![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() التَّواضُعُ وَالكِبرياء الكِبرياءُ هُوَ عَكسُ التَّواضُعِ، وَلَهُ أَنماطٌ مُتَعَدِّدَة: 1. المُعجَبُ بِنَفسِهِ: وَهوَ الَّذي يَطلُبُ مَراتِبَ الشَّرَفِ كَما كانَ يَفعَلُ الكَتَبَةُ وَالفِرِّيسِيُّون: "يُحِبُّونَ المَقعَدَ الأَوَّلَ في المآدِب، وَصُدورَ المَجالِسِ في المَجامِع، وَتَلَقِّيَ التَّحيَّاتِ في السَّاحات، وَأَن يَدعُوَهُمُ النّاسُ رابي" (مَتّى 23: 6-7). 2. الحاسِدُ لِلآخَرين: كَما يُحَذِّرُ بُولُسُ الرَّسُول: "لا نُعجَبْ بِأَنفُسِنا وَلا يَتحَدَّ وَلا يَحسُدْ بَعضُنا بَعضًا" (غَلاطِيَّة 5: 26). 3. الوَقِحُ السّاخِرُ، المُتكبِّرُ العَينَين: كَما يَقولُ الأَمثال: "ذو التَّكبُرِ وَالاِنتِفاخِ يُسَمّى ساخِرًا، لأَنَّهُ يَعمَلُ بِتَكبُرٍ زائِد" (أَمثال 21: 24). 4. المُرائي: الَّذي يُمارِسُ الفَضائِلَ لِمُجرَّدِ الظُّهورِ أَمامَ النّاس: "جَميعُ أَعمالِهِم يَعمَلونَها لِيَنظُرَ النّاسُ إِلَيهِم: يُعَرِّضونَ عَصائِبَهُم وَيُطِّيلونَ أَهدابَهُم" (مَتّى 23: 5). 5. المُتكبِّرُ الفِرِّيسِيّ: الَّذي يَثِقُ بِبِرِّهِ المَزعُوم وَيَحتَقِرُ الآخَرين (مَثَلُ الفِرِّيسِيّ وَالعَشّار، لوقا 18: 9-14). فَقَد صَعِدَ الفِرِّيسِيُّ إِلى الهَيكَلِ لا لِيَطلُبَ مِنَ الله، بَل لِيَمدَحَ نَفسَه، بَل أَهانَ العَشّارَ الوَاقِفَ بِجانِبِهِ. أَمّا العَشّارُ فَوَقَفَ بَعيدًا، لَكِنَّهُ اقتَرَبَ مِنَ اللهِ بِانسِحاقِ قَلبِهِ. كَما يَقولُ الكِتاب: "الرَّبُّ تَعالى وَنَظَرَ إِلى المُتَواضِع، أَمّا المُتَكبِّرُ فَيَعرِفُهُ مِن بَعيد" (مَزمور 138: 6). 6. المُتَعجرفُ الرّافِضُ لِلتَّبَعيَّة: الَّذي يَزعُمُ أَنَّهُ نِدٌّ لِله، كَما في تَجرِبَةِ آدَم وَحَواء: "تَصيرانِ كآلِهَةٍ تَعرِفانِ الخَيرَ وَالشَّرّ" (تَكوين 3: 5). فَالكِبرياءُ تُغلِقُ القَلبَ عَلى الله وَتَفتَحُ بابَ السُّقوط. 7. المُستَهلِكُ الرّافِضُ لِلتَّوبيخ: "السّاخِرُ لا يُحِبُّ أَن يُوَبَّخ، وَإِلى الحُكَماءِ لا يَذهَب" (أَمثال 15: 12). نَتائِجُ الكِبرياءِ - تَجعَلُ الإِنسانَ يَتَعدَّى الوَصايا بِلا حَياء (عَدَد 15: 30-31). - تَقودُهُ إِلى الاِستِهزاءِ بِوُعُودِ الله كَما قالَ بُطرُسُ الرَّسُول: "سَيَأتي في آخِرِ الأَيَّامِ قَومٌ مُستَهزِئُونَ… فَيَقولونَ: أَينَ مَوعِدُ مَجيئِهِ؟" (2 بُطرُس 3: 3-4). - تُغلِقُ القَلبَ عَلى نِعمَةِ الله، إِذ: "اللهُ يُكابِرُ المُتَكبِّرين وَيُنعِمُ عَلى المُتَواضِعين" (1 بُطرُس 5: 5). وَيُعَلِّقُ القِدِّيسُ إِسحاقُ السُّرياني قائِلًا: "تَذَكَّر أَخطائَكَ في وَقتِ التَّجرِبَةِ كَي تَخلُصَ مِنَ الكِبرياءِ وَتَكتَسِبَ التَّواضُع. لَكِن لا تَيأَس، بَل صَلِّ لِلهِ بِتَواضُعٍ لِيَغفِرَ خَطاياكَ" (أَحاديث نَسكِيَّة، الجُزء الأَوَّل، 49). الكِبرياءُ عائِقٌ أَمامَ الإِيمان يَسوعُ نَفسُهُ سَأَلَ اليَهود: "كَيْفَ لَكُم أَن تُؤمِنوا وَأَنتُم تَتَلَقَّونَ المَجدَ بَعضُكُم مِن بَعض، وَأَمّا المَجدُ الَّذي يَأتي مِنَ اللهِ وَحدَهُ فَلا تَطلُبون؟" (يُوحَنّا 5: 44). فَالمُتَكبِّرُ أَعمى بِذَنبِهِ، كَما قالَ يَسوعُ لِلفِرِّيسِيِّين: "إِنِّي جِئتُ هذَا العالَمَ لِإِصدَارِ حُكمٍ: أَن يُبصِرَ الَّذينَ لا يُبصِرونَ وَيَعمى الَّذينَ يُبصِرون" (يُوحَنّا 9: 39). وَيُؤَكِّدُ إِسحاقُ السُّرياني أَيضًا: "مَن يَعتَرِفُ بِخَطاياَهُ هُوَ أَعظَمُ مِمَّن يُقيمُ المَوتى بِصَلواتِهِ. وَمَن يَنوحُ ساعَةً عَلى رُوحِهِ هُوَ أَعظَمُ مِمَّن احتَضِنُ العالَمَ بِتَأمُّلِهِ. وَمَن أُعطِيَ لَهُ أَن يَرى حَقيقَةَ نَفسِهِ هُوَ أَعظَمُ مِمَّن أُعطِيَ لَهُ أَن يَرى المَلائِكَة؟ (أَحاديث نَسكِيَّة، 34). إِذَن، الكِبرياءُ هِيَ إِغلاقٌ عَلى النِّعمَةِ وَعَمى رُوحِيّ، بَينَما التَّواضُعُ هُوَ اِنفِتاحٌ عَلى الله. فَالمُتَكبِّرُ يَطلُبُ مَجدًا زائِلًا مِنَ النّاس فَيُرفَض، أَمّا المُتَواضِعُ فَيَنالُ المَجدَ مِنَ اللهِ نَفسِهِ. |
![]() |
|