![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() عمل المسيح الخلاصي لم يتوقَّف. وهـو جَلَس عـن يمـين الآب بجراحـات الصليب في جسمه المُمجَّد، صائراً رئيس كهنة فريداً: «لَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَـلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَـرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا» (عب 9: 12). من هنا «إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ فَلَنَا شَفِيعٌ عِنْدَ الآبِ، يَسُوعُ الْمَسِيحُ الْبَارُّ. وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضاً» (1يو 2: 2،1). ويحضرنا في هذا المجال ما قاله الرب لتلاميذه وهو عالمٌ أنَّ ساعته قد جاءت، وكانت ليلة الصليب، وقـد انتهى الرب مـن عشاء الفصح، ورَسَمَ سرَّ الشكر؛ إذ بعدها خَلَعَ ثيابه وأَخَذَ منشفة وجلس على الأرض وابتدأ يغسل أرجُل تلاميذه. فلما جـاء إلى بطرس، تمنَّع وهَاله أن يغسل الرب رجليه. فلما قال لـه الـرب: «إِنْ كُنْتُ لاَ أَغْسِلُكَ فَلَيْسَ لَـكَ مَعِي نَصِيبٌ». فقـال بطـرس: «يَـا سَيِّدُ، لَيْسَ رِجْلَيَّ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً يَدَيَّ وَرَأْسِي»، فـردَّ عليه الـرب: «الَّذِي قَـدِ اغْتَسَلَ لَيْسَ لَهُ حَاجَـةٌ إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ، بَلْ هُـوَ طَاهِرٌ كُلُّهُ. وَأَنْتُمْ طَاهِرُونَ وَلكِنْ لَيْسَ كُلُّكُمْ» (يو 13: 1-10). فهنا أحـد عشر تلميذاً (طاهرون) في جانب، وواحد فقط على الجانب الآخر (غير طاهر). أي أنَّ المؤمن الذي اغتسل (أي آمن وتاب واعتمد) هو طاهرٌ وقد انتقل مـن الموت إلى الحياة، وصار ابناً لله والخطية بالنسبة له هي كالتلوُّث بغُبار الطريق وهو يسير في هـذا العالم، وليس له حاجة «إِلاَّ إِلَى غَسْلِ رِجْلَيْهِ»، أي التوبة للتخلُّص مِمَّا عَلَق به. ودم يسوع المسيح الشفيع (الكفَّاري) الدائم يُطهِّر من كل خطية ويكفل الغفران إلى النهاية. |
![]() |
|