![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() سَلامُ المسيح يَختلِفُ عن سَلامِ العالَم إِنَّ سَلَامَ يَسُوعَ المَسِيحِ يَخْتَلِفُ كُلِّيًّا عَنِ السَّلَامِ الَّذِي يُمْنَحُهُ العَالَمُ. فَسَلَامُ العَالَمِ غَالِبًا مَا يَكُونُ قَائِمًا عَلَى العُنْفِ، وَالحَرْبِ، وَفَرْضِ السَّيْطَرَةِ. لَقَدْ طَلَبْنَا السَّلَامَ مِنْ صُنَّاعِ القَرَارِ الدُّوَلِيِّ، فَصَدَّرُوا لَنَا الحُرُوبَ وَالمَآسِي. طَلَبْنَا مِنَ المُجْتَمَعِ الدُّوَلِيِّ أَنْ يَرْفَعَ الظُّلْمَ عَنَّا، وَأَنْ يُمْنِحَنَا ضَمَانَاتٍ لِلْحَيَاةِ بِكَرَامَةٍ، فَازْدَادَ قَلَقُنَا وَاضْطِرَابُنَا. يُقَالُ إِنَّ عَدَدَ اتِّفَاقِيَّاتِ السَّلَامِ فِي العَالَمِ، مِنْ سَنَةِ 2400 ق.م. حَتَّى اليَوْمِ، بَلَغَ ١٣٤ اتِّفَاقِيَّةً! فَأَيْنَ هُوَ السَّلَامُ؟ إِذَا ظَنَنَّا أَنَّ السَّلَامَ الحَقِيقِيَّ يُمْكِنُ أَنْ يُمْنَحَهُ البَشَرُ، فَسَنُصَابُ بِالخَيْبَةِ. سَلَامُ العَالَمِ كَثِيرًا مَا يُنْتِجُ أَعْمَالَ الجَسَدِ، كَمَا يَقُولُ بُولُسُ الرَّسُولُ:"الزِّنَى، وَالدَّعَارَةُ، وَالفُجُورُ، وَعِبَادَةُ الأَوْثَانِ، وَالسِّحْرُ، وَالعَدَاوَاتُ، وَالخِصَامُ، وَالحَسَدُ، وَالسُّخْطُ، وَالمُنَازَعَاتُ، وَالشِّقَاقُ، وَالتَّشَيُّعُ، وَالسُّكْرُ، وَالقَصْفُ". (غَلاطِيَّة 5: 19–21). سَلَامُ العَالَمِ مُؤَقَّتٌ، هَشٌّ، يَتَغَيَّرُ حَسَبَ المَصَالِحِ وَالمُسَاوَمَاتِ. سَلَامُ المَسِيحِ: خِبْرَةٌ رُوحِيَّةٌ وَحُضُورٌ إِلَهِيٌّ. سَلَامُ المَسِيحِ هُوَ لَيْسَ فِكْرَةً مُجَرَّدَةً، وَلَا نَتِيجَةً لِمُبَادَرَاتٍ إِنْسَانِيَّةٍ أَوِ اِجْتِمَاعِيَّةٍ، بَلْ يَنْشَأُ مِنْ خِبْرَةِ العَيْشِ فِي مَحَبَّةِ المَسِيحِ، وَحِفْظِ وَصَايَاهُ. السَّلَامُ الإِنْجِيلِيُّ لَا يُسْتَوْرَدُ، وَلَا يُشْتَرَى، وَلَا يُبَاعُ. إِنَّهُ سَلَامٌ يَنْبُعُ مِنْ حُضُورِ اللهِ فِي القَلْبِ، وَمِنْ عَمَلِ الرُّوحِ القُدُسِ. إِنَّهُ سَلَامُ المَحَبَّةِ، َالتَّضْحِيَةِ، وَالوَدَاعَةِ، وَالعَدَالَةِ، وَالكَرَامَةِ الإِنْسَانِيَّةِ. سَلَامُ المَسِيحِ يُبَدِّلُ دَاخِلَ التَّلَامِيذِ، وَيُحَوِّلُ العَالَمَ إِلَى وَاحَةِ سَلَامٍ حَقِيقِيٍّ، وَيُرَافِقُ الكَنِيسَةَ المُنْطَلِقَةَ فِي وَسَطِ عَالَمٍ يَرْفُضُهَا وَيُضْطَهِدُهَا. الكَنِيسَةُ، وَهِيَ تَزْرَعُ قِيَمَ الإِنْجِيلِ، تُنْتِجُ ثِمَارَ الرُّوحِ القُدُسِ، وَتُعْلِنُ أَنَّ السَّلَامَ مُمْكِنٌ فَقَطْ حَيْثُ يُوجَدُ اللهُ. كَمَا يَقُولُ صَاحِبُ المَزَامِيرِ: "الرَّبُّ يُبَارِكُ بِالسَّلَامِ شَعْبَهُ" (مَزْمُور 29: 11). هٰذَا السَّلَامُ هُوَ عَطِيَّةٌ مَجَّانِيَّةٌ، مِنَ النِّعَمِ المَسِيحَانِيَّةِ الَّتِي أَنْبَأَ بِهَا الأَنْبِيَاءُ: إِشَعْيَا: "وَيُدْعَى اسْمُهُ... رَئِيسَ السَّلَامِ" (إِشَعْيَا 9: 5)، حِزْقِيَال (34: 25)، مِيخَا (5: 4)، زَكَرِيَّا (9: 10). وَقَدْ صَارَ هٰذَا السَّلَامُ مُمْكِنًا عَبْرَ طَاعَةِ الإِبْنِ لِلآبِ، وَتَحْقِيقِهِ الخَلَاصَ، رَغْمَ مُقَاوَمَةِ "سَيِّدِ هٰذَا العَالَمِ" – إِبْلِيسَ. سَلَامُ يَسُوعَ يُبْعِدُ كُلَّ خَوْفٍ وَاضْطِرَابٍ. وَكَمَا يَقُولُ القِدِّيسُ الرَّاهِبُ الكَبُّوشِيُّ بِيُّو:"الاضْطِرَابُ لَا يَكُونُ أَبَدًا مِنَ اللهِ، بَلْ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَكَوْنُ اللهِ هُوَ رُوحُ سَلَامٍ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يُعْطِي سِوَى الصَّفَاءِ". وَمَنْ يَطْلُبُ السَّلَامَ مِنَ اللهِ، يَنَالُ ثِمَارَهُ كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ: "المَحَبَّةُ، وَالفَرَحُ، وَالسَّلَامُ، وَالصَّبْرُ، وَاللُّطْفُ، وَكَرَمُ الأَخْلَاقِ، وَالإِيمَانُ، وَالوَدَاعَةُ، وَالعَفَافُ" (غَلاطِيَّة 5: 22–23)). بِاخْتِصَارٍ: سَلَامُ العَالَمِ يُخَدِّرُ، بَيْنَمَا سَلَامُ المَسِيحِ يُحْيِي. سَلَامُ العَالَمِ يُبَاعُ، وَسَلَامُ المَسِيحِ يُعْطَى مَجَّانًا. سَلَامُ المَسِيحِ يُقِيمُ فِي القَلْبِ المُؤْمِنِ، وَيَحْفَظُهُ فِي القَدَاسَةِ وَالبِرِّ. فَلْيَكُنْ رَجَاؤُنَا فِي يَسُوعَ، لَا فِي مُعَاهَدَاتِ البَشَرِ، وَفِي مَلَكُوتِ اللهِ، لَا فِي تَحَالُفَاتِ الأَرْضِ.هُوَ سَلَامُنَا. هُوَ رَجَاؤُنَا. هُوَ رَبُّنَا. |
![]() |
|