![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
4. لكي يصنع الخير اختيارًا وليس كرهًا. "الذي كنت أشاء أن أمسكه عندي، لكي يخدمني عوضًا عنك في قيود الإنجيل. ولكن بدون رأيك لم أرد أن أفعل شيئًا، لكي لا يكون خيرك على سبيل الاضطرار، بل على سبيل الاختيار [13-14]". كراعٍ صالح لا يفوِّت الفرصة على فيلمون أن يعفو عن أنسيموس بإرادته واختياره. هكذا يتمثّل بولس بسيّده، إذ لا يلزم الرب إنسانًا على فعل الخير، بل يعطيه مع حريّة الإرادة إمكانيّة الإرادة الصالحة والعمل الصالح، حتى متى أراد وعمل باختياره يتكلّل. إنه بنعمته يسندنا ويعيننا ويبدأ معنا الطريق ويسير معنا ويكملّه معنا، دون أن يلزمنا على ذلك قهرًا. 5. إدراك حكمة اللَّه فيما حدث. يدرك أولاد اللَّه أن حياتهم هي مجموعة فرص، يقدّمها اللَّه للانتفاع منها، فيليق بفليمون أن يسأل نفسه: لماذا سمح اللَّه أن يسرقه أنسيموس ويهرب؟ يجيب الرسول: "لأنه ربّما لأجل هذا افترق عنك إلى ساعة، لكي يكون لك إلى الأبد. لا كعبد فيما بعد بل أفضل من عبد. أخًا محبوبًا، ولا سيّما إلي،ّ فكم بالحري إليك والرب جميعًا" [14-15] . حوّل الله هروب أنسيموس إلى فرصة لينتقل من حال العبوديّة الزمنيّة ويرتبط مع فليمون سيّده برباط أبدي، لا في علاقات زمنيّة بل في أخوّة مملوءة حبًا. فيصير لفليمون إلى الأبد، لا تفرقه عنه أحداث أو حتى الموت. إنفصل إلى حين من حال العبوديّة لفليمون، ليرتبط لا مع فليمون وحده بل ومع القديس يولس ومع الرب نفسه؛ ويراعي الرسول مشاعر أنسيموس، فلا يقول "هرب" بل يقول: "افترق عنك". هنا يخرج القدّيس يوحنا الذهبي الفم النتيجة التالية: [إن كنّا سادة فيليق بنا ألاَّ نيأس من خدمنا، فنقسو عليهم بشدّة، بل نتعلّم العفو عن إساءاتهم... كذلك لم يخجل بولس من أن يدعو العبد ابنه وأحشاءه وأخاه ومحبوبه، فيليق بنا ألاَّ نخجل منهم. ولماذا أقول بولس؟ فإن رب بولس لم يخجل من أن يدعونا نحن عبيده إخوته... ليرى كيف كرّمنا فدعانا عبيده وإخوته وأصدقاءه ووارثين معه، وأننا نظهر بجواره، ونُحسب عاملين معه، بل أن السيّد نفسه يعمل ليكون عبدًا! اسمع وارتعد!] |
![]() |
|