منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 03 - 2013, 09:40 AM
الصورة الرمزية Ramez5
 
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Ramez5 غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )
الــصـــوم
قداسة البابا شنوده الثالث
كتاب الوسائط الروحية


الصوم من الوسائط الروحية الأساسية.

فلماذا؟

لأنه أولاً يفيد في ضبط النفس.

من حيث أن الصائم يمنع نفسه عن تناول الطعام والشراب بصفة عامة خلال فترة الإنقطاع. ويمنع نفسه عن كل ما يتعلق بالاسم الحيوانى.

وهكذا يدخل في حياته عنصر المنع. يستطيع أن يقول لنفسه كلمة (لا)، وينفذ ذلك.

وكما يمنع جسده عن الطعام والشراب، يتدرج حتى يمنع نفسه عن كثير من الأخطاء.
عنصر المنع هذا، وضعه الله منذ البدء.


و ذلك حينما أمر ابوينا الأولين آدم وحواء أن يمتنعا عن الأكل من شجرة معرفة الخير والشر. فوضع بذلك مبدأ ضبط النفس من أول تاريخ البشرية. لكى ندرك تماماً أن الحرية ليس معناها التسيب. فعلى الرغم من أن الله كان كريماً جداً مع آدم وحواء، وصرح لهما أن يأكلا " من كل شجر الجنة "، إلا أنه وضع ضابطاً هو المنع من شجرة واحدة (تك 2: 16، 17) (تك 3: 3).


لعلنا هنا ندرك تماماً خطورة العبارة التي قالها سليمان الحكيم في التعبير عن تسيبه في المتعة، إذ قال " ومهما اشتهته عيناى لم أمنعة عنهما " (جا 2: 10).

فلما وصل إلى هذا الوضع، تطور حتى أخطأ وفقد حكمته. " ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه " (1مل 11: 4). وعصفت به الشهوات الكثيرة.


و الصوم أيضاً دليل على الارتفاع فوق مستوى الجسد.

ففيه لا نعطى الجسد كل ما يطلبه من الطعام، أو كل ما يشتهيه من الطعام. وبهذا نرتفع فوق مستواه. بل نرتفع فوق مستوى المادة بصفة عامة. وهكذا نعطى الفرصة للروح، لكى تأخذ مجالها، متذكرين قول الرب " اعملوا لا للطعام البائد، بل للطعام الباقى للحياة الأبدية " (يو 6: 27). وقول الرسول " لأن اهتمام الجسد هو موت. ولكن اهتمام الروح هو الحياة وسلام " (رو 8: 6).


إن الروح تكون في حالة أقوى في وقت الصوم.


فى الصوم تكون صلواتنا أعمق، وتأملاتنا أعمق. وتكون صلتنا بالله أقوى. وحتى ألحاننا أيضاً. فرق كبير بين أن نسجل لحناً من ألحان البصخة في نفس أسبوع الآلام، وأن نسجل نفس اللحن في غير فترة الصوم وليس أثر الصوم في تقوية الروح قاصراً على المسيحيين فقط، بل إن الهندوس واليوجا والبوذيين يجدون قوة للروح بتداريب الصوم والنسك، وتصفوا أرواحهم أكثر.


إذن فالصوم ليس نافعاً فقط من جهة محاربة الأخطاء محاربة الأخطاء و السلبيات، إنما يفيد إيجابياً في تقوية الروح.

لذلك نجد غالبية المناسبات الروحية تسبقها أصوام.

فأسرار الكنيسة مثلاً، كالمعمودية والميرون والتناول والكهنوت، لابد أن يسبقها الصوم. وكذلك نوال بركة الأعياد يسبقه الصوم فنصوم أسابيع طويلة قبل عيدى الميلاد والقيامة، وقبل عيد الرسل وعيد والعذراء وقبل عيد الغطاس نصوم يوم البرامون. وما أجمل قول سفر أعمال الرسل (قبل وضع الأيدى على برنابا شاول): " وفيما هم يخدمون الرب ويصومون، قال الروح القدس: افرزوا لى برنابا وشاول العمل الذي دعوتهما إليه. فصاموا حينئذ وصلوا، ووضعوا عليهما الأيادى.." (أع 13: 2، 3).


و من أجمل ما قيل أيضاً في أثر الصوم روحياً:

العلاقة بين الصوم وإخراج الشياطين:

و في ذلك قال السيد الرب في معجزة إخراجه لشيطان عنيد لم يقو التلاميذ على اخراجه.. حينئذ قال الرب " وأما هذا الجنس، فلا يخرج إلا بالصلاة والصوم " (مت 17: 21).. ذلك لأن صلاة الصائم تكون لها روحياتها وتأثيرها، والصائم يكون أكثر قرباً من الله، وأكثر قوة على الشياطين.


و كان القديسون يستخدمون الصوم في وقت الضيقات.


و لنا مثال واضح جداً في ذلك صوم استير والشعب كله، حينما تعرضوا لمؤامرة هامان (أش 4: 16) وكيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة. كذلك نسمع عن صوم نحمياً لما جاءته الأخبار أن " سور أورشليم منهدم، أبوابها محروقة بالنار " (نح 1: 3، 4).

ويروى سفر نحميا أيضاً كيف كانت استجابة الرب سريعة وعجيبة.. كذلك يروى لنا الكتاب كيف صام عزرا وهو باك، وكيف كان تأثير ذلك في تنقية الشعب وتطهيره. كما يروى لنا الكتاب أيضاً صوم دانيال النبي وأثر ذلك (دا 9: 3، 21) (دا 10: 3، 12).


و كان للصوم تأثيرها أيضاً في مجال التوبة..


لقد تاب أهل نينوى. ولم تكن توبتهم مجرد رجوعهم عن حياة الشر امتزجت هذه التوبة بصوم ونسك شديدين، اشترك فيه الشعب كله وملكهم. وقبل الله صومهم وتوبتهم وغفر لهم خطاياهم(يون 3).


و من أروع ما قيل في امتزاج التوبة بالصوم،

قول الوحى الإلهى في سفر يؤئيل النبى

" الآن يقول، إرجعوا إلى بكل قلوبكم، وبالصوم وبالبكاء والنوح " (يؤ 2: 12). وداود النبي يشرح عمق صومه فيقول " أذللت نفسى " (مز 35: 13) وأيضا " ابكي بالصوم نفسى " (مز 69: 10).


و كثير من صلوات الآباء والأنبياء من أجل طلب المغفرة، كانت مصحوبة بصوم، كصلوات دانيال وعزرا طلباً لمغفرة خطايا الشعب.


والصوم أيضاً له علاقته بالخدمة.

و لعل أبرز مثل لذلك السيد المسيح نفسه الذي بدأ خدمته بصوم أربعين يوماً. وعلى نسقه كل الآباء الأساقفة والكهنة الجدد يبدأون خدمتهم الكهنوتية الصوم.. ونفس الآباء الرسل القديسين بدأوا خدمتهم كذلك بالصوم. وتحقق فيهم قول السيد نفسه " حين يرفع العريس عنهم، حينئذ يصومون " (مر 2: 20)


ولم يكن الصوم فقط في بدء خدمة الآباء الرسل، بل كان يتخللها أيضاً. وفى ذلك يقول القديس بولس الرسول عن خدمته " في أصوام مراراً كثيرة " (2كو 11: 27) ويقول أيضاً " بل في كل شئ نظهر أنفسنا كخدام لله.. في أتعاب في اسهار في أصوام.. " (2كو 6: 4، 5)..


