
"احترز من أن يكون مع قلبك كلام لئيم، قائلًا:
قد قربت السنة السابعة سنة الإبراء وتسوء عينك بأخيك الفقير ولا تعطيه" [9].
يحذِّرنا من الأفكار الخفيَّة النابعة عن قلبٍ فاسدٍ، فلا يكفي الحذر من التصرُّف الخاطئ فحسب، وإنَّما من الأعماق الفاسدة. أمَّا العين السيئة أو الشرِّيرة هنا فهي ضدّ العين البسيطة التي طوَّبها السيِّد المسيح (مت 6: 22؛ لو 11: 34).
* هذه هي قمَّة الفضيلة، أساس كل وصايا الله، أن يرتبط حب الله بحب القريب (مت 22: 39؛ مر 12: 31؛ لو 10: 27). من يحب الله لا يستخف بأخيه، ولا يحسب المال أفضل من العضو الذي له، بل يظهر له سخاءً عظيمًا، مهتمًا بذاك القائل: "بما أنَّكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم" (مت 25: 40). أنَّه يدرك أن رب الكل يحسب أن ما يُفعل بسخاء للفقير لإراحته قد فعل معه هو. فلا يتطلَّع الشخص إلى مظهر الفقير البسيط بل إلى عظمة ذاك الذي يعد بأن يقبل ما يقدَّم للفقير كأنَّه مقدَّم له.
القديس يوحنا الذهبي الفم