عاش يوستينوس الشهيد في بداية القرن الثاني، في الفترة من (100م - 165م) ، وكرس حياته للدفاع عن المسيحية
وكان أول المدافعين عنها وقد بقى لنا من كتاباته دفاعان عن المسيحية وجههما للإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس (138 – 161م) والسانتوس الروماني(2)، وحواره مع تريفو اليهودي .
وقد شرح في كتاباته التسليم الرسولي ، المسلم أصلاً من الرب يسوع المسيح للكنيسة ، بالتفصيل .
وقال عن سر التناول أو الأفخارستيا ، واستحالة (تحول) الخبز والخمر إلى جسد الرب ودمه ما يلي :
? " هذا الخبز الذي نسميه الأفخارستيا لا يسمح لأحد أن يشارك فيه سوى الذين يؤمنون أن ما نبشر به هو حق ، الذي اغتسلوا من خطاياهم بالميلاد الجديد ، والذين يعيشون بحسب ما سلمه لنا المسيح . فأننا لم نتسلم هذه الأشياء كخبز عادى وشراب عادى ، بل كما صارمخلصنا يسوع المسيح جسداً بكلمة الله وأتخذ جسداً ودماً من أجل خلاصنا ، هكذا تعلمنا أيضاً أن الخبز الآتي منه والذي منه يتغذى جسدنا ودمنا ، يقدس بكلمة الصلاة ويصبح بعد التحول (الاستحالة) هو جسد ودم يسوع المتجسد ذاته . حقاً تسلمنا من الرسل في السجلات التي تركوها لنا ، والمسماة بالأناجيل أن الرب سلمه لهم هكذا : أخذ يسوع الخبز وشكر وقال " هذا هو جسدي " " اصنعوا هذا لذكرى " وأخذ الكأس أيضاً وشكر وقال " هذا هو دمي " وأعطاه لهم وحدهم " (دفاع 1ف66) .
? " لذلك أعلن الله مقدماً أن كل التقدمات التي قدمت باسمه ، التي قدمها يسوع المسيح ، التي هي في سر الشكر (الأفخارستيا) الخبز والكأس والتي نقدمها نحن المسيحيين في كل جزء من العالم مقبولة لديه " (حوار ف66) .
? " وإلى جانب ذلك ، كما قلت من قبل فيما يختص بالتقدمات التي قدمتموها في ذلك الوقت ، يتكلم الله خلال ملاخي ، أحد (الأنبياء) الأثنى عشر ، ما يلي " ليست لي مسرة بكم قال رب الجنود ولا أقبل تقدمة من يدكم ، لأنه من مشرق الشمس إلى مغربها أسمى عظيم بين الأمم وفي كل مكان يقرب لأسمى بخور وتقدمه طاهرة لأن أسمى عظيم بين الأمم قال رب الجنود ، أما أنتم فمنجسوه بقولكم أن مائدة الرب تنجست " (ملا 10:1-12) .
وعندما يتحدث عن الأمم ، في ذلك الوقت ، كان يتحدث عنا ، عن التقدمات التي تقدمها له في كل مكان ، التي هي خبز سر الشكر (الأفخارستيا) وبالمثل كأس سر الشكر (الأفخارستيا) ، ويقول لنا سنمجد أسمه بينما أنتم (يقصد اليهود) دنستموه " (حوار 2ف8:41-10) .