حاور ذاتك وتعامل معها كتعاملك مع الطفل الصغير، فأنتَ تسامح الطفل على هفواته وأخطائه، وتحتويه مهما فعل، وتسعى جاهداً إلى تجاوز عثراته، وتمضي قدماً إلى تعليمه الأشياء الجميلة الإيجابية المفيدة؛ وكذلك عليكَ أن تحاورنفسك بحبٍّ وهدوء، مبتعداً عن التأنيب والجلد والتوبيخ.
النفس كالطفل، فإن أُسيء معاملتها؛ نفرت منك، ولن تطيعك في أيِّ أمر؛ لأنَّها تحتاج إلى الحريَّة، فلا تكبتها، بل تعامل معها بمنتهى الرقي والشفافية والاحتواء، وعندها ستصبح في حالة تناغمٍ رائعةٍ معها.
تستطيع أن تقول لنفسك خلال حوارك معها: "أنا أحبُّك يا نفسي، وأنا أعتذر منك على ما فعلته في الفترة الماضية، فأنتِ أمانةٌ لدي، وعليَّ أن أصونك، وأُريدك أن تعلمي أنَّ العيب لا يكمن في الخطأ، بل في الاستمرار به دون التعلُّم منه؛ لذلك دعينا ننطلق من جديدٍ وننسى ما سبق، فكلينا يحبُّ بعضه الآخر، وكلينا يملك قلباً صافياً نقياً".