أتراك يا أخى جربت في حياتك الصوم من أجل الخدمة،

والصوم لحل مشاكلها ولحل المشاكل عموماً؟
رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:41 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

تأملات‏ ‏في‏ ‏الصوم
بقلم قداسة: البابا شنودة الثالث


نبدأ‏ ‏بتأمل‏ ‏بسيط‏ ‏علي‏ ‏جبل‏ ‏التجلي‏,‏حيث‏ ‏وقف‏ ‏ثلاثة‏ ‏يضيئون‏ ‏بنور‏ ‏عجيب‏.‏وكانوا‏ ‏ممن‏ ‏اتقنوا‏ ‏الصوم‏:‏


إنهم‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏له‏ ‏المجد‏ (‏مت‏4:2),‏وموسي‏ ‏النبي‏ (‏حز‏40:28),‏وإيليا‏ ‏النبي‏ (1‏مل‏19:8).‏


فهل‏ ‏كان‏ ‏يختفي‏ ‏وراء‏ ‏هذا‏ ‏المنظر‏ ‏البهي‏ ‏معني‏ ‏مهم؟

هل‏ ‏اختار‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏التجلي‏ ‏اثنين‏ ‏من‏ ‏الصوامين‏,‏ليرينا‏ ‏أن‏ ‏الطبيعة‏ ‏التي‏ ‏ستتجلي‏ ‏في‏ ‏الأبدية‏,‏هي‏ ‏التي‏ ‏قهرت‏ ‏الجسد‏ ‏بالصوم؟


* ‏إن‏ ‏الصوم‏ ‏هو‏ ‏أقدم‏ ‏وصية‏ ‏عرفتها‏ ‏البشرية‏:‏

وهبها‏ ‏الله‏ ‏للإنسان‏ ‏الأول‏,‏بمنعه‏ ‏عن‏ ‏الأكل‏ ‏من‏ ‏شجرة‏ ‏معينة‏ (‏تك‏2:17,16).‏

وبهذا‏ ‏وضع‏ ‏الله‏ ‏حدودا‏ ‏للجسد‏ ‏لا‏ ‏يتعداها‏.‏


فهو‏ ‏ليس‏ ‏مطلق‏ ‏الحرية‏,‏يأخذ‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يراه‏,‏ومن‏ ‏كل‏ ‏ما‏ ‏يهواه‏...‏بل‏ ‏هناك‏ ‏ما‏ ‏يجب‏ ‏أن‏ ‏يمتنع‏ ‏عنه‏,‏أي‏ ‏أن‏ ‏يضبط‏ ‏إرادته‏ ‏من‏ ‏جهته‏,‏وهكذا‏ ‏كان‏ ‏علي‏ ‏الإنسان‏ ‏منذ‏ ‏البدء‏ ‏أن‏ ‏يضبط‏ ‏جسده‏.‏


فقد‏ ‏تكون‏ ‏الشجرة‏ ‏جيدة‏ ‏للأكل‏,‏وبهجة‏ ‏للعيون‏,‏وشهية‏ ‏المنظر‏ (‏تك‏3:6).‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏يجب‏ ‏الامتناع‏ ‏عنها‏.‏


وبالامتناع‏ ‏عن‏ ‏الأكل‏,‏يرتفع‏ ‏الإنسان‏ ‏فوق‏ ‏مستوي‏ ‏الجسد‏,‏ويرتفع‏ ‏أيضا‏ ‏فوق‏ ‏مستوي‏ ‏المادة‏.‏وهذه‏ ‏هي‏ ‏حكمة‏ ‏الصوم‏.‏


* ‏وإن‏ ‏عرفنا‏ ‏فوائد‏ ‏الصوم‏,‏نجد‏ ‏أنه‏ ‏هبة‏ ‏من‏ ‏الله‏:‏

نعم‏,‏ليس‏ ‏الصوم‏ ‏مجرد‏ ‏وصية‏ ‏من‏ ‏الله‏,‏إنما‏ ‏هو‏ ‏هبة‏ ‏إلهية‏,‏إنه‏ ‏هو‏ ‏هبة‏ ‏ونعمة‏ ‏وبركة‏...‏إن‏ ‏الله‏ ‏الذي‏ ‏خلقنا‏ ‏من‏ ‏جسد‏ ‏ومن‏ ‏روح‏,‏إذ‏ ‏يعرف‏ ‏أننا‏ ‏محتاجون‏ ‏إلي‏ ‏الصوم‏,‏وأن‏ ‏الصوم‏ ‏يلزم‏ ‏حياتنا‏ ‏الروحية‏ ‏لأجل‏ ‏منفعتها‏ ‏ولأجل‏ ‏نمونا‏ ‏الروحي‏ ‏وأبديتنا‏,‏لذلك‏ ‏منحنا‏ ‏أن‏ ‏نعرف‏ ‏الصوم‏ ‏ونمارسه‏.‏وأوصانا‏ ‏به‏ ‏كأب‏ ‏حنون‏ ‏وكمعلم‏ ‏حكيم‏.‏


‏* ‏والصوم‏ ‏يسبق‏ ‏كل‏ ‏نعمة‏ ‏وخدمة‏:‏

الأعياد‏ ‏تحمل‏ ‏لنا‏ ‏بركات‏ ‏معينة‏.‏لذلك‏ ‏كل‏ ‏عيد‏ ‏يسبقه‏ ‏صوم‏.‏

والتناول‏ ‏يحمل‏ ‏لنا‏ ‏بركة‏ ‏خاصة‏.‏لذلك‏ ‏نستعد‏ ‏لها‏ ‏بالصوم‏.‏


والرسامات‏ ‏الكهنوتية‏ ‏تحمل‏ ‏بركة‏.‏لذلك‏ ‏نستقبلها‏ ‏بالصوم‏.‏فالأسقف‏ ‏الذي‏ ‏يقوم‏ ‏بالسيامة‏ ‏يكون‏ ‏صائما‏,‏والمرشح‏ ‏لدرجة‏ ‏الكهنوت‏ ‏يكون‏ ‏أيضا‏ ‏صائما‏,‏وكذلك‏ ‏كل‏ ‏من‏ ‏يشترك‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الصلوات‏.‏


واختيار‏ ‏الخدام‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الآباء‏ ‏الرسل‏ ‏كان‏ ‏مصحوبا‏ ‏بالصوم‏:‏ففيما‏ ‏هم‏ ‏يخدمون‏ ‏الرب‏ ‏ويصومون‏,‏قال‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏أفرزوا‏ ‏لي‏ ‏برنابا‏ ‏وشاول‏...‏فصاموا‏ ‏حينئذ‏ ‏وصلوا‏,‏ووضعوا‏ ‏عليهما‏ ‏الأيادي‏ (‏أع‏13:3,2).‏


كل‏ ‏بركة‏ ‏يقدمها‏ ‏لنا‏ ‏الله‏,‏نستقبلها‏ ‏بالصوم‏,‏لكي‏ ‏نكون‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏روحية‏ ‏تليق‏ ‏بتلك‏ ‏البركة‏.‏



* ‏والصوم‏ ‏أيضا‏ ‏يسبق‏ ‏الخدمة‏:‏


والسيد‏ ‏المسيح‏ ‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يبدأ‏ ‏خدمته‏ ‏الجهارية‏,‏صام‏ ‏أربعين‏ ‏يوما‏,‏في‏ ‏فترة‏ ‏خلوة‏ ‏قضاها‏ ‏مع‏ ‏الآب‏ ‏علي‏ ‏الجبل‏.‏


وفي‏ ‏سيامة‏ ‏كل‏ ‏كاهن‏ ‏جديد‏,‏نعطيه‏ ‏بالمثل‏ ‏فترة‏ ‏أربعين‏ ‏يوما‏ ‏يقضيها‏ ‏في‏ ‏صوم‏ ‏وفي‏ ‏خلوة‏,‏في‏ ‏أحد‏ ‏الأديرة‏ ‏مثلا‏,‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يبدأ‏ ‏خدمته‏.‏


وآباؤنا‏ ‏الرسل‏ ‏بدأوا‏ ‏خدمتهم‏ ‏بالصوم‏:‏خدمتهم‏ ‏بدأت‏ ‏بحلول‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏.‏وكان‏ ‏صومهم‏ ‏مصاحبا‏ ‏لخدمتهم‏,‏لتكون‏ ‏خدمة‏ ‏روحية‏ ‏مقبولة‏.‏


والخادم‏ ‏يصوم‏,‏ليكون‏ ‏في‏ ‏حالة‏ ‏روحية‏,‏ولكي‏ ‏ينال‏ ‏معونة‏ ‏من‏ ‏الله‏,‏ولكي‏ ‏يحنن‏ ‏قلب‏ ‏الله‏ ‏بالصوم‏ ‏ليشترك‏ ‏معه‏ ‏في‏ ‏خدمته‏.‏


ولعلنا‏ ‏نري‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏يوحنا‏ ‏المعمدان‏,‏أنه‏ ‏عاش‏ ‏حياته‏ ‏بالصوم‏ ‏والخلوة‏ ‏في‏ ‏البرية‏,‏قبل‏ ‏أن‏ ‏يبدأ‏ ‏خدمته‏ ‏داعيا‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏التوبة‏.‏


