|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
اليوم, 08:25 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
《مُوسَى لَمَّا كَبِرَ....》 موسى لما كبر.... شعر أنه كبير! يستطيع أن يُخلص... ظن أنه جاء الوقت ليكون المحرر... أتكل على الحكمة التي تعلمها من المصريين! ووثق في قوته التي تقدر على قتل أحد المتنازعين! كانت دوافعه نقية! لكن توقيتاته متسرعه! كان يسعى لتنفيذ خطة الله، لكن قبل أن يدعوه الله للتنفيذ! كان يريد أن يحل مشاكل شعبه، لكنه لم يلتفت لحل مشاكله الشخصية! تقدم وقتل المصري... لكنها ليست طريقة من يخدمه! فكم ظننا أننا نخدم الله ، لكنه لم يدعونا لهذه الطريقة! ألم يظن شاول أنه يقدم خدمة لله بقتل المسيحيين! ألم يظن عزة أنه يسند التابوت، لكنه مات ! لقد كان الله يريد أن يعمل بموسى، لكن... كان ضروري أن يعمل (في) موسى أولاً! استلمه شابًا مندفعًا غضوبًا قاتلاً... وظل يدربه في البرية ٤٠ سنة، حتى صار حَلِيمًا جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ (عد 12: 3)! لقد علمه في البرية ما لم يتعلمه في قصر فرعون! وتعلم موسى من قطيع يثرون، أكثر من حكماء مصر! لم تكن ٤٠ سنة ضياع للوقت، بل أثمرت في حياته ٤٠ سنة أخرى... وعوضت ٤٠ سنة سابقة لم يخرج منها ألا مندفع غضوب! أن السنين التي يستلمنا فيها الله ... ليست سنوات ضائعة، بل هى سنوات في المدرسة الألهية لأنكسار الذات ونمو الأتضاع! السنوات التي نتفرغ فيها ... هى سنوات تمهيد للأمتلاء من الله! الأوقات التي نعمل فيها أعمال بسيطة، هى القليل الذي به نؤتمن على الكثير! أن كنا نتعجل لقاء الله على قمة الجبل... ونشتاق للحرية والعمل العظيم... لابد أن نمكث في الوادي ... نعمل أبسط الأعمال! لقد كانت الخشبة كبيرة في عيني... كبيرة لدرجة أنني لم أبصرها! بينما كانت القشة في عيني الآخر... لا تحتاج سوى معالجتى أولاً! ولما تخرج خشبتي... وقتها أرفض العمل، لشعوري بضعفي... ووقتها أيضًأ يُصر الله ، الذي لا يعمل إلا بالضعفاء! 
|
 |
|
العرض العادي
