رد السيِّد المسيح الآية [4] للرد على الشيطان عندما طلب منه أن يحول الحجارة إلا خبز (مت 4: 3-4).
في وسط البرية لم يغير الشعب طعامه، بل كان يأكل أشبه بوجبةٍ واحدةٍ في الصباح والظهيرة والمساء، ودامت كل هذه السنوات، ولم يستبدل الرجال أو النساء أو الأطفال ثيابهم، وسار الكل في طريق قفر جاف، لكنه كان يشبعهم بعنايته الفائقة. هذا كله ليؤكد أن شبعنا الحقيقي وسعادتنا ليست في الأكل والشرب والملابس والزينة والحياة المترفة، بل في الدخول إلى حب الله والتمتع بأبوته الفائقة.
وكما يوصينا السيِّد المسيح: "اطْلُبُوا.. مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (مت 6: 33). وكما أوصى تلاميذه: "لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادكم بما تلبسون. أليست الحياة أفضل من الطعام؟! والجسد أفضل من اللباس؟!" (مت 6: 25).
وقال لرسله: "حين أرسلتكم بلا كيس ولا مزود ولا أحذية هل أعوزكم شيء؟!" (لو 22: 35).
بالنسبة للمؤمن فالطريق وإن كان قفرًا لكنه آمن ولن يؤذي قدميه، إذ قيل: "أرجل أتقيائه يحرس" (1 صم 2: 9)، كما قيل عن الأشرار: "أما طريق الغادرين فأوعر" (أم 13: 15).