وليست‏ ‏الخدمة‏ ‏فقط‏ ‏يسبقها‏ ‏الصوم‏,‏بل‏ ‏أيضا‏:‏


* ‏أسرار‏ ‏الكنيسة‏ ‏يسبقها‏ ‏الصوم‏:‏

سر‏ ‏المعمودية‏,‏يستقبله‏ ‏المعمد‏ ‏وهو‏ ‏صائم‏,‏ويكون‏ ‏أشبينه‏ ‏أيضا‏ ‏صائما‏,‏والكاهن‏ ‏الذي‏ ‏يجريه‏ ‏يكون‏ ‏صائما‏ ‏كذلك‏.‏الكل‏ ‏في‏ ‏صوم‏ ‏لاستقبال‏ ‏هذا‏ ‏الميلاد‏ ‏الروحي‏ ‏الجديد‏.‏ونفس‏ ‏الكلام‏ ‏نقوله‏ ‏عن‏:‏


سر‏ ‏الميرون‏.‏سر‏ ‏قبول‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏الذي‏ ‏يلي‏ ‏المعمودية‏.‏

سر‏ ‏الأفخارستيا‏,‏التناول‏,‏يمارسه‏ ‏الكل‏ ‏وهم‏ ‏صائمون‏.‏

سر‏ ‏مسحة‏ ‏المرضي‏,(‏صلاة‏ ‏القنديل‏) ‏يكون‏ ‏فيه‏ ‏الكاهن‏ ‏صائما‏,‏ومن‏ ‏يدهنون‏ ‏بزيت‏ ‏هذا‏ ‏السر‏ ‏المقدس‏ ‏يكونون‏ ‏صائمين‏ ‏أيضا‏.‏ولكن‏ ‏يستثني‏ ‏المرضي‏ ‏العاجزون‏ ‏عن‏ ‏الصوم‏,‏الذين‏ ‏يعفون‏ ‏من‏ ‏الصوم‏ ‏حتي‏ ‏في‏ ‏سر‏ ‏التناول‏.‏

وسر‏ ‏الكهنوت‏ ‏كما‏ ‏قلنا‏,‏يمارس‏ ‏بالصوم‏.‏


لم‏ ‏يبق‏ ‏سوي‏ ‏سر‏ ‏الاعتراف‏,‏وسر‏ ‏الزواج‏.‏


وما‏ ‏أجمل‏ ‏أن‏ ‏يأتي‏ ‏المعترف‏ ‏ليعترف‏ ‏بخطاياه‏ ‏وهو‏ ‏صائم‏ ‏ومنسحق‏.‏ولكن‏ ‏لأن‏ ‏الكنيسة‏ ‏تسعي‏ ‏وراء‏ ‏الخاطئ‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏وقت‏,‏لتقبل‏ ‏توبته‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏وقت‏,‏لذلك‏ ‏لم‏ ‏تشترط‏ ‏الصوم‏.‏


أما‏ ‏سر‏ ‏الزواج‏ ‏فقد‏ ‏أعفاه‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏بقوله‏:‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏بنو‏ ‏العرس‏ ‏أن‏ ‏يصوموا‏ ‏مادام‏ ‏العريس‏ ‏معهم‏ (‏مر‏2:19).‏ومع‏ ‏ذلك‏ ‏ففي‏ ‏الكنيسة‏ ‏الناسكة‏ ‏الأولي‏,‏حينما‏ ‏كان‏ ‏سر‏ ‏الزواج‏ ‏يمارس‏ ‏بعد‏ ‏رفع‏ ‏بخور‏ ‏باكر‏,‏كان‏ ‏العريسان‏ ‏يصومان‏ ‏ويتناولان‏ ‏ويستمران‏ ‏ذلك‏ ‏اليوم‏ ‏في‏ ‏صوم‏...‏حاليا‏ ‏طبعا‏ ‏لا‏ ‏يحدث‏ ‏هذا‏.‏


إن‏ ‏بركات‏ ‏الروح‏ ‏القدس‏ ‏التي‏ ‏ينالها‏ ‏المؤمن‏ ‏في‏ ‏الأسرار‏ ‏الكنسية‏ ‏كانت‏ ‏تستقبل‏ ‏بالصوم‏,‏إلا‏ ‏في‏ ‏الحالات‏ ‏الاستثنائية‏.‏


وكما‏ ‏عرفت‏ ‏الكنيسة‏ ‏الصوم‏ ‏في‏ ‏حياة‏ ‏العبادة‏,‏وفي‏ ‏حياة‏ ‏الخدمة‏,‏كذلك‏ ‏عرفته‏ ‏في‏ ‏وقت‏ ‏الضيق‏,‏وخرجت‏ ‏بقاعدة‏ ‏روحية‏ ‏وهي‏:‏


* ‏بالصوم‏ ‏يتدخل‏ ‏الله‏:‏

لقد‏ ‏جرب‏ ‏هذا‏ ‏الأمر‏ ‏نحميا‏,‏وعزرا‏,‏ودانيال‏.‏وجربته‏ ‏الملكة‏ ‏أستير‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏الشعب‏ ‏كله‏,‏وجربته‏ ‏الكنيسة‏ ‏في‏ ‏القرن‏ ‏الرابع‏ ‏في‏ ‏عمق‏ ‏مشكلة‏ ‏آريوس‏.‏وجربته‏ ‏الأجيال‏ ‏كلها‏.‏وأصبح‏ ‏عقيدة‏ ‏راسخة‏ ‏في‏ ‏ضمير‏ ‏الكنيسة‏,‏تصليها‏ ‏في‏ ‏صلاة‏ ‏القسمة‏ ‏في‏ ‏الصوم‏ ‏الكبير‏,‏مؤمنة‏ ‏إيمانا‏ ‏راسخا‏ ‏أن‏ ‏الصوم‏ ‏يحل‏ ‏المشاكل‏.‏


الإنسان‏ ‏الواثق‏ ‏بقوته‏ ‏وذكائه‏,‏يعتمد‏ ‏علي‏ ‏قوته‏ ‏وذكائه‏.‏أما‏ ‏الشاعر‏ ‏بضعفه‏,‏فإنه‏ ‏في‏ ‏مشاكله‏,‏يلجأ‏ ‏إلي‏ ‏الله‏ ‏بالصوم‏.‏


في‏ ‏الصوم‏ ‏يتذلل‏ ‏أمام‏ ‏الله‏,‏ويطلب‏ ‏رحمته‏ ‏وتدخله‏ ‏قائلا‏:‏قم‏ ‏أيها‏ ‏الرب‏ ‏الإله‏....‏وفي‏ ‏ذلك‏ ‏ينصت‏ ‏إلي‏ ‏قول‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏المزمور‏ ‏من‏ ‏أجل‏ ‏شقاء‏ ‏المساكين‏ ‏وتنهد‏ ‏البائسين‏,‏الآن‏ ‏أقوم‏ -‏يقول‏ ‏الرب‏- ‏أصنع‏ ‏الخلاص‏ ‏علانية‏ (‏مز‏11).‏


الصوم‏ ‏هو‏ ‏فترة‏ ‏صالحة‏,‏لإدخال‏ ‏الله‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏مشكلة‏.‏فترة‏ ‏ينادي‏ ‏فيها‏ ‏القلب‏ ‏المنسحق‏,‏ويستمع‏ ‏فيها‏ ‏الله‏.‏


فترة‏ ‏يقترب‏ ‏فيها‏ ‏الناس‏ ‏إلي‏ ‏الله‏,‏ويقترب‏ ‏فيها‏ ‏الله‏ ‏من‏ ‏الناس‏,‏يستمع‏ ‏إلي‏ ‏حنينهم‏ ‏وإلي‏ ‏أنينهم‏,‏ويعمل‏...‏


طالما‏ ‏يكون‏ ‏الناس‏ ‏منصرفين‏ ‏إلي‏ ‏رغباتهم‏ ‏وشهواتهم‏,‏ومنشغلين‏ ‏بالجسد‏ ‏والمادة‏...‏فإنهم‏ ‏يشعرون‏ ‏أن‏ ‏الله‏ ‏يقف‏ ‏بعيدا‏...‏لا‏ ‏لأنه‏ ‏يريد‏ ‏أن‏ ‏يبعد‏,‏وإنما‏ ‏لأننا‏ ‏أبعدناه‏,‏أو‏ ‏رفضناه‏,‏أو‏ ‏رفضنا‏ ‏أن‏ ‏نقترب‏ ‏منه‏ ‏علي‏ ‏وجه‏ ‏أصح‏.‏


أما‏ ‏في‏ ‏فترات‏ ‏الصوم‏ ‏الممزوج‏ ‏بالصلاة‏,‏فإن‏ ‏الإنسان‏ ‏يقترب‏ ‏إلي‏ ‏الله‏,‏ويقول‏ ‏له‏:‏اشترك‏ ‏في‏ ‏العمل‏ ‏مع‏ ‏عبيدك‏.‏


