منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 10 - 2012, 09:00 PM
الصورة الرمزية Marina Greiss
 
Marina Greiss Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Marina Greiss غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 14
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : USA
المشاركـــــــات : 20,933

إشعياء - الإصحاح التاسع




المــــولود العجيــب



إذ يشتد الظلام ينبلج الفجر لتشرق الشمس على الجالسين فى الظلمة ، هكذا ختم الإصحاح السابق بصورة قاتمة عن الشعب الذى صار فى ضيق شديد وظلمة ، لذا جاء هذا الإصحاح يحدثنا عن مجىء المسيا " شمس البر " الذى يبدد الظلمة ، والذى يمد يده بالحب منتظرا رجوع الكل إليه .




( 1 ) نور أشرق فى الظلمة :


جاء ختام الإصحاح السابق قاتما للغاية ، لهذا بدأ هذا الإصحاح بكلمة " ولكن " ... فإن الله لا يترك شعبه هكذا ، لكنه يريد أن يشرق عليهم بنوره .

" ولكن لا يكون ظلام للتى عليها ضيق كما أهان الزمان الأول أرض زبولون وأرض نفتالى يكرم الأخير طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم . الشعب السالك فى الظلمة أبصر نورا عظيما . الجالسون فى أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور " إش 9 : 1 ، 2 .

وقد تمت هذه النبوة بظهور السيد المسيح وكرازته فى جليل الأمم . يقول الإنجيلى : " لكى يتم ما قيل بإشعياء النبى القائل : أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم ؛ الشعب الجالس فى ظلمة أبصر نورا " مت 4: 14 – 16 .

اتسمت هذه المنطقةبالضعة ، فيقول نثنائيل : " أمن الناصرة يمكن أن يكون شىء صالح ؟! " يو 1 : 46 . لعل هذا يرجع إلى أن هذه البقعة . ( جليل الأمم ) تقع على حدود الأمم ، فكانت معرضة للغزوات ، وبسبب اختلاطها بالأمم الوثنية المجاورة أخذت الكثير عن العادات الوثنية وظلت فترات طويلة فى انحلال روحى ، لذلك وصفها النبى : " الشعب الجالس فى الظلمة " .



+ سكن فى الجليل حتى يرى الجالسون فى الظلمة نورا عظيما

+ فلير الجالسون فى ظلمة الجهل نور كمال المعرفة العظيم ،

الأمور القديمة عبرت ، هوذا الكل قد صار جديدا ( 1 كو 5 : 17 ) ،

الحرف انتهى وتقدم الروح ، الظلال هربت وجاء إليهم الحق .

القديس غريغوريوس النزينزى



+ بالإيمان يخرجون من الظلمة وموت الخطية إلى النور والحياة .

القديس أغسطينوس

+ يشرق نور اللوغوس الذى هو الحياة فى ظلام نفوسنا ،

يأتى إلى حيث يوجد رؤساء هذه الظلمة المقاومين لجنس البشر

لإخضاعهم للظلمة ، هؤلاء الرؤساء لا يثبتون فى

قوتهم إذ يشرق عليهم النور الذى جاء ليجعل من البشر أبناء للنور .

العلامة أوريجانوس




الله لا يسمح للظلمة أن تدوم إنمايشرق بنوره .. فماذا يحدث ؟



أ – " أكثرت الأمة " إش 9 : 3 ، بالرغم من سقوطها تحت التأديب بضربات قاسية لكنها تنمو وتكثر برحمة الله ونعمته .

ب – " عظمت الفرح " إش 9 : 3 تفرح الأمة كما فى يوم الحصاد أو يوم التمتع بغنيمة ، وكأن سر فرحها هو الحصاد الكثير والغلبة أو النصرة على العدو . .. عدو الخير .

الفرح هوسمة كنيسةالعهد الجديد المتهللة بالحياة الإنجيلية وسط الآلام ، تفرح من أجل حصادها المستمر لنفوس كثيرة لحساب ملكوت الله ، وتتمتع بغنيمة النصرة على عدو الخير .حياتها تهليل مستمر من أجل النفوس التائبة والمتمتعة بالخلاص ومن أجل نصراتها غير المنقطعة .

جـ - التمتع بحرية مجيدة :

" لأن نير ثقله وعصا كتفه وقضيب مسخره كسرتهن كما فى يوم مديان " إش 9 : 4 .

تتحرر من النير الثقيل والعصا وقضيب السخرة ، كرمز للحرية والخلاص من عبودية إبليس خلال الصليب ، فلم يعد لإبليس أو قواته سلطان على المؤمن المتمتع بحرية مجد أولاد الله .




