مَن أَتى إِلَيَّ ولَم يُفَضِّلْني على أَبيهِ وأُمِّهِ وامَرأَتِه وبَنيهِ
وإِخوَتِه وأَخواتِه، بل على نَفسِه أَيضاً، لا يَستَطيعُ أَن يكونَ لي تِلميذاً"ولَم يُفَضِّلْني":
تَظهَرُ في الأَصلِ اليونانِيّ كَلِمَة μισεῖ أي "يُبغِض"، والَّتي تُترجَم في سِياقِها إلى "يُحِبُّني أَقلّ". وَقَد حَفِظَ لوقا الإنجيلي العِبارَةَ الأَرامِيَّة الأَصلِيَّة: וְלא יִשְׂנָא אֶת־אָבִיו וְאֶת־אִמּוֹ.
وَالفِعلُ "יִשְׂנָא" لا يُشيرُ إلى الكَراهِيَةِ المُطلَقَة، بل إلى الاسْتياءِ أو الإحباط بَعدَ خَيبَةِ الأَمل. ذلك أنَّ اللُّغَةَ الأَرامِيَّةَ لا تَعرِفُ صِيغَةَ التَّفْضِيل، كما في العَهدِ القَديم (تك 29: 31؛ تث 21: 15-16؛ أش 60: 15).
لِذا استَخدَمَ يَسوع لَفظًا قَويًّا حافِظَ عَلَيه النَّصُّ اليونانِيّ. إذًا، يَسوعُ لا يَدعو إلى الكَراهِيَة بَل إلى تَحريرِ الإنسانِ مِنَ الارتِباطاتِ الأُسَرِيَّةِ المُطلَقَة الّتي قد تُعيقُ تَتَبُّعَ الله.