إنه‏ ‏صراخ‏ ‏القلب‏ ‏إلي‏ ‏الله‏,‏لكي‏ ‏يدخل‏ ‏مع‏ ‏الإنسان‏ ‏في‏ ‏الحياة‏.‏


يمكن‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏في‏ ‏أي‏ ‏وقت‏.‏ولكنه‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏الصوم‏ ‏يكون‏ ‏أعمق‏,‏ويكون‏ ‏أصدق‏,‏ويكون‏ ‏أقوي‏.‏


فبالصوم‏ ‏الحقيقي‏ ‏يستطيع‏ ‏الإنسان‏ ‏أن‏ ‏يحنن‏ ‏قلب‏ ‏الله‏.‏


والذي‏ ‏يدرك‏ ‏فوائد‏ ‏الصوم‏,‏وفاعلية‏ ‏الصوم‏ ‏في‏ ‏حياته‏,‏وفي‏ ‏علاقته‏ ‏بالله‏,‏إنما‏ ‏يفرح‏ ‏بالصوم‏.‏


‏* ‏الفرح‏ ‏بالصوم‏:‏


إننا‏ ‏لسنا‏ ‏من‏ ‏النوع‏ ‏الذي‏ ‏يصوم‏,‏وفي‏ ‏أثناء‏ ‏الصوم‏ ‏يشتهي‏ ‏متي‏ ‏يأتي‏ ‏وقت‏ ‏الإفطار‏,‏إنما‏ ‏نحن‏ ‏حينما‏ ‏نكون‏ ‏مفطرين‏,‏نشتهي‏ ‏الوقت‏ ‏الذي‏ ‏يعود‏ ‏فيه‏ ‏الصوم‏ ‏من‏ ‏جديد‏.‏


الإنسان‏ ‏الروحي‏ ‏يفرح‏ ‏بفترات‏ ‏الصوم‏,‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يفرح‏ ‏بالأعياد‏ ‏التي‏ ‏يأكل‏ ‏فيها‏ ‏ويشرب‏.‏كثيرون‏ ‏يشتهون‏ ‏الصوم‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏الخمسين‏ ‏المقدسة‏ ‏التي‏ ‏تأتي‏ ‏بعد‏ ‏القيامة‏,

‏والتي‏ ‏لأصوم‏ ‏فيها‏ ‏ولا‏ ‏مطانيات‏.‏وفيها‏ ‏يشتاق‏ ‏الكثيرون‏ ‏إلي‏ ‏الصوم‏ ‏اشتياقا‏,‏لذلك‏ ‏يفرحون‏ ‏جدا‏ ‏عندما‏ ‏يحل‏ ‏صوم‏ ‏الرسل‏,‏إذ‏ ‏قد‏ ‏حرموا‏ ‏من‏ ‏لذة‏ ‏الصوم‏ ‏لخمسين‏ ‏يوما‏ ‏من‏ ‏قبله‏.‏


ومن‏ ‏فرح‏ ‏الروحيين‏ ‏بالصوم‏,‏لا‏ ‏يكتفون‏ ‏بالأصوام‏ ‏العامة‏,‏إنما‏ ‏يضيفون‏ ‏إليها‏ ‏أصواما‏ ‏خاصة‏ ‏بهم‏...‏


ويلحون‏ ‏علي‏ ‏آباء‏ ‏اعترافهم‏ ‏أن‏ ‏يصرحوا‏ ‏لهم‏ ‏بتلك‏ ‏الأصوام‏ ‏الخاصة‏,‏مؤيدين‏ ‏طلبهم‏ ‏بأن‏ ‏روحياتهم‏ ‏تكون‏ ‏أقوي‏ ‏في‏ ‏فترة‏ ‏الصوم‏,‏بل‏ ‏إن‏ ‏صحتهم‏ ‏الجسدية‏ ‏أيضا‏ ‏تكون‏ ‏أقوي‏,‏وأجسادهم‏ ‏تكون‏ ‏خفيفة‏.‏


إن‏ ‏الذين‏ ‏يطلبون‏ ‏تقصير‏ ‏الأصوام‏ ‏وتقليلها‏,‏هؤلاء‏ ‏يشهدون‏ ‏علي‏ ‏أنفسهم‏ ‏أنهم‏ ‏لم‏ ‏يشعروا‏ ‏بلذة‏ ‏الصوم‏ ‏أو‏ ‏فائدته‏...


وسنتحدث‏ ‏بمشيئة‏ ‏الرب‏ ‏في‏ ‏الفصول‏ ‏المقبلة‏ ‏عن‏ ‏فوائد‏ ‏الصوم‏,‏التي‏ ‏من‏ ‏أجلها‏ ‏صار‏ ‏فرحا‏ ‏للروحيين‏,‏وصار‏ ‏للرهبان‏ ‏منهج‏ ‏حياة‏...‏


‏* ‏منهج‏ ‏حياة‏:‏

من‏ ‏محبة‏ ‏آبائنا‏ ‏الرهبان‏ ‏للصوم‏,‏جعلوه‏ ‏منهج‏ ‏حياة‏.‏


صارت‏ ‏حياتهم‏ ‏كلها‏ ‏صوما‏ ‏ماعدا‏ ‏أيام‏ ‏الأعياد‏,‏ووجدوا‏ ‏في‏ ‏ذلك‏ ‏لذة‏ ‏روحية‏,‏ولم‏ ‏يشعروا‏ ‏بأي‏ ‏تعب‏ ‏جسدي‏.‏بل‏ ‏استراحوا‏ ‏للصوم‏ ‏وتعودوه‏...‏


ذلك‏ ‏الصوم‏ ‏الدائم‏ ‏كان‏ ‏يجعل‏ ‏حياة‏ ‏الآباء‏ ‏منتظمة‏...‏


وفي‏ ‏الواقع‏ ‏أن‏ ‏حياة‏ ‏الرهبان‏ ‏من‏ ‏هذه‏ ‏الناحية‏ ‏مستقرة‏ ‏علي‏ ‏وضع‏ ‏ثابت‏,‏استراحت‏ ‏له‏ ‏أجسادهم‏,‏واستراحت‏ ‏له‏ ‏أرواحهم‏...‏وضع‏ ‏لا‏ ‏تغيير‏ ‏فيه‏,‏اعتادوه‏ ‏ونظموا‏ ‏حياتهم‏ ‏تبعا‏ ‏له‏.‏


أما‏ ‏العلمانيون‏ ‏فهم‏ ‏مساكين‏,‏أقصد‏ ‏هؤلاء‏ ‏الذين‏ ‏يتنقلون‏ ‏من‏ ‏النقيض‏ ‏إلي‏ ‏النقيض‏.‏من‏ ‏صوم‏ ‏يمنعون‏ ‏فيه‏ ‏أنفسهم‏,‏إلي‏ ‏فطر‏ ‏يأخذون‏ ‏فيه‏ ‏ما‏ ‏يشتهون‏,‏يضبطون‏ ‏أنفسهم‏ ‏فترة‏,‏ثم‏ ‏يمنحونها‏ ‏ما‏ ‏تشاء‏ ‏فترة‏ ‏أخري‏,‏ثم‏ ‏يرجعون‏ ‏إلي‏ ‏المنع‏,‏ويتأرجحون‏ ‏بين‏ ‏المنع‏ ‏والمنح‏ ‏فترات‏ ‏وفترات‏.‏يبنون‏ ‏ثم‏ ‏يهدمون‏,‏ثم‏ ‏يعودون‏ ‏إلي‏ ‏بناء‏ ‏يعقبه‏ ‏هدم‏,‏إلي‏ ‏غير‏ ‏قيام‏.‏


أما‏ ‏الصوم‏ ‏الحقيقي‏ ‏فهو‏ ‏الذي‏ ‏يتدرب‏ ‏فيه‏ ‏الصائم‏ ‏علي‏ ‏ضبط‏ ‏النفس‏ ‏ويستمر‏ ‏معه‏ ‏ضبط‏ ‏النفس‏ ‏كمنهج‏ ‏حياة‏...‏


فيضبط‏ ‏نفسه‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏الفطر‏,‏كما‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏الصوم‏,‏علي‏ ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏اختلاف‏ ‏أنواع‏ ‏الأطعمة‏ ‏ومواعيد‏ ‏الأكل‏...‏وهكذا‏.‏
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:42 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

تدريبات في الصوم
قداسة البابا شنوده الثالث

لكي يكون هذا الصوم ذا أثر فعال فى حياتك الروحية، نضع أمامك بعض التداريب لممارستها، حتى إذا ما حولتها إلى حياة، تكون قد انتفعت فى صومك:



1- تدريب لترك خطية معينة من الخطايا التى تسيطر عليك، والتى تتكرر فى كثير من اعترافاتك. أو التركيز على نقطة الضعف أو الخطية المحبوبة..

