
06 - 09 - 2025, 03:40 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
العِبارَةُ: "فَادعُ الفُقَراءَ وَالكُسحانَ وَالعُرجانَ وَالعُميان" (لوقا 14: 13) هِيَ نَصيحَةُ يَسوعَ الَّتي تَتَعارَضُ مَعَ العاداتِ الاِجتِماعِيَّة المَألوفَة، إِذِ اعتادَ الأَغنِياءُ أَن يَختاروا جُلساءَهُم مِن طَبَقَتِهِم الاِجتِماعِيَّة.
في المُجتَمَعِ اليَهودِيِّ كانَ هؤُلاءِ المُهمَّشونَ يُقصَونَ عَنِ الشَّعائِرِ الدِّينِيَّةِ بِحَسَبِ بَعضِ نُصوصِ التَّلمودِ المُتَأَخِّرَة، بَل إِنَّ شَريعَةَ موسى مَنَعَت بَعضَهُم مِنَ الخِدمَةِ الكَهنُوتِيَّة.
لَكِنَّ دَعوَةَ الإِنجيلِ هِيَ اِنفِتاحٌ عَلى الجَميعِ بلا استِثناء: بلا تَمييزٍ طَبَقيٍّ أَو اجتِماعِيّ (لوقا 14: 12-14)، بلا تَمييزٍ عِرقِيّ: «فَلا فَرقَ بَينَ اليَهودِيِّ وَاليُونانِيّ» (رومَا 10: 12). بلا استِبعادٍ لِلخُطاة، كَما في استِقبالِ يَسوعَ لِلمَرأَةِ الخاطِئَة (لوقا 7: 36-50).
يُقَدِّمُ العَلامَةُ أُوريجانوس بُعدًا رَمزِيًّا لِهذَا النَّصّ، فَيَرى أَنَّ الوَليمَةَ هِيَ المائِدَةُ الرُّوحِيَّة: الفُقَراءُ: الجُهَلاءُ الَّذينَ تَنقُصُهُمُ الحِكمَة، فَنُقَدِّمُ لَهُمُ المَسيحَ الَّذي يُغنِي الكُلّ. الكُسحانُ: الَّذينَ يُقاوِمونَ ضَميرَهُمُ الدّاخِلِيَّ، فَيَحتاجونَ إِلى شِفاءٍ داخِلِيّ. العُرجانُ: الَّذينَ ضَلّوا عَن دَربِ الحَقّ، فَيَحتاجونَ إِلى هِدايَةِ الطَّريقِ المُستَقيم. العُميانُ: الَّذينَ يَفتَقِرونَ إِلى البَصيرَةِ الرُّوحِيَّة، فَيَحتاجونَ إِلى نورِ المَسيحِ الحَقيقيّ. هؤُلاءِ جَميعًا لا يَملِكونَ ما يُكافِئونَنا بِهِ، لَكِن حُضورَهُم عَلى مائِدَتِنا هُوَ لِقاءٌ مَعَ المَسيحِ نَفسِهِ، المَملوءِ حُبًّا. إِكرامُ الفُقَراءِ لَهُ مُكافَأَتُهُ العُظمى، لأَنَّ المَسيحَ يَضَعُ نَفسَهُ في مَكانِ كُلِّ فَقيرٍ وَمُحتاج،
|