الأصحاح 7 العدد 14
قال المعترض الغير مؤمن: جاء في 1كورنثوس 7: 14 لأن الرجل غير المؤمن مقدس في المرأة، والمرأة غير المؤمنة مقدسة في الرجل, وإلا فأولادكم نجسون, وأما الآن فهم مقدسون ولكن جاء في أفسس 2: 3 الذين نحن أيضاً جميعاً تصرَّفنا قبلًا بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنّا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين أيضاً , فالتعليم الوارد في أفسس 2: 3 أن كل الناس خطاة بالطبيعة، وهو ما يعلّمه الكتاب بجملته (قابل مزمور 51: 5 وتكوين 8: 21 ويوحنا 3: 6), فما هو إذاً معنى قول بولس في 1كورنثوس 7: 14 أن أولاد المؤمن أو المؤمنة مقدَّسون؟
وللرد نقول بنعمة الله : بولس في هذا الفصل لا يتكلم على الحالة الشخصية للأولاد، بل على العلاقة أو الرابطة الكائنة بينهم ووالديهم, فيقول: الرجل غير المؤمن مقدَّس في المرأة , ولا يمكن أن يفهم عاقل من هذه العبارة أن غير المؤمن إذا كانت لهامرأة مؤمنة يصبح قديساً, ولكن المعنى المقصود هو أن اختلاط الزوجة المؤمنة بالرجل غير المؤمن ليس نجساً, على أن غير المؤمن هو في ذاته نجس أمام الله, ولكن هذه الحقيقة لا تؤدي إلى فك أو ملاشاة الروابط العائلية, فكل ما يمارسه المؤمن بحسب مشيئة الله وفي نور قداسته تعالى هو مقدس (قارن 1تيموثاوس 4: 4 و5), فيتضح جلياً أن كلام بولس في هذا الفصل عن أولاد المؤمنين معناه أنهم مقدسون لوالديهم، ولو كان أحد الوالدين غير مؤمن, وعلينا أن نتذكر أن هذه القضية كانت مهمة جداً في ذلك العصر، فعند بداية الكرازة بالإنجيل كان يحدث أن تقبل الإيمان امرأة ويظل زوجها وثنياً، أو يؤمن الزوج وتبقى المرأة وثنية, وهذا أدّى إلى البحث في هذه القضية, ولم يقصد الرسول في هذا الأصحاح أن يبرر تزوُّج المؤمنين بغير المؤمنات وبالعكس, بل يجب أن يتزوج المؤمن بمؤمنة (انظر 1كورنثوس 7: 39), ولكن الكلام هنا هو عن زواجٍ تمّ قبل الإيمان، ولذا قال لهم إن هذه الرابطة الزوجية لا تنجّسهم أمام الله، كما أن أولادهم أيضاً لم يكونوا نجسين بسبب ذلك الزواج, وعليه فالقرينة تثبت أن كلام بولس في 1كورنثوس 7: 14 لا ينفي هذه الحقيقة الراهنة أن كل البشر بحسب الطبيعة خطاة مولودون بالإثم,