تتكامل هذه الأعياد الثلاثة معًا بإعلانها عن احتياجنا إلى تقديس الله لعملنا في هذا العالم في كل مراحله، إذ كان اليهود يحتفون بعيد الفصح مع ضربة المنجل الأولى للحصاد علامة بدء العمل، وبعيد البنطقستي حين يتم الحصاد علامة استمرار بركة الرب وسط عملنا، وبعيد المظال في نهاية السنة الزراعيَّة لكي تختم بركة الرب على عملنا في نهاية الطريق. كأن بركة الرب ترافقنا في البداية وخلال العمل وحتى النهاية.
في عيد الفصح يتمتَّع المؤمن بالمصالحة مع الله، وفي عيد الأسابيع يقدِّم المؤمن الشكر لله بالسخاء مع إخوته وشعوره بالمساواة بين المؤمنين، وفي عيد المظال يفرح المؤمن بغربته مشتاقًا نحو الانطلاق إلى السماء. هذه الأعياد الثلاثة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، وهي تُوجِد نوعًا من الاتِّحاد بين الله والإنسان والسماء، هذا الاتِّحاد يولِّد فرحًا جماعيًا وشخصيًا، لن يتحقَّق إلاَّ خلال ذبيحة السيِّد المسيح على الصليب.