![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() قراءات الصوم الكبير وترابطها لنيافة الأنبا رافائيل إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العميقة في كل شيء، العميقة في طقوسها وقراءاتها، رتبت أن يكون هناك هدف يربط بين قراءات الصوم المقدس في الكنيسة، وهذا يتضح من خلال وجود : 1- موضوع عام للصوم المقدس. 2- موضوعات عامة لأسابيع الصوم. 3- موضوعات عامة لأيام الصوم. 4- موضوعات خاصة لأيام الصوم. 5- وهناك أيضاً موضوعان لقسمي الصوم. 6- وموضوعات للسبوت والآحاد. أولاً: الموضوع العام للصوم المقدس : إن الكنيسة رتبت لنا أن تدور القراءات التي تتلى خلال الصوم المقدس حول موضوع واحد وهو "الجهاد الروحي"، لأنها تعلِّم مع بولس الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب 4:12) وهى تناشد كلاًّ منا أن يجاهد الجهاد الحسن كما كان بولس الرسول يناشد تلميذه تيموثاوس قائلاً: وهى تناشد كلاًّ منا أن يجاهد الجهاد الحسن كما كان بولس الرسول يناشد تلميذه تيموثاوس قائلاً: "جاهد جهاد الإيمان الحسن وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضاً واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين" (1تى 12:6). ثانياً: الموضوعات العامة لأسابيع الصوم : قسمت الكنيسة الأربعين المقدسة إلى ستة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وأضافت في أولها أسبوعاً للاستعداد وهو مقدمة للصوم. ثم جعلت جميع القراءات التي تتلى في أيام كل أسبوع من هذه الأسابيع السبعة تدور حول موضوع واحد وهدف واحد يعتبر حلقة من حلقات الموضوع العام للصوم. الأسبوع الأول : تدور قراءاته حول الاستعداد للجهاد، وإذا حذفنا قراءات هذا الأسبوع سوف نجد أنها لن تؤثر على الموضوع العام للصوم لأنه استعداد. الأسبوع الثاني : وموضوع قراءاته هو الجهاد الروحي وطبيعته. الأسبوع الثالث : وتدور قراءاته حول التوبة أو طهارة الجهاد. الأسبوع الرابع : هو أسبوع الإنجيل أو دستور الجهاد. الأسبوع الخامس : أسبوع الإيمان أو هدف الجهاد. الأسبوع السادس : أسبوع المعمودية أو صبغة الجهاد. الأسبوع السابع : أسبوع الخلاص "خلاص الجهاد". ثالثاً: الموضوعات العامة لأيام الصوم : أيام الأسبوع الأول : وقراءات هذا الأسبوع بمثابة الاستعداد لرحلة الجهاد، حيث أن قراءات الأيام السبعة لهذا الأسبوع تسير على الترتيب الآتي : ترك الشر - الالتصاق بالخير - محبة الآخرين - النمو الروحي - الاتكال على الله - السلوك بالكمال - الهداية إلى الملكوت. أيام الأسبوع الثاني : بعد أن أعدت الكنيسة نفوس أولادها للجهاد الروحي على النحو السابق، فهي في هذا الأسبوع تبين من خلال قراءاتها طبيعة الجهاد المطلوب منهم فتتحدث عن: صلاة الجهاد - صدقة الجهاد - أمانة الجهاد - دستور الجهاد - ثبات الجهاد - ضيقات الجهاد - نصرة الجهاد. أيام الأسبوع الثالث : وفى الأسبوع الثالث توضح لنا الكنيسة أن الجهاد لابد أن يكون متسماً بطهارة القلب والفكر عن طريق التوبة الحقيقية من خلال قراءات الأيام السبعة وهى كالتالي: اعتراف التوبة - بر التوبة - تجارب التوبة - دينونة التوبة - أمان التوبة - مغفرة التوبة - قبول التوبة. أيام الأسبوع الرابع : وقراءات هذا الأسبوع تتحدث عن دستور الجهاد؛ الذي هو الكتاب المقدس وهكذا تشير موضوعات هذا الأسبوع على الترتيب التالي إلى : روح الإنجيل - الكرازة بالإنجيل - سلام الإنجيل - إنارة الإنجيل - الإيمان بالإنجيل - العمل بالإنجيل - عزة الإنجيل. أيام الأسبوع الخامس : إن الهدف من الكرازة بالإنجيل هو أن يؤمن به سامعوه، والكنيسة تعالج موضوع الإيمان من خلال قراءات الأسبوع الخامس كما يلى: اتكال الإيمان - خدمة الإيمان - رجاء الإيمان - تحرير الإيمان - قصاص الإيمان - هداية الإيمان - تشديد الإيمان. أيام الأسبوع السادس : إن العضوية في كنيسة المسيح لا تتم لمن يؤمن إلا إذا نال سر المعمودية، وقد رتبت الكنيسة أن توزع أبحاثها فى هذا السر على أيام الأسبوع في ضوء عقيدتها والطقس المتبع في إتمامه، لذلك فالقراءات تدور حول: توبة المعمودية - اعتراف المعمودية - دينونة المعمودية - حياة المعمودية - قيامة المعمودية - خلاص المعمودية - إنارة المعمودية. أيام الأسبوع السابع : إن الخلاص هو غاية الذين يتوبون ويؤمنون بالإنجيل ويعتمدون، وقد رتبت الكنيسة أن تبحث في موضوع الخلاص ممثلا في شخص الرب يسوع من النواحي الآتية: شهود المخلص - الاعتراف بالمخلص - الإيمان بالمخلص - قيامة المخلص - دينونة المخلص - بركة المخلص - فداء المخلص. وعلى ذلك تسير الموضوعات طوال أيام الصوم، ويلاحظ أن هذه القراءات تتألف من فصول العهد القديم والجديد لكل يوم من أيام هذا الصوم. رابعاً: الموضوعات الخاصة لأيام الصوم : إن المتأمل في القراءات الموضحة لكل يوم من أيام الصوم المقدس يرى أنها تتألف من ثلاث مجموعات هي النبوات والأناجيل والرسائل. وهذه المجموعات بينها ارتباط وثيق، وكلها تدور حول موضوع واحد هو الموضوع العام لليوم. خامساً: موضوعا قسمي الصوم : لقد قسمت الكنيسة الصوم إلى قسمين : القسم الأول : يتألف من أسبوع الاستعداد والأسابيع الثلاثة التالية له، وموضوعات هذا القسم كلها تدور حول ما هو مطلوب من هذا الشعب من مظاهر الجهاد الروحي، مثل ترك الشر، وممارسة الصلاة، والصدقة، والتوبة، وإطاعة الإنجيل وما إلى ذلك. والقسم الثاني : ويشمل الأسابيع الثلاثة الأخيرة، والقراءات في هذا القسم تدور كلها حول ثمرة الجهاد، أي مدى استجابة المؤمنين له، كإيمانهم بالإنجيل والتمتع بثمار المعمودية والفوز بالخلاص. سادساً: موضوعات السبوت والآحاد : إن الكنيسة ميزت موضوعات السبوت والآحاد عن أيام الصوم الانقطاعي الخمسة بميزتين، فمن يدقق النظر في نظامهما يلاحظ ذلك: أ- الميزة الأولى : أن موضوعات الأيام الخمسة تنصب على ما يبذله الشعب من جهاد، في حين أن موضوعات السبوت والآحاد تنصب على نعم المخلص المتعددة التي يمنحها لهم جزاء لهذا الجهاد. فإذا تابوا مثلاً يقبل توبتهم مثل الابن الضال. وإذا سمعوا الإنجيل وعملوا به روى نفوسهم كما ارتوت السامرية. وإذا آمنوا شدد إيمانهم كما شدد قوى المخلع. وإذا اعتمدوا أنار بصيرتهم كما استنار المولود أعمى. ب- الميزة الثانية : هي الارتباط الوثيق بين موضوعات السبوت وموضوعات الآحاد، فحلقات الموضوع العام في أي أسبوع تبدأ بيوم الاثنين وتنتهي بيوم الجمعة، لأن هذه الأيام الخمسة مرتبطة ببعضها، قائمة بذاتها، مستقلة عما عداها. ثم تستأنف الكنيسة نفس الموضوع يوم السبت، ولكن بحلقة جديدة من الحلقات. فتطالب الشعب بناحية جديدة من الجهاد، حتى إذا قام بها حمل إليه إنجيل الأحد ثواب المخلص له على هذا الجهاد. على سبيل المثال قراءات الأسبوع الثالث تدور حول التوبة، ففي يوم الاثنين الحلقة الأولى منه تدور حول الاعتراف به، يليها