( 2 ) المولود العجيب :



سر تمتع الأمة بالنمو المستمر والفرح الدائم مع الحرية المجيدة هو مجىء المسيا كمخلص وغال ومنتصر باسم البشرية ضد الأعداء . جاء إبن الله متأنسا ليحمل نير الصليب بإسمنا فيهبنا كل امكانيات الخلاص . إذ يقول النبى : " لأنه يولد لنا ولد ونعطى إبنا ، وتكون الرئاسة على كتفه ويدعى إسمه عجيبا مشيرا إلها قديرا أبا أبديا لنمو رياسته وللسلام لا نهاية على كرسى داود وعلى مملكته ليثبتها ويعضدها بالحق والبر من الآن وإلى الأبد ، غيرة رب الجنود تصنع هذا " إش 9 : 6 ، 7 .

كانت البشرية المؤمنة تترقب التجسد الإلهى حيث يأتى إبن الله الذى هو الخالق واهب الحياة ومجدها ليقيم طبيعتنا الميتة الفاسدة إلى صلاحها الذى خلقت عليه ، بإعادة خلقتها وتجديدها المستمر فيهبها استمرارية الحياة مع الفرح والحرية .

أ – " لأنه يولد ولد ونعطى ابنا " ، أى يتأنس فيصير ابن الله إبن الإنسان ، ويحسب ولدا ، يحمل طبيعتنا الناسوتية حقيقة فى كمال صورتها بغير انفصال عن لاهوته ودون امتزاج أو خلط أو تغيير . يشاركنا حياتنا البشرية ما عدا الخطية ويبقى كما هو " إبن الله " ... يقول الرسول : " فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم اشترك هو أيضا كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت أى إبليس " عب 3 : 14 .



ب – " وتكون الرئاسة على كتفه " ، فقد ملك على خشبة كقول المرتل ، خشبة الصليب التى حملها على كتفه بكونها عرش حبه الإلهى .

ج – " يدعى اسمه عجيبا " ، لأنه فائق الإدراك ، أعطى اسما فوق كل اسم لكى تجثو باسمه كل ركبة ممن فى السماء وممن على الأرض ومن تحت الأرض ( فى 2 : 9 – 11 )



د – " مشيرا " ، بكونه " حكمة الله " 1 كو 1 : 24 ، المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم ( 1 كو 2 : 3 ) . جاءت الترجمة السبعينية " رسول المشورة العظيمة " ... ما هى هذه المشورة العظيمة التى أرسله الآب من أجلها ؟ اعلان السر الإلهى للبشر ، والكشف عن الآب الذى لا يعرفه إلا الإبن ومن أراد الإبن أن يعلن له .



هـ - " إلها قديرا " : إله حق من إله حق ، واحد مع الآب فى الجوهر ، القادر وحده أن يجدد طبيعتنا بكونه الخالق ، والشفيع الذى يقدر وحده أن يكفر عن خطايا العالم كله .



و- " أبا أبديا " يلحق اللقب " إله قدير " بـ " أب أبدى " ، ليعلن أن قدرة السيد المسيح ، الإله الحق ليست فى إبراز جبروت وعظمة إنما بالحرى فى تقديم أبوة حب فريدة نحو البشرية ، خلالها ننعم بقدرة المسيح فينا .



ز- " رئيس السلام " ، هو ملك السلام ( 1 تس 5 : 33 ) ، الذى يقدم لنا دمه من أجل مصالحتنا مع الآب ، فنحمل سلاما داخليا معه ( رو 5 : 1 ) ، سلاما مع الله ومع أنفسنا ومع إخوتنا ، محطمين سياج العداوة الداخلية والخارجية .

فى اختصار يعلن إشعياء النبى عن هذا المولود العجيب القدير ، الذى لا يخلص آحاز من مقاومة أعدائه إنما يقيم مملكة جديدة أساسها كرسى داود .




( 3 ) اليــد الممدودة :



كلمة الله فى محبته غير المحدودة يتنازل ليصير إنسانا لكى يضىء للجالسين فى الظلمة ، يشرق عليهم بنوره الإلهى واهبا إياهم نور المعرفة ،مقدما لهم حياته سر فرح وتهليل ونصرة مستمرة ،أما الإنسان –فعلى العكس – يتشامخ بالكبرياء ، حاسبا فى نفسه أنه قادر بذراعه البشرى على تحقيق الخلاص .

فى هذا الفصل ثلاثة أبيات شعرية فى العبرية تنتهى بالعبارة : " مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد " إش 9 : 12 ، 17 ، 20 ( أيضا إش 10 : 4 ) .

