"جميع الوصايا التي أنا أوصيكم بها تحفظون لتعملوها، لكي تحيوا، وتكثروا، وتدخلوا، وتمتلكوا الأرض التي أقسم الرب لآبائكم. وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر، لكي يذلّك ويجربك، ليعرف ما في قلبك أتحفظ وصاياه أم لا" [1-2].
واضح أن موضوع "الطاعة" أو التمتع بوصية الرب هو غاية الأربعين سنة في وسط البرية. فإن كانت هذه السنوات تُشير إلى حياتنا الزمنية، التي هي أشبه برحلة مستمرة خلالها نعبر من أرض العبودية لندخل كنعان السماوية، يليق بنا أن نركز على كلمة الله، ونتمتع بوصيته، ونجاهد بروحه القدوس لنمارس الطاعة لها. وذلك باتحادنا بالكلمة المتجسد الذي وهو الابن "تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8). باتحادنا به ننعم بالكلمة، وننال شرف الشركة معه في طبيعته، أي شرف الطاعة الكاملة لله الآب.