![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() تتناول النقاط التالية كيف إن الصليب هو مجد للمسيح المصلوب 1. ابنُ الإِنسانِ النّازِلُ مِنَ السَّماءِ: يَربُطُ يُوحَنّا لَقبَ "ابنِ الإِنسان" بِنُبوءَةِ دانيال (دا 7: 13–14)، مُشيرًا إِلى أَصلِ يَسوعَ السَّماوِيِّ وبُنُوَّتِهِ الإِلهِيَّة. السَّماءُ هِيَ وَطنُهُ الحَقيقِيّ، واللهُ هُوَ بِيئَتُهُ الأَصِيلَة. نُزولُهُ يَعني المُبادَرَةَ الإِلهِيَّةَ لِتَجَسُّدِهِ لِأَجلِ خَلاصِ البَشَر. "فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماءِ إِلَّا الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماءِ وهُوَ ابنُ الإِنسان" (الآيَة 13). 2. الحَيَّةُ النُّحاسِيَّةُ ورَمزُ الصَّليب: "الحَيَّةُ النُّحاسِيَّة" (عَدَد 21: 8-9) رَمزٌ لِلشِّفاء: مَن نَظَرَ إِلَيها بِإِيمان شُفِيَ مِن لَسعَةِ المَوت. هَكَذا يَسوعُ، المَرفوعُ على الصَّليب، يُشفي البَشَرِيَّةَ مِن لَسعَةِ الخَطيئَةِ القاتِلَة. فالصَّليبُ تَحوَّلَ مِن أَداةِ عارٍ لِلصّوصِ إِلى أَداةِ خَلاصٍ ومَجد، إِذ يَقولُ: "وأَنا إِذا ارتَفَعتُ عَنِ الأَرضِ جَذَبتُ إِلَيَّ النّاسَ أَجمَعين" (يو 12: 32). "وكَما رَفَعَ مُوسى الحَيَّةَ في البَرِّيَّة فكذلِكَ يَجِبُ أَن يُرفَعَ ابنُ الإِنسان". 3. الصَّليبُ مَكانُ التَّمجيد (الآيات 14–15؛ 13: 31–32): فِعلُ "رَفَعَ" عِندَ يُوحَنّا لَهُ مَعنًى مُزدَوَج: الارتِفاعُ على الصَّليب، والارتِفاعُ في مَجدِ القِيامَةِ والصُّعود. في الصَّليبِ ومِنهُ وبهِ جَوهَرُ خَلاصِنا: لَولا الصَّليبُ لَما جَرى الدَّمُ والماءُ مِن جَنبِ المَسيح (يو 19: 34). الصَّليبُ هَزَمَ المَوتَ وفَتَحَ أَبوابَ الحَياة. 4. الصليب والحَياةُ الأَبَدِيَّة: الإِيمانُ بِالمَصلوبِ يَقودُ إِلى الحَياةِ الأَبَدِيَّة: "لِتَكونَ بِهِ الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ لِكُلِّ مَن يُؤمِن". الحَياةُ الأَبَدِيَّةُ هِيَ حَياةُ اللهِ نَفسِه (أَف 4: 18)، تَجَسَّدَت في المَسيح (يو 14: 6)، وتُعطى الآنَ لِلمُؤمِنينَ عَربونًا لِلحَياةِ الأَبَدِيَّةِ الكامِلَة. هِيَ لَيسَتِ امتِدادًا لِلحَياةِ الأَرضِيَّةِ البائِسَة، بَل مُشارَكَةٌ في حَياةِ الله، خالِيَةٌ مِنَ المَوتِ والشَّرِّ والخَطيئَة. 5. الصَّليبُ قَلبُ الإِنجيل: "فَإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّهُ جادَ بابنِهِ الوَحيدِ لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِهِ بَل تَكونَ لَهُ الحَياةُ الأَبَدِيَّة" (الآيَة 16). هذِهِ الآيَةُ هِيَ إِنجيلٌ مُختَصَر: الحُبّ → العَطيَّة → الخَلاص → الحَياة. اللهُ أَحبَّ لا لأَنَّ العالَمَ أَحبَّهُ، بَل بِمُبادَرَةٍ مَجّانِيَّة. الآبُ قَدَّمَ أَثمَنَ ما لَدَيه، ابنَهُ الوَحيد، كما أَوحى إِلَيهِ مِثالُ إِسحاق (تك 22). 6. غايَةُ الإِرسال الصليب: "إِنَّ اللهَ لَم يُرسِلِ ابنَهُ إِلى العالَم لِيَدينَ العالَم بَل لِيُخَلَّصَ بِهِ العالَم" (الآيَة 17). مَجيءُ المَسيحِ الأَوَّلُ هُوَ لِلخَلاص، أَمَّا المَجيءُ الثّاني فَسَيَكونُ لِلدَّينونَة. اللهُ هُوَ إِلهُ الخَلاص، لا يُريدُ مَوتَ الخاطِئ بَل أَن يَحيا (حز 33: 11). وقَد شَهِدَ السّامِرِيُّونَ أَنَّ المَسيحَ "مُخَلِّصُ العالَمِ حَقًّا" (يو 4: 42). 7. خِيارُ الإِيمانِ والدَّينونَة: الإِيمانُ بِيَسوعَ هُوَ الحَدُّ الفاصِلُ بَينَ الخَلاصِ والدَّينونَة. مَن يُؤمِن لا يُدان، ومَن يَرفُضُ الإِيمانَ يَدِينُ نَفسَهُ بِنَفسِه. الدَّينونَةُ تَكمُنُ في رَفضِ النُّور (المَسيح) وتَفضِيلِ الظَّلام (الخَطيئَة). إِذَن، الإِنسانُ مَسؤولٌ عَن مَصيرِهِ: إِمّا أَن يَنجَذِبَ إِلى نُورِ الصَّليبِ أَو يَختارَ البَقاءَ في ظَلامِ الخَطيئَة (الآيات 18–21). خُلاصَةُ القَول: حِوارُ يَسوعَ مَعَ نِيقوديمُس يُظهِرُ أَنَّ الصَّليبَ هُوَ مَكانُ التَّمجيدِ والفِداء، الإِيمانُ أَو الرَّفضُ أَمامَ الصَّليبِ يُحَدِّدُ مَصيرَ الإِنسان. وهَكَذا يَقِفُ كُلُّ إِنسانٍ اليَومَ أَمامَ الخِيارِ ذاتِه: إِمّا أَن يُؤمِنَ بِالمَصلوبِ ويَجِدَ الحَياة، أَو يَرفُضَ النُّورَ ويَحكُمَ على نَفسِه. |
![]() |
|