تبرير المعترف، ثم تعرضه للتجارب وهكذا.. أما في يوم السبت فإن الكنيسة تحث التائب على المغفرة لغيره، فإذا فعل ذلك قبلت توبته، كما يوضح ذلك إنجيل الأحد.. أي أن إنجيل السبت يمثل جهاد الشعب وإنجيل الأحد يمثل نعمة المخلص له على هذا الجهاد.. وهكذا في كافة الأسابيع. هذه هي موضوعات الصوم كما وضعتها الكنيسة، ولابد أن نلاحظ أن الاهتداء إلى هذه الموضوعات ليس بالأمر الهين، فقد يقتضى ذلك أن نبدأ بقراءة إنجيل القداس ورسالة البولس والنبوة الأولى عدة مرات لمعرفة سر الارتباط بينها، ثم قراءة النبوات واحدة واحدة لمعرفة موضوعها الخاص، وكذلك الحال في بقية الأناجيل والرسائل - ثم البحث في مدى ارتباط قراءات اليوم ببعضها البعض لاستخراج الموضوع العام لقراءات هذا اليوم، ثم الموضوع العام للأسبوع الذي يربط بينها، فإذا انتهينا من الموضوعات العامة للأسابيع توصلنا إلى معرفة الموضوع العام للصوم كله. |
![]() |
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() مقالات عن الصوم الكبير ـ+ تعيش الكنيسه رحلة الصوم الكبير 55 يوم وترسم لنا من خلال القراءات ملامح الرحلة غايتها: ـ* انجيل احد الرفاع مت6 ... ويتكلم عن الصوم والصلاة والصداقة فهذا هو عمل الكنيسة طوال رحلة الــ 55 يوم. ـ* انجيل الاحد الاول مت6 ... انجيل الكنز , ويكشف لنا الكنيسة غاية الرحلة وهى اقتناء نقاوة القلب وهذا هو كنز المسيحى. ـ* انجيل الاحد الثانى مت4 ... التجربة , تكشف لنا الكنيسة ان طريق نقاوة القلب ليس سهلا بل هناك ضيقات وتجارب من عدو الخير. ـ* انجيل الاحد الثالث لو15 ... الابن الضال , فلا ينتصر فى هذه التجارب سوى الانسان التائب. ـ* انجيل الاحد الرابع يو4 ... السامرية , مشكلتنا اننا نتوب ثم نسقط فالعلاج فى الشبع المستمر بالمسيح كالمرأة السامرية , الارتواء من الماء الحى. ـ* انجيل الاحد الخامس يو5 ... المخلع , الانسان الذى يذوق حلاوة الماء الحى يكرز به وسط الاخرين. ـ* انجيل الاحد السادس يو9 ... المولود اعمى , يكشف لنا باب الدخول للمسيح المشبع وهو المعمودية سر الاستنارة. ـ* اخيرا الاسبوع السابع يتكلم عن الدينونة والحياة الجديدة كغاية أخيرة لكل انسان مسيحى. مقال دراسي عن الصوم الكبير، و تحديد موعد الصوم وموعد العيد الصوم الكبير مدته 55 يوماً دعي بالكبير لأنه يحتوي على ثلاث أصوام هي: 1. أسبوع الاستعداد أو بدل السبوت. 2. الأربعين يوماً المقدسة التي صامها الرب يسوع صوماً إنقطاعياً 3. أسبوع الآلام . وفي هذا الصوم لا يؤكل السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد) وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله ونحن نمضي من وراء السيد المسيح مشاركين له في صومه عنا وفي تألمه وموته من أجلنا وهكذا نحمل الصليب معه بقدر استطاعتنا. ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يحدد في أي سنة من السنين بحسب قاعدة حسابية مضبوطة (نوردها فيما بعد في نفس الكتيب) بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه وإنما في يوم الأحد التالي له حسب تعاليم كنيسة الإسكندرية والتي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية بحيث لا يأتي المرموز إليه قبل الرمز وبحيث لا نعيد مع اليهود، مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته. ولا بد قي الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمون في