الأثاث:
إن أهل الشرق، حتى اليوم، يملكون من الأثاث أقل بكثير مما نجده في بعض البلدان الغربية. أما الطراز، حتى عند الأغنياء، فهو بسيط وغير مركوم، لا يتعدى بعض البسط أو السجاجيد للأرض، وبعض المقاعد والطاولات الصغيرة وإحدى وسائل التدفئة للشتاء.
وعلى مدى الأزمنة الموصوفة في الكتاب المقدس، لم يملك الفقراء إلا القليل من الأثاث والتجهيزات المنزلية، فكان "السرير" فراشاً رقيقاً محشياً صوفاً، يُمد كل مساءٍ فوق المسطح المرتفع من أرض الغرفة، حيث ينام أفراد الأسرة جميعاً تحت لحفٍ من شعر المعزى. وفي الصباح كانوا يطوون الفرش واللحف أو يضعونها بعضها فوق بعض في زاوية من البيت. وقد كان الأثاث الذي أعدته المرأة الشونمية للنبي أليشع أفضل من المعتاد، إذ اشتمل على سرير وطاولة وكرسي ومصباح (2 ملوك 4: 10). أما مائدة السفرة فغالباً ما كانت مجرد حصير من قش يُبسط فوق المسطح المرتفع. وفي بعض البيوت، إنما ليس كلها بالطبع، كانت بعض الكراسي المنخفضة التي لا ظهر لها تُستعمل للجلوس.
وكان في كل بيتٍ خوابٍ من حجر أو طين يخزنون فيها علف الحيوانات ومؤونة العائلة. وقد خُصِّصت جرارٌ لخزن الدقيق وزيت الزيتون، وأوانٍ من فخار لحفظ الماء ونقله. وكانت توجد أيضاً أوانٍ وأوعية للطبخ وصحاف لتقديم الطعام.