وكل إنسان يعرف تماماً ما هى الخطية التى يضعف أمامها، ويتكرر سقوطه فيها، وتتكرر فى غالبية اعترافاته. فليتخذ هذه الخطايا مجالاً للتدرب على تركها أثناء الصوم. وهكذا يكون صوماً مقدساً حقاً.



وقد يتدرب الصائم على ترك عادة ما :


مثل مدمن التدخين الذى يتدرب فى الصوم على ترك التدخين، أو المدمن مشروباً معيناً، أصبح عادة مسيطرة لا يستطيع تركها، كمن يدمن شرب الشاى والقهوة مثلاً. أو الذى يصبح التفرج على التليفزيون عادة عنده تضيع وقته وتؤثر على قيامه بمسئولياته. كل ذلك وأمثاله تكون فترة الصوم تدريباً على تركها
اسكب نفسك أمام الله، وقل له: نجنى يارب من هذه الخطية. أنا معترف بأننى ضعيف فى هذه النقطة بالذات، ولن أنتصر عليها بدون معونة منك أنت، لتكن فترة الصوم هذه هى صراع لك مع الله، لتنال منه قوة تنتصر بها على خطاياك. درب نفسك خلال الصوم على هذا الصراع.





فمثلاً يذكر نفسه كلما وقع فى خطية النرفزة بقول الكتاب : "لأن غضب الإنسان لا يصنع بر الله" (يع 2:1). ويكرر هذه الآية بكثرة كل يوم، وبخاصة فى المواقف التى يحاربه الغضب فيها. ويبكت نفسه قائلاً: ماذا أستفيد من صومى، إن كنت فيه أغضب ولا أصنع بر الله؟!







2- التدريب على حفظ بعض المزامير من صلوات الأجبية، ويمكن إختيار مزمور أو إثنين من كل صلاة من الصلوات السبع، وبخاصة من المزامير التى تترك فى نفسك أثراً.







3- التدريب على حفظ أناجيل الساعات، وقطعها، وتحاليلها. علماً بأنه لكل صلاة 3 أو 6 قطع.






4- التدريب على الصلاة السرية بكل ما تحفظه، سواء الصلاة أثناء العمل، أو فى الطريق، أو اثناء الوجود مع الناس، أو فى أى وقت.



5- اتخاذ هذه الصلوات والمزامير والأناجيل مجالاً للتأمل حتى يمكنك أن تصليها بفهم وعمق.



6- تداريب القراءات الروحية: سواء قراءة الكتاب المقدس بطريقة منتظمة، بكميات أوفر، وبفهم وتأمل.. أو قراءة سير القديسين، أو بعض الكتب الروحية، بحيث تخرج من الصوم بحصيلة نافعة من القراءة العميقة.



7- يمكن فى فترة الصوم ، أن تدرب نفسك على استلام الألحان الخاصة بالصوم مع حفظها، وتكرارها، والتشبع بروحها...




8- يمكن أن تدرب نفسك على درجة معينة من الصوم، على أن يكون ذلك تحت إشراف أبيك الروحى.



9- هناك تدريبات روحية كثيرة فى مجالات المعاملات... مثل اللطف، وطول الأناة، واحتمال ضعفات الآخرين، وعدم الغضب، واستخدام كلمات المديح والتشجيع، وخدمة الآخرين ومساعدتهم، والطيبة والوداعة فى معاملة الناس.






10- تدريبات أخرى فى (نقاوة القلب): مثل التواضع، والسلام الداخلى، ومحبة الله، والرضى وعدم التذمر، والهدوء وعدم القلق، والفرح الداخلى بالروح، والإيمان، والرجاء.












ابي السماوي .....



انت نوري وخلاصي ,وانت حصن حياتي



انت تخبئني في مظلتك في يوم الشر



وتسترني بستر خيمتك ,وعلي الصخره ترفعني



وفي طل جناحيك احتمي



اي حب هذا ... قد احببتني به



نعم , بسلامه اضطجع بل ايضا انام



لانك طمأنينه تسكني



ابي ....



من يقدر ان ينزع ثقتي في حبك لي



انت ابي ....



تحملني علي ذراعيك وتدللني علي ركبتيك



تفك قيودي ... ترفعني وتحميني كل الايام



انت ابي ....



اسمي منقوش علي كفك ,



فهل يقدر ابليس ان يهزمني



كـــيف ؟!!!!



وانا لك ... وانت لي



انا في يدك ...



فمن يقدر ان يخطفني منك



انت حافظي وانت المحامي عني



انني احبك يارب ياقوتي



ابي ...



معــك انـا اعـظم مـن منتصـر
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:43 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

ثلاثيات الصوم الكبير (نيافة الأنبا تاوضروس)

فترة الصوم المقدس من أقدس فترات السنة الكنسية، حيث نصوم الأربعين يوماً المقدسة كما صامها السيد المسيح عنا، ونحن نصوم معه.

ولأهمية هذا الصوم نراه مرتبطاً بثلاثة أصوام أخرى هى :



1- صوم يونان : وهى بطول ثلاثة أيام، نصومها قبل الصوم الكبير بأسبوعين وهى على نفس الطقس من حيث الانقطاع والميطانيات والنبوات والقداسات المتأخرة، كما تنتهى أيضاً بفصح يونان (يوم الخميس) كمثال لعيد القيامة بإعتبار أن يونان النبى هو الشخصية الوحيدة التى شبه المسيح نفسه بها.

2- أسبوع الاستعداد : وهو الذى يسبق الأربعين المقدسة مباشرة، ونصومه تعويضاً عن السبوت التى تخلل فترة الأربعين يوماً ولا يجوز فيها الصوم الانقطاعى، وبذلك تكون الأربعين يوماً كاملة صوماً إنقطاعياً.

3- أسبوع الآلام : وهو أقدس أصوام السنة كلها ويبدأ عقب جمعة ختام الصوم ويستمر ثمانية أيام، وبذلك تكتمل أيام الصوم الكبير كلها 55 يوماً، ويتخلل هذا الأسبوع أحد الشعانين وأيام البصخة وخميس العهد وجمعة الصلبوت وسبت النور، وينتهى بقداس عيد القيامة المجيد.



أما رحلتنا الثلاثية فى هذه المرة فهى مع آحاد الصوم الكبير التى هى بمثابة محطات زمنية للصوم، حيث نجد ثلاثية رائعة فى كل محطة كما فى الجدول التالى :؟

من هو الشيطان

م
الأحد
إنجيل القداس
الموضوع
الثلاثية

-
أحد الرفاع
(مت 1:6-18)
ثلاثة محاور
الصدقة
الصلاة
الصوم

1
أحد الاستعداد
(مت 19:6-33)
ثلاثة محاذير
لا تكنزوا
لا يقدر
لا تهتموا

2
أحد التجربة
(مت 1:4-11)
ثلاثة تجارب
الطعام
العالم
الغنى

3
أحد الإبن الضال
(لو 11:15-32)
ثلاثة صفات
الآب المحب
الإبن التائب
الأخ الرافض


م
الأحد
إنجيل القداس
الموضوع
الثلاثية

4
أحد السامرية
(يو 1:4-42)
ثلاثة مراحل
يهودى - سيد
نبى - المسيا
المسيح - مخلص العالم

5
أحد المخلع
(يو 1:5-18)
ثلاثة مشاهد
وحيد
مخلع
صحيح

6
أحد المولود أعمى
(يو 1:9-41)
ثلاثة مواقف
الفريسيون
الأبوان
المريض



أولاً: أحد الرفاع (مت 1:6-18) ثلاث محاور

1- الصدقة أو الرحمة هى المحور الأول : فى خطوات الحياة الروحية حيث ينفتح قلب الإنسان نحو الاخر يشعر بإحساسه، وبإحتياجاته، وأتعابه، وبذلك يتكامل جسد المسيح بكل أعضائه ولذا ترنم الكنيسة (طوبى للرحما على المساكين...) طوال فترة الصوم.

