![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() إننا نلوذ بكِ يا عذراء، لكننا لا نعرفكِ. نعرف تماثيلكِ، صوركِ، تراتيلكِ… لكننا لم نجرؤ بعد أن نقترب من صمتكِ. فالصمت يخيفنا، ونحن لا نُجيد إلا الضجيج. نحتاجكِ أن تصنعي المعجزات… لأننا لا نريد أن نغيّر. نستدعيكِ في المحنة… لا لنتّحد بمسيحكِ، بل لنفلت من الألم. نعلّقكِ على أعناقنا، نُعلّق عليكِ آمالنا، لكننا لا نُصلّي كما صلّيتِ: "ليكن لي حسب قولك." بل نُصلي: "ليكن لي حسب رغبتي." تديُّنُنا الشعبي مليءٌ بكِ، لكنّ قلوبنا… فارغة منكِ. لقد حوّلناكِ إلى صنم عاطفي، لا لأنكِ أردتِ ذلك، بل لأننا نكره الحقيقة. الحقيقة أنكِ كنتِ الوحيدة التي بقيت عند الصليب. الحقيقة أنكِ عرفتِ الله من داخل الجرح، لا من فوق المذبح. الحقيقة أنكِ آمنتِ وسط الغياب، وسكتي حين لم يكن هناك من يجيب. فاغفري لنا، حين طلبنا أن تكوني سحرًا، ولم نطلب أن تكوني طريقًا. حين رفعناكِ من أجل المعجزة، لا من أجل الكلمة التي صرتِ لها رحمًا. حين قدّمنا لكِ قلوبًا مرتجفة، لا قلوبًا طائعة. علمينا الصمت الذي يسكن الألم. علمينا الحبّ الذي لا يطلب، بل يبذل. علمينا أن نحب الله، لا لأنه يُعطي، بل لأنه هو. كما أحببتِ. |
![]() |
|