![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
في سنٍ لا يتجاوز 14، كانت الفتاة الكندية ريا كارومانشي تضع حجر الأساس لاختراع قد يغيّر حياة آلاف الأشخاص حول العالم. لم تكن تبحث عن شهرة أو جوائز… كانت تبحث عن إنسان. بدأت القصة عندما كانت تزور صديقتها، ولاحظت كيف أن جدة صديقتها — التي كانت كفيفة — كانت تعا*ني كل يوم مع العصا البيضاء التقليدية. كانت تتحرك بحذر شديد، تتوقف فجأة عند لوحات منخفضة لم تكتشفها العصا، أو تقترب من سيارة مركونة دون أن تشعر، أو تحتار أمام درج غير متوقع. مشاهد صغيرة لكنها تحمل خوفًا يوميًا… وخطرًا حقيقيًا. هذه اللحظة كانت الشرارة. ريا لم تستطع أن تقف مكتوفة اليدين. قالت لنفسها: “لابد أن يكون هناك شيء أفضل.” وبقلب مليء بالرحمة وعقل يتقد بالخيال، بدأت تبني أول نموذج من SmartCane — عصا ذكية ليست مجرد أداة، بل رفيقًا يحمي ويُرشد. ابتكار ريا لم يكن مجرد تحسين بسيط، بل قفزة في عالم التكنولوجيا المساعدة: حساسات فوق صوتية تكشف العوائق من مستوى الركبة وحتى الرأس، حتى تلك التي لا تستطيع العصا التقليدية الوصول إليها. نظام اهتزاز ذكي (Haptic Navigation) يعمل كدليل صامت، يخبر المستخدم بالاتجاهات عبر أنماط مختلفة من الاهتزاز. زر طوارئ يُستخدم عند الخطر أو فقدان الطريق. قدرات تنقّل متقدمة تُساعد المستخدم على الاستقلالية داخل المدن والأماكن المغلقة. تصميم بسيط، خفيف، قابل للاستخدام لأي شخص دون تدريب معقد. لم يمض وقت طويل حتى أصبح مشروعها حديث المنصات العلمية وشركات التكنولوجيا. دعمها Microsoft وIBM Canada، واحتفت بها مؤسسات كندية كبرى متخصصة بالعمى، مثل المعهد الوطني الكندي للمكفوفين CNIB. ألقت ريا كلمات ملهمة في مؤتمرات شبابية عالمية، تتحدث عن الابتكار القائم على التعاطف، وعن كيف يمكن لفكرة واحدة أن تطفئ خوفًا عاشه آخرون لسنوات. قصة ريا ليست عن التكنولوجيا فقط. إنها عن قلب صغير آمن بأن التعاطف يمكن أن يصبح اختراعًا، وأن العمر ليس عائقًا، وأن العطاء قد يبدأ بسؤال واحد: “هل يمكنني أن أساعد؟” إنها تذكير بأن الله منحنا القدرة على الإبداع لخدمة بعضنا، وأن أبسط لمسة إنسانية قد تغيّر حياة كاملة. |
![]() |
|