2- الصلاة هى المحور الثانى : حيث ارتبط بإلهى بصورة حية من خلال التسبيح فنرتفع نحو مسيحنا القدوس فى تسليم حقيقى لسيدنا الحنون ولراحة قلوبنا.

3- الصوم وهى المحور المكمل : لصورة الحياة الروحية حيث يكون تدريبنا الروحى مأخوذاً من (مت 6:6) ".. ادخل إلى مخدعك (قلبك) وأغلق بابك (فمك)..." وغلق الباب (الفم) ليس بالإمتناع عن الطعام والكلام وإنما بالضبط، وكل من يجاهد يضبط نفسه فى كل شئ.

ثانياً: أحد الكنوز (مت 9:6-33) ثلاث محاذير:

1- لا تكنزا لكم كنوزاً على الأرض : والمقصود أن لا تكون تعلقات قلوبنا بالأرض بل بالسماء، لأن من أهداف الصوم زيادة إشتياقاتنا للملكوت بعيداً عن تطلعات وشهوة العيون والشهرة والسلطان والجمال ومحبة الأرضيات.

2- لا يقدر أحد أن يخدم سيدين : ليس من اللائق أن ننشغل عن مسيحنا القدوس بسيد آخر، مثل الذين سقطوا فى المادية وعبادة المال ومحبته وكل شروره.

3- لا تهتموا للغد : الاهتمامات الأرضية المستقبلية أحياناً تفقد الإنسان سلامه، فى حين أن الغد هو من يد الله. ولأنه كذلك فهذا يجعلنا دائماً فى طمأنينة.

ثالثاً: أحد التجربة (مت 1:4-11) ثلاث تجاربن هو المعرض للسقوط فى هذه العبادة؟

-1 تجربة الخبز أو الطعام أى لقمة العيش : وتعنى التشكيك فى أبوة ورعاية الله ويكون السؤال: هل حياتى هى من الله أم من الطعام؟!

2- تجربة العالم أو مجد العالم : وتعنى الوقوع فى شهوة العيون والمجد الباطل واستعراض الإمكانيات والتباهى بما نملك.

3- تجربة الغنى أو الطريق السهل : وهى الخضوع لجنون الغنى والطمع وحب المال، وهذا ما نسميه "تعظم المعيشة" وحب حياة الراحة الرخوة بلا تعب ولا إجتهاد..

رابعاً: أحد الإبن الضال (لو 11:15-32) ثلاث إختياراتاص من هذه الضلالة الجديدة؟

هنا الأحد يقدم ثلاثة شخصيات بثلاث صفات أساسية يمكنك أن تختار منها :

1- الآب المحب : حيث نقابل الأب المشتاق الذى يحترم إرادة الآخر (إبنه) ولا ييأس من خطئه ويتحنن عليه عندما يرجع ويقبل توبته. وهذا يمثل الإنسان الذى يقدر أن يسامح وينسى لأنه يحب.

2- الإبن التائب : وهو الإبن الشاطر الذى رجع إلى نفسه وبإرادته وعاد إلى صوابه قبل أن ينجرف أكثر فى خطاياه. وهو يمثل الإنسان الشجاع الذى اعترف بخطيته، وأخذ الخطوة العملية ليحتمى فى بيت أبيه أى الكنيسة.

3- الإبن المتذمر : وهو الأخ الكبير الغضوب المتذمر من عودة أخيه الأصغر. وهو يمثل الإنسان الذى يعيش مغترباً ومبتعداً بكيانه حتى وإن كان يعيش بجسده فى داخل بيت أبيه.

خامساً: أحد السامرية (يو 1:4-42) ثلاث مراحل :

لقد تدرج عمل النعمة مع هذه المرأة السامرية خلال حوارها مع السيد المسيح حيث نادته بثلاثة ألقاب متتالية..

1- مرحلة يهــــودى - سيـــــــــد : فى بدايـة مقابلتها مع المسيح لم تر فيـه سـوى أنه رجل "يهودى" الجنس وهى امـرأة سامرية، وهناك عـداء مستحكـم بيـن الجنسين.. ولكن حلاوة كلام المسيح جعلتها تسترسل معه فى الحوار، وخفت من حدتها إلى أسلوب أكثر رقة، ولذا نادته بلقب "سيد" كتعبير عن الإحترام والتوقير فقط.

2- مرحلة نبى - مسيا : وعندما كشف سرها وخطيتها برقة بالغة رأت أنه "نبى"، ولذا انتهزت الفرصة لتسأل عن موضع السجود هل هو فى أورشليم أم فى السامرة؟‍ وعندما أجابها المسيح إجابة روحية خالصة لم تسمعها من قبل.. راجعت معلوماتها ورأت أنه المسيا.

3- مرحلة المسيح - مخلص العالم : بعدما حضر التلاميذ تركت هى المسيح عائدة إلى مدينتها لتخبر أهلها عن هذه المقابلة العجيبة مع "المسيح". وصارت كارزة تشهد بما سمعت ورأت وأحست.. وبعد أن مكث المسيح يومين فى مدينتهم.. أعلنت مع أهل مدينتها أن "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم".

سادساً: أحد المخلع (الوحيد) (يو 1:5-18) ثلاث مشاهد

1- وحيد.. قبل المسيح : كان مهملاً متروكاً وحيداً عبر سنوات طويلة، لم يجد من يمد له يد المعونة.. يمثل صورة الضيق والتعاسة وخيبة الأمل المتكررة وحالة العزلة عبر 38 سنة.. وقد عبر عن كل ذلك بعبارة غاية فى الرقة "ليس لى إنسان" وبالرغم من أنه كان مطروحاً فى ساحة بيت حسدا (وتعنى بيت الرحمة) إلا أنه كان يعانى من عدم الرحمة من كل الذين حوله، فهو بلا أمل، بلا صحبة، بلا رحمة.

2- مخلع.. أمام المسيح : وعندما جاءه المسيح جاءته الرحمة، ولكن المسيح احترم إرادة المريض وسأله أولاً أتريد أن تبرأ؟ وهذا السؤال موجه لكل خاطئ يود التوبة كما أن حديث المسيح معه كان عن الشفاء وليس عن المرض وهكذا يبدو مسيحنا متحنن يشفق على شعبه ومجيئه هو مجىء الشفاء والفرح.

3- صحيح.. بعد المسيح : ويسمع المريض أمر المسيح بالشفاء، فيقوم فى الحال بإيمان وطاعة ويحمل سريره ويسير، وتتبدد مظاهر ضعفه ومرضه، وينطلق صحيحاً معافياً.. ويتضح من مقابلته مع المسيح بعد واقعة شفائه أن خطيته كانت سبب مرضه، ويشجعه المسيح على أن يسلك بحذر من الخطية ونراه بعد ذلك يقدم شهادة قوية أمام اليهود.

سابعاً: أحد المولود أعمى (يو 1:9-41) ثلاث مواقف :

1- موقف الفريسيين : بعد أن كان موقف الجيران كله حيرة وتعجب وعدم إكتراث بالموضوع، بدأ الفريسيون التحقيق مع هذا الإنسان ولكن كان تحقيقاً ظالماً، ولقساوة قلوبهم لم يفهموا ولم يؤمنوا بالطبع، وحدث انشقاق بينهم.

2- موقف الأبوين : لقد آمنا لأنهما أكثر الناس معرفة بإبنهما ولكن خوفهما من اليهود منعهما من إعلان ذلك. فكان

كلامهما فيه شئ من التحفظ. "هو كامل السن اسألوه فهو يتكلم عن نفسه".

3- موقف المريض نفسه : رغم أنه كان أعمى منذ ولادته وكان معرضاً لتعييرات الناس إلا أنه احتمل هذه التجربة الأليمة. وفى طاعة وخضوع وإيمان تمم أمر المسيح فيه، وبكل طهارة اللسان وشجاعة شهد للمسيح بلا خوف منشغلاً بنفسه دون النظر أو التطلع إلى أخطاء وخطايا الآخرين. "اخاطئ هو لست أعلم. إنما أعلم شيئـاً واحداً. أنى كنت أعمى والآن أبصر".

ولكن يا صديقى.. هناك إرتباط وثيق بين هذه الآحاد الثلاثة فى..




أحد السامرية
أحد المخلع
أحد المولود أعمى

الشخص
امرأة
مريض
معوق (أعمى)

المكان
ماء بئر يعقوب
ماء بركة بيت حسدا
ماء بركة سلوام

ترمز إلى
الرافضين
المقيدين
البعيدين (غير المؤمنين)

المسيح
مجدداً (يجدد الحياة)
محرراً (واهب الحرية)
مخلصاً (مانح النور)

بعد مقابلة المسيح
شهدت للمسيح
أمام أهل مدينتها
شهد للمسيح أمام اليهود




وهكذا تكتمل رحلتنا فى ثلاثيات الصوم الكبير..