سنهم واختلافهم أيضاً في نوعية عملهم ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فأن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن. وأيضاً فأن الأب الكاهن هو الذي يحدد الحالات التي تصرح فيها الكنيسة للشخص بعدم الصوم ومن أهمها حالات المرض والضعف الشديد. أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع فلقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى سبعة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع. وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها وهو "قبول المخلص للتائبين". الأحد الأول يدعى أحد الكنوز أو الهداية إلى ملكوت الله: فيه تبدأ الكنيسة بتحويل أنظار أبنائها عن عبادة المال إلى عبادة الله وإلى أن يكنزوا كنوزهم في السماء . الأحد الثاني أحد التجربة: تعلمنا فيه الكنيسة كيف ننتصر على إبليس على مثال ربنا يسوع الذي أنتصر عليه بانتصاره على العثرات الثلاث التي يحاربنا بها وهي الأكل (شهوة الجسد) والمقتنيات (شهوة العيون) والمجد الباطل (شهوة تعظم المعيشة) . الأحد الثالث أحد الابن الشاطر: فيه نرى كيف يتحنن الله ويقبل الخاطئ على مثال الابن الضال الذي عاد إلى أبيه. الأحد الرابع أحد السامرية: يشير إلى تسليح الخاطئ بكلمة الله. الأحد الخامس أحد المخلع: يرمز إلى الخاطئ الذي هدته الخطيئة وقد شدده المخلص وشفاه. الأحد السادس أحد التناصر: فيه تفتيح عيني الأعمى رمزاً إلى الاستنارة بالمعمودية. منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا الأحد السابع أحد الشعانين : فيه نستقبل السيد المسيح ملكاً.. والصوم فترة نمو روحي ومن لا يشعر بذلك فأن مرجعه إلى أن صومه تم بطريقة خاطئة فهو إما جسداني لا روح فيه وإما اتخاذه غاية في ذاته بينما هو وسيلة توصل إلى الغاية، والغاية هي إعطاء الفرصة للروح. وللشعور بلذة وحلاوة الصوم يجب أن يقترن بالصلاة والصدقة والعمل بكل الوصايا وبهذا يعظم انتصارنا بالذي أحبنا.. وسمات الصوم المقبول نجدها في ما جاء بسفر يوئيل النبي (2 : 2) . ولمن يسأل عن تسمية الأصوام بأسماء مثل صوم الرسل فإننا نعلم أن كل الأصوام المقررة في الكنيسة تصام لله ومنها صوم الأباء الرسل وقد دعي بهذا الاسم لا لأنه خاص بهم أو أنه يصام لهم لأن الأصوام كلها عبادة لله، ولكن لأنهم أول من صاموه في بداية خدمتهم ويطلق عليه "صوم الخدمة" وأيامه تبدأ من اليوم التالي ليوم عيد العنصره (حلول الروح القدس) وتنتهي يوم 5 أبيب تذكار استشهاد الرسولين بطرس وبولس ويحدد أيامه يوم عيد القيامة المجيد الذي يتقدم ويتأخر بحسب القاعدة الحسابية المعروفة. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() هل ضرورى الصوم فى حياتنا ؟ موضوع يرد على تساؤلات كثيرة الصلاة والصوم لازمان للأنسان لنموه فى العشرة مع الله والأنتصار على الحروب الروحية. . وفى مقابل الجهاد الذى تلتزم به كنيسـتنا فى كل ممارساتها الروحـية بما في ذلك الأصوام, يجد الانسان تساهلا كاملا يصل الى حد الرفض عند البروتستانت. فهل من ضرورة للصوم ؟ أرجعوا الىﱠ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء يؤ2: 12 1) تعريف الصوم : الصوم هو انقطاع عن الطعام فترة من الوقت, يعقبها طعام خالى من الدسم الحيوانى. وفترة الأنقطاع لابد منها لأننا لو أكلنا من بدء اليوم بدون انقطاع لصرنا نباتيـين وليس صائمين. وتختلف فترة الأنقطاع من شخص لآخر, حسب صحتهم – حسب نوعية عملهم – حسب سنهم – حسب قامتهم ونموهم الروحى – حسب أرشاد أب أعترافهم. هناك أيضا تدرج فى الأنقطاع ولابد من مشورة أب الأعتراف فى ذلك. 2) ضرورة الصوم : لماذا نصوم؟ وما هو الهدف من الصوم؟ الصوم حالة يتجه فيها الانسان نحو الله, مقـللا من الروابط التى تربطه على الأرض, وضابطا عناصر طبيعته نحو السماء, فيأخذ نعمة تساعده على نموه فى الطريق الروحى والأنتصار على شهوات الجسد, فالصوم ليس غاية ولكنه وسيلة. وهدف الصوم والنسك ليس الألم أو الحرمان بل تحرير النفس من قيود الحس والمادة والخطية. فالصوم الحقيقى هو التوبة والرجوع, والشبع بالله. 3) الصوم وصية الهية : الصوم اقدم وصية عرفتها البشرية فقد كانت الوصية التى أعطاها الله لأبينا آدم وأمنا حواء, وهى ان لا يأكلا من شجرة معرفة الخير والشر (تك2: 16-17), وهكذا نحن بالصوم نختبر ذواتنا ورغبات جسدنا. ونحن نسمع عن الأنبياء فى العهد القديم عن اصوامهم, فداود النبى قال : "اذللت بالصوم نفسى" (مز35: 13) وأيضا "أبكيت بالصوم نفسى" (مز66: 10), وهكذا دانيال وحزقيال ... وغيرهم. والسيد المسيح أيضا علم تلاميذه أن يصوموا فقال : "هذا الجنس لا يخرج بشىء الا بالصلاة والصوم" (مت17: 21) , (مر9: 29), وأوصاهم : "حينما يرفع العريس عنهم حينئذ يصومون" (مت9: 15), وهذا ما يحدثنا عنه الكتاب فى حياة التلاميذ والرسل, فبولس الرسول يقول : "فى اتعاب فى اسهار فى اصوام" (2كو6: 5), "فى اصوام مرارا كثيرة" (2كو11: 27), والرسل يقول عنهم الكتاب "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون" (اع13: 2). 4) هل هناك وصية الهية فى الصوم بأكل الطعام النباتى ؟ + (الطعام النباتى هو المعين من الله للانسان قبل السقوط. فالانسان كان نباتيا) : "وقال الله انى قد اعطيتكم كل بقل ... وكل شجر ... يكون طعاما" (تك1: 29). + (لم يصرح للانسان بأكل اللحم الا بعد الطوفان) : "كل دابة حية تكون لكم طعاما كالعشب الاخضر" (تك9: 1-4). + (بالرغم من ذلك كان الأكل النباتى هو طعام قديسيه) : قال الله لحزقيال النبى "وخذ انت لنفسك قمحا وشعيرا وفولا وعدسا ... واصنعها لنفسك خبزا" (حز4: 9) – وقيل عن دانيال ورفاقه "لم يدخل فى فمى لحم ولا خمر" (دا10: 3) – ويوحنا المعمدان "كان طعامه جرادا وعسلا بريا" (مت3: 4). 5) هل هناك وصية كتابية بتحديد مواعيد للصوم ؟ + قيل فى العهد القديم : "وكان الى كلام رب الجنود قائلا هكذا قال رب الجنود ان صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجا وفرحا" (زك8: 17-19) – "ويكون لكم فريضة دهرية انكم فى الشهر السابع فى عاشر الشهر تذللون نفوسكم" (لا16: 29). + قيل فى العهد الجديد : "اذ كان الصوم ايضا قد مضى جعل بولس ينذرهم" (اع27: 9). 6) هل هناك وصية كتابية بالصوم الجماعى ؟ 1- صوم الشعب أيام اسـتير : "صوموا من جهتى ولا تأكلوا ولا تشربوا ثلاثة أيام ليلا ونهارا" (أس4: 16). 2 - صوم أهل نينوى : "فآمن اهل نينوى بالله ونادوا بصوم ولبسوا مسوحا" (يون3: 5). 3 - صوم الشعب ايام عزرا ونحميا : "وناديت بصوم ... لكى نتذلل امام الهنا" (عز8: 21). "وفى اليوم الرابع والعشرين من هذا الشهر اجتمع بنو اسرائيل بالصوم" (نح9: 1). 4 - الصوم ايام يوئيل : "الان يقول الرب ارجعوا الىّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء ... قدسوا صوما" (يؤ2: 12-17). 