رأينا في عيد الفصح رمزًا للسيِّد المسيح الفصح الحقيقي الذي حوَّل حياتنا على الأرض كما إلى السماء، إلى عيد لا ينقطع. نراه فتتهلَّل نفوسنا وينطق كل كياننا بتسبحة الحمل الجديدة.
أمَّا بالنسبة لعيد الأسابيع أو "البنطقستي" فنرى الكنيسة تقيم هذا العيد كل أيَّام تغربها على الأرض، فتقدِّم للآب المسيح البكر، تقدمة الشكر العجيبة التي لحساب كل المؤمنين، وكما يقول الرسول: "الآن قد قام المسيح من الأموات وصار باكورة الراقدين" (1 كو 15: 20).
هذا هو أول وأعظم حصاد، مقبول لدى الآب، وموضع سروره. من يتَّحِدون به يصيرون معه أبكارًا، فيقال عنه: "أنَّهم باكورة أخائيَّة" (1 كو 16: 15). وكما يقول الرسول يعقوب: "شاء فولدنا بكلمة الحق لكي نكون باكورة من خلائقه" (يع 1: 18).
كما يُقال عنهم: "هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب، هؤلاء أُشتروا من بين الناس باكورة لله وللخروف" (رؤ 14: 4). هكذا تبقى الكنيسة البكر في حالة عيدٍ مستمرٍ تقدِّم مسيحها البكر، السنبلة الأولى، تردِّدها في حضرة الآب، تقدمة شكر مقبولة لديه.