  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:44 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

روحانية الصوم - قداسة البابا شنودة

الصوم أقدم وصية

الصوم هو أقدم وصية عرفتها البشرية.فقد كانت الوصية التى أعطاها الله لأبينا آدم هى أن يمتنع عن الأكل من صنف معين بالذات من شجرة معينة (تك17,16:2) بينما يمكن أن يأكل من باقى الأصناف.


وبهذا وضع الله حدودا للجسد لا يتعداها.


فهو ليس مطلق الحرية يأخذ من كل ما يراه ومن كل ما يهواه...بل هناك ما يجب أن يمتنع عنه أى أن يضبط إرادته من جهته .وهكذا كان على الإنسان منذ البدء أن يضبط جسده.


فقد تكون الشجرة" جيدة للأكل وبهجة للعيون وشهية للنظر" (تك6:3). ومع ذلك يجب الإمتناع عنها.


وبالإمتناع عن الأكل يرتفع الإنسان فوق مستوى الجسد ويرتفع أيضا فوق مستوع المادة وهذه هى حكمة الصوم.


ولو نجح الإنسان الأول فى هذا الإختبار وانتصر على رغبة جسده فى الأكل وانتصر على حواس جسده التى رأت الشجرة فإذا هى شهية للنظر... لو نجح فى تلك التجربة لكان ذلك برهانا على أن روحه قد غلبت شهوات جسده وحينئذ كان يستحق أن يأكل من شجرة الحياة...


ولكنه انهزم أمام الجسد .فأخذ الجسد سلطانا عليه
وظل الإنسان يقع فى خطايا عديدة من خطايا الجسد واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت دينونة له أن يسلك حسب الجسد وليس حسب الروح(رو1:8)


وجاء السيد المسيح ليرد الإنسان إلى رتبته الأولى.



ولما كان الإنسان الأول قد سقط فى خطية الأكل من ثمرة محرمة خاضعا لجسده لذلك بدأ المسيح تجاربه بالصوم ورفض إغراء الشيطان بالأكل لحياه الجسد أظهر له السيد المسيح أن الإنسان ليس مجرد جسد إنما فيه عنصر آخر هو الروح وطعام الروح هو كل كلمة تخرج من فم الله فقال له" ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله" (مت4:4).


ولم تكن هذه القاعدة روحية جديدة أتى بها العهد الجديد إنما كانت وصية قديمة أعطيت للإنسان فى أول شريعة مكتوبة (تث3:8)


وهكذا صام الأنبياء


- إننا نسمع داود النبى يقول" أذللت بالصوم نفسى" (مز13:35) ويقول" أبكيت بالصوم نفسى" (مز10:69) ويقول أيضا " ركبتاى ارتعشتا من الصوم" (مز24:109) كما أنه صام لما كان إبنه مريضا وكان يطلب نفسه من الرب وفى صومه " وبات مضطجعا على الأرض" (2صم16:12)


- وقد صام دانيال النبى(دا3:9) وصام حزقيال النبى (خر9:4)


- ونسمع ان نحميا صام لما سمع أن سور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار(نح4,3:1) وهكذا صام عزرا الكاتب والكاهن ونادى بصوم لجميع الشعب(عز21:8).


وصام الرسل


فى العهد الجديد:كما صام المسيح صام رسله أيضا...


وقد قال السيد المسيح فى ذلك" حينما يرفع عنهم العريس حينئذ يصومون " (مت15:9)...وقد صاموا فعلا وهكذا كان صوم الرسل أقدم وأول صوم صامته الكنيسة.


وقيل عن بطرس الرسول غنه كان صائما حتى جاع كثيرا واشتهى أن يأكل(أع10:10) فظهرت له الرؤيا الخاصة بقبول الأمم.


وفى أثناء صوم الرسل كلمهم الروح القدس...


إذ يقول الكتاب" وفيما هم يخدمون الرب ويصومون قال الروح القدس:إفرزوا لى برنابا وشاول للعمل الذى دعوتهما إليه فصاموا حينئذ وصلوا ووضعوا عليهما الايادى(أع3,2:13)
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:45 AM   رقم المشاركة : ( 6 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )


سر الصوم

الإنسان ضعيف بدون المسيح العريس،
حزين بدونه يشعر بحاجة إلى عون، يلتجئ إلى الإمساك حتى ينضبط ولا يقوى عليه الشرير في غياب العريس أي غياب النعمة وهذا ما يسميه الآباء الفساد (؟؟؟؟) حالة الإنسان الطبيعية بدون الله شبه خطيئة التي ورثناها.


صومه، شهادته البيضاء هذه، كذلك جهاداته، عذاباته، إضطهاداته، تجنّده، إمساكه.

كل ذلك لكي يصون نفسه من الهجمات الشريرة، ليحفظ نفسه صحيحاً سالماً ولكن أيضاً ليفوز بالسباق بالقيامة بالمسيح ليتمتع بالحياة الأبدية. الذي يجاهد ويصوم هنا يرتاح هناك في الآخرة.


في آخر المطاف التوبة، الصوم، الصلاة، السهر، كل جهاد، إمساك حرمان من أجل المسيح هو افتقار إلى الله، توق إلى المعشوق، إلى لقاء أوفر إلى التمتع الأقصى، إلى السعادة الحقيقية الأبدية، الاكتفاء بالمسيح وحده.


لذا الصوم من أجل المسيح سرّ، سرّ التواضع أمام الله، سرّ محبة الله، الله خلقنا في المسيح بمحبّته ونحن نبادله المحبة بافتقارنا إليه هكذا نشارك بعملية الخلق.


خُلقنا صوامين حتى نبقى عشّاقاً إلى الأبد "أما من شجرة معرفة الخير والشر لا تأكل" (تك 17:2).
  رد مع اقتباس
قديم 10 - 03 - 2013, 09:46 AM   رقم المشاركة : ( 7 )
Ramez5 Male
❈ Administrators ❈

الصورة الرمزية Ramez5

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 51
الـــــدولـــــــــــة : Cairo - Egypt
المشاركـــــــات : 43,827

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Ramez5 غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

الصوم الكبير ( موضوع متكامل )