5- فى العهد الجديد : "حين يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون" (مت9: 15) – "فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادى" (اع13: 2-3) – "وبينما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس" (اع13: 2-4) – "اذ كان الصوم ايضا قد مضى جعل بولس ينذرهم" (اع27: 9). 7 ) نقط الخلاف مع البروتستانت : الصوم فى الخفاء – الصوم الجماعى – وضع مواعيد ثابتة للصوم – الطعام النباتى – فهم خاطىء لبعض آيات الكتاب. 1- اعتراض : الصوم فى الخفاء : يقولون ان الصوم ينبغى ان يكون فى الخفاء بين الانسان والله كما قال الكتاب "واما انت فمتى صمت فادهن رأسك وأغسل وجهك لكى لا تظهر للناس صائما بل لأبيك الذى فى الخفاء مت6: 17-18. • نقول ان الصوم فى الخفاء خاص بالاصوام الفردية, وليس بالاصوام والعبادة الجماعية. . لأنه يوجد هذان النوعان من العبادة فهناك الصلاة الفردية فى المخدع ولكن هناك العبادة الجماعية التى يصليها المؤمنون بروح واحدة ونفس واحدة (اع4: 24), وهناك العطاء فى الخفاء ولكن هذا لا يلغى العطاء العام ودفع العشور والبكور كوصية الرب, كذلك الصوم ايضا حيث ذكرت الاصوام الجماعية فى الكتاب المقدس. 2- اعتراض : لا يحكم احد عليكم فى أكل أو شرب : يعتمدون على فهم خاطىء للآية التى تقول " لا يحكم احد عليكم فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح" (كو2: 16-17). • لم يقل الرسول لا يحكم احد عليكم فى صوم, انما قال لا يحكم احد عليكم فى أكل أو شرب, وكان المقصود بذلك المحرمات فى الأطعمة, كأصناف الطعام التى كان يعتبرها اليهود نجسة مثل قصة بطرس وكرنيليوس (اع10: 11-15) ولأن أول من دخل المسيحية هم اليهود فأرادوا تهويد المسيحية بكل عاداتهم حتى السبت والأعياد, فأراد بولس مقاومة تهويد المسيحية, فالآية اذا لم تكن عن الصوم, اذ نجد الرسل وبولس نفسه يصوم (اع13: 2-4 , 27: 9). 3 - اعتراض : مانعين عن اطعمة : لا يوافقون فى الصوم على الطعام النباتى ويتهموننا بأننا ينطبق علينا قول الكتاب "فى الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الايمان.. مانعين عن الزواج وآمرين أن يمتنع عن اطعمة خلقها الله" (1تى4: 1-3) • المقصود هنا ليس الصوم بل بدعة ظهرت آنذاك, اتباع مانى والمونتانيـين الذين حرموا الزواج واللحم والخمر, وقد حرمتهم الكنيسة وشجبت كل ما نشروه من بدع. فالكنيسة لا تحرم اللحوم وما ينتمى اليها من طعام, انما تمتنع عنها فى الصوم نسكا وليس لأنها نجسة, بدليل ان الصائمين يأكلون من هذه الأطعمة حينما يفطرون. فالنسك والصوم لوقت محدد شىء, وتحريم الأطعمة شىء آخر. والصوم فى كنيستنا ليس هو مجرد طعام نباتى, انما هو انقطاع عن الطعام فترة معينة يعقبها أكل نباتى خالى من الدسم الحيوانى. 8- تداريب أثناء الصوم : لنصم عن كل شـر ونسلك بنقاوة وبر – نحيا حياة توبة حقيقية ونمارس سر الأعتراف – نواظب على التناول من جسد الرب ودمه انثبت فيه ونحيا به – نمارس تداريب خاصة بالفضائل – نحيا فى صوم اللسـان واداب الحديث – ارتباط صومنا بصلاة منتظمة – لا نهمل الكتاب المقدس والقراءات الروحية. |
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
❈ Administrators ❈
![]() |
