![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
![]() |
![]() 2. مركز أنسيموس الجديد تستند لياقة الطلب لا على دالة بولس الأبويّة وشيخوخته وآلامه في الرب فحسب، بل وعلى ما صار إليه أيضًا أنسيموس بعد الإيمان والعماد، إذ صار ابنا لبولس. ولده في أدق اللحظات، في فترة شيخوخته وفي أثناء سجنه. إنه ابن الشيخوخة، ابن القيود. وكما يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم ولده أثناء معركة قاسية، أثناء محاكمته من أجل الرب، لذلك فهو ابن مستحق الكرامة وله دالة أعظم. ويعلّق القدّيس يوحنا الذهبي الفم على قول الرسول: "أطلب إليك لأجل ابني أنسيموس الذي ولدته في قيودي" [10]، إنه لم يقل هذا لأجل إخجال فليمون، ولا لإخماد غضبه، بل ليبهجه! توبة أنسيموس وإيمانه وعماده أثناء سجن بولس أمر مبهج لا لفليمون وحده بل وللكنيسة كلها! 3. سمات أنسيموس الجديدة لم يقف الأمر عند حدود صفته، إذ صار ابنا لبولس، لكن سماته ذاتها تغيّرت إذ يقول عنه: "الذي كان قبلاً غير نافع لك، ولكنه الآن نافع لك ولي" [11]. يقول القدّيس يوحنا الذهبي الفم: [إذ يعلن أنه لم يكن قبلاً نافعًا بالمرّة يخمد غضب فليمون... وها هو يقول: "الآن نافع" وليس "سيكون نافعًا" مؤكدًا أنه قد صار مستحقًا للمديح فعلاً.] إذ صار أنسيموس هكذا، لهذا بعدما اختبره الرسول يردّه إلى فليمون قائلاً: "الذي رددته، فاقبله الذي هو أحشائي" [12]. إنني لست أردّه بسلطان مني، فهذا ما ليس لي حق فيه، لكنني أحسست أنه أحشائي لا أقدر أن استغني عنه كأحشائي الداخليّة. أرسلته إليك لكي تتعرّف عليه، فإن كنت قد ذقت منه المرارة، وهو غير مؤمن، فمن حقك أن تتلمّس حلاوة حياته الجديدة، لهذا أسرعت بردّه إليك. غير أن قوله ردّدته، لا يعني أنه أعاده بغير إرادة أنسيموس، فقد اعتاد بولس في سجنه أن يرسل تلاميذه إلى الكنائس (في 2: ٢٥، كو 4: ٧-8). |
||||
![]() |
|