قراءات الصوم الكبير وترابطها
لنيافة الأنبا رافائيل

إن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية العميقة في كل شيء، العميقة في طقوسها وقراءاتها، رتبت أن يكون هناك هدف يربط بين قراءات الصوم المقدس في الكنيسة، وهذا يتضح من خلال وجود :
1- موضوع عام للصوم المقدس.
2- موضوعات عامة لأسابيع الصوم.
3- موضوعات عامة لأيام الصوم.
4- موضوعات خاصة لأيام الصوم.
5- وهناك أيضاً موضوعان لقسمي الصوم.
6- وموضوعات للسبوت والآحاد.
أولاً: الموضوع العام للصوم المقدس :
إن الكنيسة رتبت لنا أن تدور القراءات التي تتلى خلال الصوم المقدس حول موضوع واحد وهو "الجهاد الروحي"، لأنها تعلِّم مع بولس الرسول "لم تقاوموا بعد حتى الدم مجاهدين ضد الخطية" (عب 4:12) وهى تناشد كلاًّ منا أن يجاهد الجهاد الحسن كما كان بولس الرسول يناشد تلميذه تيموثاوس قائلاً:
وهى تناشد كلاًّ منا أن يجاهد الجهاد الحسن كما كان بولس الرسول يناشد تلميذه تيموثاوس قائلاً: "جاهد جهاد الإيمان الحسن وأمسك بالحياة الأبدية التي إليها دعيت أيضاً واعترفت الاعتراف الحسن أمام شهود كثيرين" (1تى 12:6).
ثانياً: الموضوعات العامة لأسابيع الصوم :
قسمت الكنيسة الأربعين المقدسة إلى ستة أسابيع يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وأضافت في أولها أسبوعاً للاستعداد وهو مقدمة للصوم. ثم جعلت جميع القراءات التي تتلى في أيام كل أسبوع من هذه الأسابيع السبعة تدور حول موضوع واحد وهدف واحد يعتبر حلقة من حلقات الموضوع العام للصوم.
الأسبوع الأول : تدور قراءاته حول الاستعداد للجهاد، وإذا حذفنا قراءات هذا الأسبوع سوف نجد أنها لن تؤثر على الموضوع العام للصوم لأنه استعداد.
الأسبوع الثاني : وموضوع قراءاته هو الجهاد الروحي وطبيعته.
الأسبوع الثالث : وتدور قراءاته حول التوبة أو طهارة الجهاد.
الأسبوع الرابع : هو أسبوع الإنجيل أو دستور الجهاد.
الأسبوع الخامس : أسبوع الإيمان أو هدف الجهاد.
الأسبوع السادس : أسبوع المعمودية أو صبغة الجهاد.
الأسبوع السابع : أسبوع الخلاص "خلاص الجهاد".
ثالثاً: الموضوعات العامة لأيام الصوم :
أيام الأسبوع الأول :
وقراءات هذا الأسبوع بمثابة الاستعداد لرحلة الجهاد، حيث أن قراءات الأيام السبعة لهذا الأسبوع تسير على الترتيب الآتي :
ترك الشر - الالتصاق بالخير - محبة الآخرين - النمو الروحي - الاتكال على الله - السلوك بالكمال - الهداية إلى الملكوت.
أيام الأسبوع الثاني :
بعد أن أعدت الكنيسة نفوس أولادها للجهاد الروحي على النحو السابق، فهي في هذا الأسبوع تبين من خلال قراءاتها طبيعة الجهاد المطلوب منهم فتتحدث عن:
صلاة الجهاد - صدقة الجهاد - أمانة الجهاد - دستور الجهاد - ثبات الجهاد - ضيقات الجهاد - نصرة الجهاد.
أيام الأسبوع الثالث :
وفى الأسبوع الثالث توضح لنا الكنيسة أن الجهاد لابد أن يكون متسماً بطهارة القلب والفكر عن طريق التوبة الحقيقية من خلال قراءات الأيام السبعة وهى كالتالي:
اعتراف التوبة - بر التوبة - تجارب التوبة - دينونة التوبة - أمان التوبة - مغفرة التوبة - قبول التوبة.
أيام الأسبوع الرابع :
وقراءات هذا الأسبوع تتحدث عن دستور الجهاد؛ الذي هو الكتاب المقدس وهكذا تشير موضوعات هذا الأسبوع على الترتيب التالي إلى :
روح الإنجيل - الكرازة بالإنجيل - سلام الإنجيل - إنارة الإنجيل - الإيمان بالإنجيل - العمل بالإنجيل - عزة الإنجيل.
أيام الأسبوع الخامس :
إن الهدف من الكرازة بالإنجيل هو أن يؤمن به سامعوه، والكنيسة تعالج موضوع الإيمان من خلال قراءات الأسبوع الخامس كما يلى:
اتكال الإيمان - خدمة الإيمان - رجاء الإيمان - تحرير الإيمان - قصاص الإيمان - هداية الإيمان - تشديد الإيمان.
أيام الأسبوع السادس :
إن العضوية في كنيسة المسيح لا تتم لمن يؤمن إلا إذا نال سر المعمودية، وقد رتبت الكنيسة أن توزع أبحاثها فى هذا السر على أيام الأسبوع في ضوء عقيدتها والطقس المتبع في إتمامه، لذلك فالقراءات تدور حول:
توبة المعمودية - اعتراف المعمودية - دينونة المعمودية - حياة المعمودية - قيامة المعمودية - خلاص المعمودية - إنارة المعمودية.
أيام الأسبوع السابع :
إن الخلاص هو غاية الذين يتوبون ويؤمنون بالإنجيل ويعتمدون، وقد رتبت الكنيسة أن تبحث في موضوع الخلاص ممثلا في شخص الرب يسوع من النواحي الآتية:
شهود المخلص - الاعتراف بالمخلص - الإيمان بالمخلص - قيامة المخلص - دينونة المخلص - بركة المخلص - فداء المخلص.
وعلى ذلك تسير الموضوعات طوال أيام الصوم، ويلاحظ أن هذه القراءات تتألف من فصول العهد القديم والجديد لكل يوم من أيام هذا الصوم.
رابعاً: الموضوعات الخاصة لأيام الصوم :
إن المتأمل في القراءات الموضحة لكل يوم من أيام الصوم المقدس يرى أنها تتألف من ثلاث مجموعات هي النبوات والأناجيل والرسائل. وهذه المجموعات بينها ارتباط وثيق، وكلها تدور حول موضوع واحد هو الموضوع العام لليوم.
خامساً: موضوعا قسمي الصوم :
لقد قسمت الكنيسة الصوم إلى قسمين :
القسم الأول : يتألف من أسبوع الاستعداد والأسابيع الثلاثة التالية له، وموضوعات هذا القسم كلها تدور حول ما هو مطلوب من هذا الشعب من مظاهر الجهاد الروحي، مثل ترك الشر، وممارسة الصلاة، والصدقة، والتوبة، وإطاعة الإنجيل وما إلى ذلك.
والقسم الثاني : ويشمل الأسابيع الثلاثة الأخيرة، والقراءات في هذا القسم تدور كلها حول ثمرة الجهاد، أي مدى استجابة المؤمنين له، كإيمانهم بالإنجيل والتمتع بثمار المعمودية والفوز بالخلاص.
سادساً: موضوعات السبوت والآحاد :
إن الكنيسة ميزت موضوعات السبوت والآحاد عن أيام الصوم الانقطاعي الخمسة بميزتين، فمن يدقق النظر في نظامهما يلاحظ ذلك:
أ- الميزة الأولى : أن موضوعات الأيام الخمسة تنصب على ما يبذله الشعب من جهاد، في حين أن موضوعات السبوت والآحاد تنصب على نعم المخلص المتعددة التي يمنحها لهم جزاء لهذا الجهاد.
فإذا تابوا مثلاً يقبل توبتهم مثل الابن الضال.
وإذا سمعوا الإنجيل وعملوا به روى نفوسهم كما ارتوت السامرية.
وإذا آمنوا شدد إيمانهم كما شدد قوى المخلع.
وإذا اعتمدوا أنار بصيرتهم كما استنار المولود أعمى.
ب- الميزة الثانية :
هي الارتباط الوثيق بين موضوعات السبوت وموضوعات الآحاد، فحلقات الموضوع العام في أي أسبوع تبدأ بيوم الاثنين وتنتهي بيوم الجمعة، لأن هذه الأيام الخمسة مرتبطة ببعضها، قائمة بذاتها، مستقلة عما عداها.
ثم تستأنف الكنيسة نفس الموضوع يوم السبت، ولكن بحلقة جديدة من الحلقات. فتطالب الشعب بناحية جديدة من الجهاد، حتى إذا قام بها حمل إليه إنجيل الأحد ثواب المخلص له على هذا الجهاد.
على سبيل المثال قراءات الأسبوع الثالث تدور حول التوبة، ففي يوم الاثنين الحلقة الأولى منه تدور حول الاعتراف به، يليها تبرير المعترف، ثم تعرضه للتجارب وهكذا.. أما في يوم السبت فإن الكنيسة تحث التائب على المغفرة لغيره، فإذا فعل ذلك قبلت توبته، كما يوضح ذلك إنجيل الأحد.. أي أن إنجيل السبت يمثل جهاد الشعب وإنجيل الأحد يمثل نعمة المخلص له على هذا الجهاد.. وهكذا في كافة الأسابيع.
هذه هي موضوعات الصوم كما وضعتها الكنيسة، ولابد أن نلاحظ أن الاهتداء إلى هذه الموضوعات ليس بالأمر الهين، فقد يقتضى ذلك أن نبدأ بقراءة إنجيل القداس ورسالة البولس والنبوة الأولى عدة مرات لمعرفة سر الارتباط بينها، ثم قراءة النبوات واحدة واحدة لمعرفة موضوعها الخاص، وكذلك الحال في بقية الأناجيل والرسائل - ثم البحث في مدى ارتباط قراءات اليوم ببعضها البعض لاستخراج الموضوع العام لقراءات هذا اليوم، ثم الموضوع العام للأسبوع الذي يربط بينها، فإذا انتهينا من الموضوعات العامة للأسابيع توصلنا إلى معرفة الموضوع العام للصوم كله.
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
موضوع متكامل عن المولود أعمى ( الاسبوع السادس من الصوم الكبير )
الأحد السادس ( أحد التناصير ) من الصوم الكبير موضوع متكامل
موضوع متكامل عن الصوم والجسد
موضوع متكامل عن القديس مقاريوس الكبير - الانبا مقار
موضوع متكامل عن الصوم الكبير


الساعة الآن 11:23 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025