![]() ![]() قدسوا صوماً... نادوا باعتكاف لنيافة الأنبا رافائيل هلموا معي يا أصدقائي وأخوتي الأحباء لنبحر معاً عبر هذا النهر العظيم (الصوم الكبير) حاملين معنا زاداً يكفي رحلتنا التي بلا شك سنتزود فيها بزاد آخر يكفي لرحلة العمر إلى السماء. دعنا الآن نرى ما هو الزاد اللازم لرحلة الصوم: + التوبة القلبية: "ارجعوا إلى بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح. ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرب إلهكم، لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر" (يؤ2: 12-13) أن الصوم الكبير هو موسم التوبة وتجديد العهود... موسم العودة إلى أحضان المسيح نرتمي فيه ونبكي... نبكي على الزمان الرديء الذي مضى "لأن زمان الحياة الذي مضى يكفينا لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في الدعارة والشهوات وإدمان الخمر، والبطر والمنادمات وعبادة الأوثان المحرمة" (1بط4: 3) "أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار" (رو13: 11-13) آه... لو تحرك قلب الكنيسة نحو التوبة بحس واحد... آه لو تحرك قلبي وسط الجماعة المقدسة للعودة إلى السيد المسيح... إن الكنيسة سبقت وأبرزت لنا نموذج توبة أهل نينوى، لنرى ونعجب كيف وماذا تفعل التوبة الجماعية... وتظل الكنيسة طوال الصوم تبرز لنا نماذج رائعة للتوبة: الابن الضال، السامرية، المخلع، المولود أعمى... وكيف أن لمسة الرب يسوع المسيح شافية للنفس والجسد والروح ومجددة للحواس وباعثة للحياة. ربي يسوع... سامحني وأعف عني وأسندني لكي لا أخطئ إليك ثانية... دعني أقبل قدميك وأبلهما بدموعي وحبي... دعني أرتمي في حضنك الإلهي كطفل في حجر أمه... أبكي بفرح العودة... أبكي برجاء النصرة... أبكي بروح القيامة من سقطاتي الرديئة... سأكون لك بنعمتك... لن يستعبدني العالم ثانية... لن يسبيني الشيطان مرة أخرى... لن يخدعني الجسد بأوهامه... لقد ذقت مرارة الخطية واكتشفت وهمها الرديء... كنت أظنها حرية مفرحة وجدتها عبودية قاسية... الآن أدرك بنعمتك انك وحدك فيك الحرية والفرح والسعادة... وبدونك حياتي مرة وكئيبة... الآن أدرك لماذا يفرح الصائم "متى صمتم فلا تكونوا عابسين" (مت6: 16) أنني أفرح الآن بعودتي إليك بعد التوهان... الآن استقر في حضنك بعد الضياع... الآن نفسي تتوق إلى القداسة بعد أن دنست نفسي وجسدي بأفعالي الذميمة... الآن يتغير اتجاه حياتي ليكون المسيح هدفي ومحور اهتمامي بل "ولي الحياة هي المسيح" (في1: 21) بعد أن كان العالم ولقمة العيش، والجسد، والزلات قد استولوا علي اغتصاباً، فأفقدوني هويتي ومعنى وجودي وسلبوا مني فرحتي، وتركوني ملقى بين حي وميت انتظر سامرياً صالحاً يضمد جراحاتي. + الهدوء والصمت: "لأنه هكذا قال السيد الرب قدوس إسرائيل بالرجوع والسكون تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" (أش30: 15) إن إيقاع الحياة الصاخب، وعنف متطلبات المعيشة، وكثرة الحركة والانشغال والهموم، افقدوا الإنسان معناه وإنسانيته وحولوه إلى مجرد ترس في ماكينة ضخمة يتحرك بتحركها، ويقف بوقوفها إن وقفت... الإنسان اليوم يعيش في تشتت مرعب يبدد قوى الجسم والنفس والعقل فكم بالحري قوى الروح... إننا أحوج ما نكون إلى فترات هدوء واعتكاف نعود فيها إلى أنفسنا ونغوص في أعماقنا بدون تأثير المشتتات الخارجية... إنها رحلة إلى أعماق الإنسان لاكتشاف الهوية وضبط الاتجاهات... دعنا نختزل من برنامجنا اليومي كل ما هو غير ضروري: الثرثرة والأحاديث الباطلة، والتليفزيون، والمكالمات التليفونية الطويلة دون