالة "سَيْر"، لا تعرف التوقف، وهو دائم "التقدم" بخطىً "ثابتة" مهما اشتدت الضيقات. وإذ يسير في "وادٍ" وليس على قمم الجبال، فهو في عبور هادئ، يشعر فيه بالهدوء والسلام والأمان.
« وادي ظلال الموت :
الموت هو العدو الرئيسي للإنسان، لقد قهر الإنسان جميع قوى الحيوان وسيطر وتحكم أو كاد في قوى الطبيعة واكتشف قوانينها ونواميسها ليسيرها ويتحكم بها، لكن "آخر عدو يقهر هو الموت" فما إدراك ما قوة الموت وتأثيره على البشر، أنه لا يعرف الرحمة ولا تأخذه شفقة ولا يفرق بين غني فقير، شاب وعجوز، سعيد وتعيس، يكفي أن يلقي عليهم بظله فيعودون إلى التراب ويحلّ فتنحني رقاب الجميع، ويتكلم فيصمت البشر، ويأمر فيخضع الجميع، ويتسلط فيسود صمت القبور... ما أرهبك أيها الموت وما أرهب ظلك من يجتاز في واديك الممتلئ عظاماً ولا يرتعد!.
« لا أخاف شراً:
جميل أنت يا داود، إحساسك بالخوف من الشر وأنت تعبر وادي ظلال الموت مقبول ومشروع وأنت لا تحاول أن تداويه وتظهر شجاعة ليست لديك... فمن منا لا يخاف الموت والسير في وادي ظلاله وظلمته الرهيبة... أنت لست خائف، نعم، لكنك تعترف بأن عدم الخوف لا ينبع من شجاعتك الشخصية، مهما عظمت، بل من إحساسك بمن معك يرعاك ويرافق خطاك، من تتتبعك عيناه وتسندك يداه وتدفع عنك عصاه قوة العدو، من يبذل حياته لأجلك، يدفع عنك قوى الموت والجحيم إلى الخلف فترتد مهزومة... "أين قوتك يا جحيم وأين شوكتك أيها الموت"، فالخراف معه:محمولة على المنكبين، محفوظة في حدقة العين، منقوشة على أكف اليدين، مصونة في سويداء القلب... وهو يهمس دوماً لها "لا تخف فإني معك.. أخيراً أراك مطمئناً أيها الإنسان البائس الشقي، أخيراً أراك تصدق راعيك، وتسلم نفسك لحراسته ورعايته الحانية.
« لأنك أنت معي:
وليس لأني معك، فأنا لا أستطيع أن أذهب ولست أعرف الطريق، أنت الفاعل وأنا المفعول به، أنت المرافِق وأنا المرافَق، أنت القائد وأنا التابع، أنت الراعي وأنا القطيع، أنت السيد وأنا عبد، أنت الرب وأنا التراب، أنت الخالق وأنا الخليقة البائسة المرتعدة بدون رعايتك الأبوية التي تجعلك تترك الكون باتساعه، والكائنات بجلالها وانتظام نواميسها وتسير خلفي أنا تاركاً لي حرية الاختيار، ويزداد حبك لي وانشغالك بي وبحثك عني كلما ضللت بعيداً، حتى لتترك التسع والتسعين في البرية لتفتش وتبحث عني... وعندما أصرخ طالباً معونتك، أجدك تطير وتحلق بكاروبك المقدس لتكون بجواري في التو واللحظة، ترفعني وترعاني تطعمني وتسقيني.