يرى البعض أن هذه اليد الإلهية الممدودة علامة على دعوة الله للإنسان كى يقترب إليه ويلتقى معه ويتحد به . وأيضا علامة حماية الله له ، وكأنه يؤكد له أنه مهما بلغت العقبات فيد القدير ممدودة لتخلصه من كل شر وتنقذه من المرارة والضيق ، كما هى علامة على التأديب الإلهى النابع عن الحب ، يمد يده ليضغط على الإنسان فيرجع إلى نفسه ويطلب الله معينه .



الله – فى محبته – سمح بالضيق لمملكة إسرائيل ( افرايم ) لكن عوض التوبة تشامخوا بالأكثر . هذا ما كشفه النبى بقولـه : " القائلون بكبرياء وبعظمة قلب ، قد هبط اللبن فنبنى بحجارة منحوتة ؛ قطع الجميز فنستخلفه بأرز " إش 9 : 10

يرى البعض أن النبى يتحدث هنا عن الزلزلة التى حدثت فى أيام عزيا ، والتى يبدو أنها كانت عامة ( عا 1 : 1 ؛ زك 14 : 5 ) ، بسببها سقطت معظم بيوت السامرة وافرايم وكثرت الضحايا ، فصاروا يتهكمون على قضاء الله معلنين أنه وإن كان قد سمح بهدم بيوتهم المصنوعة من اللبن وسقوط أشجار الجميز ، فإنهم يقيمون قصورا مصنوعة من الحجارة المنحوتة ويغرسون أشجار أرز لا يقدر الزلزال أن يهدمها أو يزيلها . وكأنهم بهذا يكررون ما فعله الإنسان عندما شرع فى بناء برج بابل ليكون رأسه فىالسماء ( تك 11 : 3 ، 4 ) .

يرد إشعياء النبى على ذلك بإعلان تأديب الله الأكثر شدة ، فإنهم ماداموا لم يرتعدوا بالزلزلة فسيسمح بهياج العدو " رصين " ملك آرام ، ويهيج أيضا أعداءه ( ربما قصد أشور الذى هاجم إسرائيل وفيما بعد انقلب على يهوذا ) .

" فيأكلون إسرائيل بكل الفم " إش 9 : 12 . لكن تبقى مراحم الله تنتظر رجوعهم ، إذ يكمل حديثه : " مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد " إش 9 : 12 .




( 4 ) تأديبات الرب لهم :



يبقى الشعب متحجر القلب لهذا :

" يقطع الرب من إسرائيل الرأس والذنب ، النخل والأسل ( الحلفاء أو القش ) فى يوم واحد " إش 9 : 14 .

أ – ينتزع رؤساء الشعب مهما كانت منزلتهم ( الرأس ، النخل ) .

ب – ينتزع الأنبياء الكذبة ( الذنب ، الأسل ) .

جـ - إبادة المرشدين لأنهم مضلون ( إش 9 : 16 ) .

د – لا يرق للفتيان بسبب صغر سنهم ، ولا للأيتام أو الأرامل مع أنه " أبو اليتامى وقاضى الأرامل " مز 68 : 5 ... فقد اشترك الكل معا فى الشر مع عناد وعجرفة وحماقة ( إش 9 : 17 ) . كان الملوك الأشوريون فى غاية القسوة : تغلث فلاسر لم يترفق بالصغار ولا بالأرامل أو الأيتام فى افرايم .

هـ - يتحول الشعب كله إلى أشبه بغابة تحترق بنار الغضب الألهى ( إش 9 : 19 ) ، ليس لأن الله ينتقم لنفسه وإنما لأن فجورهم نار مدمرة ( إش 9 : 18 ) .

ز – تتحول الأمة إلى حالة من الفوضى قانونها العنف والظلم وعدم التشبع ، تسودها حروب أهلية دموية مدمرة : " لا يشفق الإنسان على أخيه ، يلتهم على اليمين فيجوع ، ويأكل على الشمال فلا يشبع ، يأكلون كل واحد لحم ذراعه ( أى جاره أو قريبه ) " إش 9 : 19 ، 20 .. هذه صورة بشعة لمجتمع شريعته الحرب والعنف والأنانية مع الجشع .

ح – لا يقف التطاحن على الأفراد وإنما يتسلل إلى الأسباط نفسها فيتحالف سبط مع آخر ضد ثالث وهكذا :" منسى أفرايم وأفرايم منسى ، وهما معا على يهوذا " إش 9 : 21 .

" مع كل هذا لم يرتد غضبه بل يده ممدودة بعد " إش 9 : 21 .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تفسير رسالة بطرس الثانية كتابيا
تفسير انحيل متى كتابيا
تفسير سفر اعمال الرسل كتابيا
تفسير رسالة كورنثوس الاولى كتابيا
تفسير سفر استير كتابيا "للقمص تادرس يعقوب ملطى"


الساعة الآن 01:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025