داع، والزيارات غير الضرورية، والملاهي والمآدب... ألا ترى أنه سيتجمع لدينا وقت كاف للتمتع بالهدوء والاعتكاف في جلال الصمت وخشوع العبادة... والتأمل والتعمق واكتشاف سطحيتنا وزيف علاقاتنا مع الآخرين... إن كلامنا الثرثار في طوفان الأحاديث الباطلة قد فقد قوته ومعناه... الصوم بجلاله يعيد إلى الكلمة قدسيتها ووقارها وسلطانها... "إن كان أحد لا يعثر في الكلام فذاك رجل كامل قادر أن يلجم كل الجسد أيضاً" (يع3: 2) آه لو نستطيع أن تقتطع من برنامجنا اليومي الصاخب لحظات للهدوء والاعتكاف والتزام الصمت. اسمع الصوت الذي كلم أرسانيوس قديماً "يا أرسانيوس ألزم الهدوء والبعد عن الناس، واصمت، وأنت تخلص لأن هذه هي عروق عدم الخطية" فإن كان أرسانيوس قد لزم الصمت والبعد عن الناس طول عمره فليس بكثير علينا أن نلزمها لحظات يومياً خاصة في الصوم. العالم اليوم يحتاج إلى شهادة حية، لا بالوعظ والكلام، بل بقديسين يحملون نوراً وفرحاً وعمقاً، ورزانة ووقاراً، ولهم سر الصمت وقوة الهدوء كعلامة وبرهان على حضور الله فيهم. + العطاء: "طوبى للرحماء على المساكين فإن الرحمة تحل عليهم، والمسيح يرحمهم في يوم الدين ويحل بروح قدسه فيهم" "يقولون لماذا صمنا ولم تنظر ذللنا أنفسنا ولم تلاحظ؟ ... أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ ...هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب؟ أليس هذا صوماً اختاره: حل قيود الشر فك عقد النير وإطلاق المسحوقين أحراراً وقطع كل نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك إذا رأيت عرياناً أن تكسوه وأن لا تتغاضى عن لحمك" (أش58: 3-7) "لا تنسوا فعل الخير والتوزيع (على الفقراء) لأنه بذبائح مثل هذه يسر الله" (عب13: 16) لأن "الديانة الطاهرة النقية عند الله الآب هي هذه، افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم" (يع1: 27) والقديس اشعياء سجل لنا ما قاله أبو مقار لرهبان من الإسكندرية "إن من لم يشأ أن يصنع رحمة من فلس واحد فلن يعمل رحمة من ألف دينار" وقال القديس الأنبا موسى القوي "الصدقة بمعرفة تولد التأمل فيما سيكون وترشد إلى المجد، أما الإنسان القاسي القلب فإنه يدل على انعدامه من أي فضيلة" "أعط المحتاجين بسرور ورضى فلا تخجل بين القديسين وتحرم من أمجادهم" "أحب المساكين لتخلص بسببهم في أوان الشدة" إن الرحمة وروح العطاء إنما هما دليل القلب الزاهد المحب لله... أنه القلب الذي يسعد بالعطاء ويفرح لفرح الآخرين. والصوم المقدس فرصة رائعة لتدريب النفس على الزهد في حطام الدنيا... والعودة إلى الفلسفة الحقيقية التي بها نكتشف أن مكاسب العالم هي نفاية، وأن الممتلكات هي معوقات وثقل كان من الأجدر بنا أن نستثمرها في كسب أصدقاء يقبلوننا في المظال الأبدية. (راجع لوقا16: 9) بل والأكثر من هذا سيكون العطاء وسيلة لتقديسنا "بل أعطوا ما عندكم صدقة فهوذا كل شيء يكون نقياً لكم" (لو11: 41)... وكذلك الصدقة هي طريق الكمال "إن أردت أن تكون كاملاً، فأذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء، فيكون لك كنز في السماء وتعال ابتعني" (مت19: 21) ذن فالصوم المقدس فرصة للتعبير العملي عن إيماننا بأنه "ليس بالخبز وحده (ولا بأي ممتلكات الدنيا) يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4) "فإنه متى كان لأحد كثير، فليست حياته من أمواله" (لو12: 15) |
||||
![]() |
![]() |
|