« "عصاك وعكازك هما يُعزيّانني"
العصا:أول أداة حربية وآلة عسكرية استخدمها الإنسان منذ بداية التاريخ وبرغم تطور الزمان واختلاف الحضارات والشعوب إلا أننا نجدها في جميع الثقافات، حتى صارت رمزاً وإشارة إلى مقام وقوة حاملها...وما زالت العصا حتى اليوم 2010 تستخدم أفريقيا وفي صعيد مصر، فلا يخرج الرجل القروي من بيته أبداً دون عصاه. وتتعدد وظائف العصا بتعدد المهن، فعصا موسى غير عصي سحرة فرعون، وعصا الراعي غير عصا المعلم وعصا الأسقف غير عصا الكاهن. ويذكر الكتاب المقدس دور العصا في القيادة والدفاع ويخبرنا العظيم داود أن تلك العصا تُعزّى ولا تَجْرح! كعصا موسى التي بها شق البحر وضرب الصخرة ففجر المياه.
أما العكاز فمعقوف من الطرف الأعلى، ومن مصدر الفعل نرى أنها للسند والارتكاز ويساعد على الثبات واستقامة الوقوف، وهو التطور الطبيعي للعصا ولا يستخدم في الحرب ويصلح كعلامة ورمز للشخص، وهو عادة أثمن معدناً وأجمل شكلاً، لذا يحمله الأكبر سناً والأكثر وقاراً. ما أجمل هذا، العصا تحميني من مطاردة العدو وتجاوزات الخصوم وتدفع عني كل شر ومكروه... فعصا الرب تشير إلى قوته، وما أروع العكاز في يده يسند خطاي ويقويني في لحظات الضعف والألم عندما تخور قواي...
« يعزياني:
"تكون عصاك وعكازك هادياً لي"، الكلمة اليونانية "بارقليط" تشير إلى الروح القدس، نقرأ في غريغوريوس النيصي "ثم يقودك بعصا الروح القدس، لأن البارقليط (أو الهادي) هو الروح القدس". كل ما فيك وكل ما معك يحميني ويسندني فكيف لا أتعزى و أطمئن وإن اجتزت وادي ظلال الموت.
5- تهيئ قدامي مائدة تجاه خصومي تدهن بالطيب رأسي وكأسي روية:
تهيئ أي يعد ويجهز ومن يهيئ المائدة اثنان السيد الذي يدفع تكاليف كل أنواع الطعام، والعبد الذي يقوم بإعداد الأطعمة والمأكولات ووضعها على المائدة. وقد أعد الرب لخرافه كل شيء، وهم معه لا يحتاجون شيئاً، هلم كلوا خبزي واشربوا خمري، هلم فإن وليمتي قد أعُدت. قدامي أي حتى قبل وصولي أو أمامي بمعنى أني لن أنتظر لحظة ولن أعاني ألم الجوع انتظاراً لإعداد الطعام، فأنت "أبي" قد عرفت ما أنا محتاج إليه قبل أن أطلبه، والمائدة حافلة لا تحوي فقط ما يسد الرمق ويشبع الجوع، بل كل ما تشتهيه النفس والروح.
« مائدة:
ربما عنى المرتل بأن الله الذي يهتم بنا إذ يرى العدو قائماً ضدنا يُعِدُّ بنفسه لنا المائدة لكي نأكل في غير عجلة، دون ارتباك أو اضطراب، ويُجْلِسنا لنَنْعم بالقوت دون أن نخاف العدو الذي يَطرِق أبوابنا، إنه يهبنا سلاماً وشبعاً وسط المعركة بكوننا خاصته المحبوبة! في مواضع أخرى في سفر المزامير كثيراً ما يُقدّم ذبيحة الشكر ويتبعها أو بصحبها وجبة ذبيحة أي مائدة مقدسة (مزمور 22: 26؛ 63: 6) أو ذبائح (مزمور 66: 13؛ 116: 17).
« تجاه مضايقي:
ربما كان مقاومو داود يجولون في الهيكل بينما كان هو يُقدم ذبيحة الشكر لله، لذا صار يردد هذه العبارة، كأن مضايقيه وأعداءه الذين نجحوا أن ينزلوا به إلى وادي الموت كانوا ينتظرون هلاكه، فأولاه الرب رعايته، وحول له وادي الموت إلى وادي للراحة، حين رأى العدو كل ما أكرمه به الرب، ذهل وتبدد.وأقام له مائدة نصر رائعة فما أروعك...
