![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() أن يتجنب الملك كل ما يجعله بعيدًا عن الله. يليق به أن يحمل روح التواضع على خلاف الملوك المحيطين به من الأمم [16-17]. فلا ينشغل بما يحرمه من الحياة التقويَّة المقدَّسة مثل حب المجد الباطل، والملذَّات الجسديَّة، ومحبَّة الغنى. فمن جهة محبَّة المجد الباطل يقول: "ولكن لا يكثر له الخيل، ولا يرد الشعب إلى مصر لكي يكثر الخيل، والرب قد قال لكم: لا تعودوا ترجعون في هذه الطريق أيضًا" [16]. يليق بالملك أن يدرك أن الأمة لم توجد من أجله، بل هو من أجلها، فلا يعمل ما لترفه ومجده الذاتي، بل ما هو لصالح الجماعة. يليق بالملك ألاَّ يرد الشعب إلى العبوديَّة التي خرجوا منها، أي من مصر. فإن هذا الطريق يجب أن يُغلق تمامًا، فيعيش الشعب بروح الحرِّيَّة وليس بروح العبوديَّة. فإن رد الشعب إلى مصر لا يعني مجرَّد إرسال البعض لشراء خيل له، وإنَّما أن تتحوَّل حياة الملك نفسه إلى بلد مستعمر يُسخَّر طاقات الشعب لحسابه، من أجل غناه ومجده الشخصي. كثيرًا ما يميل الإنسان إلى أرض العبوديَّة القديمة، كما اشتهى الشعب العبراني في البريَّة العودة إلى مصر ليأكل الكُرَّات والبصل ويشتم رائحة قدور اللحم. هكذا كثيرًا ما يرتد قلب الإنسان إلى أعمال الإنسان القديم الفاسد عِوض تمتُّعه بأعمال الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه. يليق بالمؤمن ألاَّ يرتد قلبه مع قلب امرأة لوط إلى الوراء لئلاَّ يصير عمود ملح، بل ينفتح أمامه الرجاء في الحياة العتيدة. يقول مع الرسول بولس: "أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ.. أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ" (في 3: 13-14). بهذه النظرة المستقبليَّة المفرحة لا يرتد قلبنا إلى الماضي، فنشتهي أن تعود بنا عقارب الساعة إلى ما مرّ وانتهى، بل نسر بالأيَّام التي عبرت وبنهاية كل عام، متهلِّلين بالحاضر، ومنطلقين نحو المستقبل بروح الفرح المجيد. |
![]() |
|