ففيها تمّم الروح “عظائم الله“:
“تعظّم نفسي الرب، لأنّ القدير صنع بيَ العظائم”، كما سيتممها في المسيح وفي الكنيسة، هيّأها لتكون أم القدوس، فعصمها بالقدرة الإلهية من الخطيئة الأصلية؛ بقوة الروح القدس العذراء تحبل وتلد إبن الله؛ وبقوة هذا الروح وبإيمانها أصبحت العذراء أماً وظلت عذراء؛ إبن الله يصبح الآن إبن العذراء، ولذا تسمّى مريم “العليقة المتقدة” التي لا تحترق؛ بقوة الروح القدس الذي ملأها جعلت الكلمة منظوراً في تواضع جسدها، وأظهرته للرعاة الفقراء وللمجوس ممثلي الأمم، ثم لسواهم.
وهكذا بواسطة مريم راح الروح القدس يُدخل البشر في شركة مع المسيح. هو الروح القدوس جعل مريم “المرأة“، حواء الجديدة، أمّ الحياة؛ وبالتالي أمّ المسيح الكلي، أي الكنيسة بكل مؤمنيها ومؤمناتها، المتمثلين بشخص يوحنا: “يا أمرأة، هذا ابنك! ويا يوحنا هذه أمك” (يو26:19و27).
وبهذه الصفة، كانت حاضرة مع الإثني عشر في الصلاة عند حلول الروح القدس، يوم العنصرة، وهو يوم ظهور الكنيسة (كتاب التعليم المسيحي، 721-726).