Ø أربضني: في أرض خصبة خضراء مريحة،
Ø ورويتني: من أعذب ماء ، مياه الراحة،
Ø أقمت لي مائدة: أعددت لي طعامي،
Ø حميتني: من كل المخاطر والأهوال،
Ø سندتني: حين ارتعدت وخارت قواي،
« تدهن بالطيب رأسي وكأسي ريا :
المسح بالدهن يُشير إلى وجود علاقة شخصية بين الراعي وقطيعه، كما يكشف عن حالة فرح وشبع. كان الناس قديماً متى حزنوا يغطون أنفسهم بالتراب والرماد، وإذا ما فرحوا كانوا يغتسلون ويدهنون أنفسهم بالزيت. هذا وقد كانت عادة دهن الرأس شائعة (عاموس 6: 6؛ متى 6: 17؛ لوقا 7: 38، 46). حيث كان من عادة اليهود إن يستقبلوا كبار الضيوف بأن يسكبوا الطيب على رأسهم أو الزيت في أقل الحالات كعلامة تكريم لهم وترحيب بهم؛ وقد ورد ذلك في العهد الجديد في لقاء المسيح مع المرأة في بيت سمعان الفريسي، وكأن المرنّم يقول لراعيه: إنك تعاملني كضيف نال القبول على مائدتك وكضيف شرف تعاملني. ما أعظم هذا، لم يكتف الرب بكل ما أكرم وعزى وفرح به قلب نبيّه، بل نراه يعظم عمله، وهكذا يعامل الله أحباءه بكل هذه الكرامة ويرعاهم كما يرعى الأب الأبناء معه الرب.
« كأس ريا:
ربما يعني النص العبري "كأسي رَيَّا" تلك الكؤوس التي تُستخدم في رعاية الغنم؛ كان الكأس عادة يتكون من كتلة حجرية منحوتة ومجوفة طولها 30 بوصة وعرضها حوالي 18 بوصة وارتفاعها 18 بوصة، توجد الكؤوس في مواضع كثيرة عند الآباء والينابيع المنتشرة في برية يهوذا، وفيها يغرف الرعاة الماء ويسكبونه، ولأن الكأس تتعرض للشمس يكرر الراعي سَكْب الماء فيها حتى تفيض، فتبرد الكأس، ثم يدعو خرافه لتشرب دون أن يتوقف عن صب الماء... بهذا يتأكد من بقاء الماء بارداً، صافياً فائضاً لدى الخراف.
والكأس أيضا هي أداة شرب الخمر، والخمر في الكتاب المقدس هي رمز الفرح، وتقدم الكأس لضيوف الشرف وكبار القوم... ويقف الخدام من خلفهم يسكبون مزيداً من الخمر في كؤوسهم كلما رشفوا منها حتى تظل الكأس مترعة مليئة، وحيث أن الخمر هي رمز الفرح والخير فإن ذلك يعني أن الرب يملأ حياة مختاريه بفرح يفوق كل فرح وبخير يفيض بين أيديهم،والإنسان الذي يتقبَّل مراحم الله وخيراته مع كل صباح جديد، يفيض شكراً وتسبيحاً، وإنْ لم يملك إلا لقمة يابسة، أما مَنْ لا يتلمّسُ هذه البركات فإنه وإنْ اقتنى العالم كله، تكون كأسه مشققة لا تضبط ماءً.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كل يوم مزمور / المزمور الثالث والعشرون
صلاة الساعة الثالثة المزمور الثالث والعشرون|تصميم|
الربّ راعيّ المزمور الثالث والعشرون
المزمور الثالث والعشرون
المزمور المائة و الثالث والعشرون


الساعة الآن 11:54 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025