النبيّ ميخا لا يُعرف شيء عن حياة هذا النبيّ، ولا كيف دعاه الله، لكنّه آمن بدعوته وعاش وسط أيّام مليئة بالشرّ. كما وبَّخَ شعب الله بكلّ شجاعة، ووجّه رسالته إلى جميع فئات الشعب: إلى التجّار الغشاشين ومغتصبي الأراضي الجشعين، وإلى الحكّام والقضاة، وإلى الكهنة والأنبياء الكذبة. فاستمدّ ميخا قوَّته من الروح القدس، مواجِهًا كلّ هؤلاء، منذرًا بدينونة الله: «لٰكِنِّي ٱمتَلأتُ قُوَّةً، (بِرُوحِ الرَّبّ) وحَقًّا وبأسًا، لأُخبِرَ يَعْقوبَ بِمَعصِيَتِه، وإِسرائيلَ بِخَطيئَتِه» (ميخا 3: 8).
كما ختمَ نبوءته بصورة معبّرًا من خلالها عن جوهر الله الكلّي الرحمة والرأفة: «مَن هو إِلٰهٌ مِثلُكَ حامِلٌ لِلآثام، وصافِحٌ عنِ المَعاصي لِبَقِيَّةِ ميراثِه، لا يُشَدِّدُ غَضَبَه لِلأَبَد لأَنَّه يُحِبُّ الرَّحمَة. سيَعودُ فيَرأفُ بِنا ويَدوسُ آثامَنا، وتَطرَحُ في أَعْماقِ البَحرِ، جَميعَ خَطاياهم» (ميخا 7: 18، 19).
لِنُصَلِّ مع هذا النبيّ، ونحن نُردِّدُ معه: «قد بَيَّنَ لَكَ أَيُّها الإِنسانُ ما هو صالِح، وما يَطلُبُ مِنكَ الرَّبّ. إِنَّما هو أَن تُجرِيَ الحُكْمَ وتُحِبَّ الرَّحمَة، وتَسيرَ بِتَواضُعٍ مع إِلٰهِكَ» (ميخا 6: 8).
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 22 - 08 - 2025 الساعة 12:49 PM