![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
أبو البنات، الذي خسر حياته من أجلهن في صيف 2019، خرجت عائلة بيبرمان، المكوّنة من أب وأم وأربع فتيات، لقضاء عطلة هادئة على شاطئ في فلوريدا، باحثين عن لحظات من الراحة والمرح، دون أن يعرفوا أن ذلك اليوم سيخلّد في الذاكرة إلى الأبد. كانت غريس، ابنة السادسة عشرة، تسبح بسعادة بين الأمواج، عندما باغتتها تيارات المحيط العـنيفة وسحبتها بسرعة إلى الأعماق. صرخاتها اخترقت هدوء الشاطئ، فأسرعت شقيقتاها، أوليفيا وكاثرين، لمحاولة إنقاذها. لكن القدر كان أسرع، إذ اجتذب التيار الجارف الفتاتين أيضًا، ليصبح الثلاثة في مواجهة الموت. على الشاطئ، كان فريد بيبرمان، الأب البالغ من العمر 53 عامًا، يراقب المشهد بقلب يرتـجف. بلا تفكير، اندفع إلى الماء، مدركًا أن حياته ليست ملكه بعد الآن، وأنه الجدار الأخير بين بناته والمصير المحتوم. غاص بكل ما أوتي من قوة، يقاوم تيارًا شرسًا كأن البحر كله قرر التآمر عليه. ثوانٍ طويلة بدت كالأبدية، لكنه لم يلين. وصل إليهن واحدة تلو الأخرى، يمسك بهن بذراعين أنهـكتهما قوة الماء، بينما يستخدم لوح إنقاذ صغير للحفاظ على طوفانهن. وصرخ وهو يلهث: "أمسكت بكن!" – كلمات أمان ارتـجف لها قلب بناته وسط رعب لا يوصف. لكن قلب الأب لم يتحمل. فقد وعيه فجأة بين ذراعي البحر بعد أن سلّم بناته للنجاة. سُحب إلى الشاطئ حيث حاول المسعفون إنعاشه، ونُقل مسرعًا إلى المستشفى، لكن التضـحية كانت قد اكتملت، وفاضت روحه بعد أن حقق رسالته الأسمى. رحل فريد بيبرمان، لكنه غادر وهو يجسد أرقى معاني الأبوة: أن يكون الدرع الذي ينكـسر أمام الخطـر ليبقى أبناؤه سالمين. كلماته الأخيرة لم تكن مجرد جملة، بل كانت وصية بالحب، وصرخة أبدية بأن التضـحية من أجل العائلة أسمى إرث يمكن للإنسان أن يتركه. قصته تركت أثرًا عميقًا في كل من عرفها، عبرة حزينة تذكّرنا أن الشجاعة لا تُقاس بالقوة الجسدية فقط، بل بقدرة القلب على العطاء حتى اللحظة الأخيرة، وأن الحب الحقيقي أحيانًا يقتضي أن تعطي كل شيء، حتى حياتك، من أجل من تحب. |
|
|
رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
|
..::| مشرفة |::..
|
الحب الحقيقي أحيانًا يقتضي أن تعطي كل شيء، حتى حياتك، من أجل من تحب.
رووووعة ربنا يبارك مجهودك |
||||
|
![]() |
|