
05 - 09 - 2025, 03:47 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|

"فمَن رفَعَ نَفْسَه وُضِع، ومَن وَضَعَ نَفْسَه رُفِع"
"وَمَن وَضَعَ نَفسَه رُفِع" هُوَ مَبدَأُ التَّواضُعِ القائِمُ عَلى خُروجِ الإِنسانِ مِن ذاتِهِ، مُوَجِّهًا نَظَرَهُ إِلى اللهِ وَعَظمَتِهِ، مُدرِكًا مَحدودِيَّتَهُ. وَهُوَ مَبدَأٌ أَعلَنَ عَنهُ حِزقيال: "يُرفَعُ الوَضيعُ وَيُوضَعُ الرَّفيع" (حِزقيال 21: 31). وَأَعظَمُ مِثالٍ لِلتَّواضُعِ هُوَ المَسيحُ نَفسُهُ: "تَجرَّدَ مِن ذاتِهِ مُتَّخِذًا صُورَةَ العَبد… فَوَضَعَ نَفسَهُ وَأَطاعَ حتَّى المَوت… لِذلِك رَفَعَهُ اللهُ إِلى العُلى" (فيلبِّي 2: 7-9). لَقَد كانَ الصَّليبُ عَرشَ يَسوعَ الَّذي مِنهُ ارتَفَع.
وَهُوَ يَشرَحُ هذَا المَبدَأَ عَمَلِيًّا بِقولِهِ: "فَمَن وَضَعَ نَفسَهُ وَصارَ مِثلَ هذَا الطِّفلِ، فَذاكَ هُوَ الأَكبَرُ في مَلكوتِ السَّماوات" (مَتّى 18: 4). وَهذَا ما أَنشَدَتهُ مَريمُ العَذراءُ في تَسبِيحَتِها: "حَطَّ الأَقوِياءَ عَنِ العُروشِ وَرَفَعَ الوُضعاء" (لوقا 1: 52).
|