مار الياس الحيّ أو النبيّ إيليّا مدافع غيور عن الإيمان الحقّ،
ومثال مواجهة الظلم والشهادة الحقّ لله من دون خوف أو تهاون. ما حكايته؟ وكيف نتسلّح بالغيرة على مثاله على مجد الربّ الأزليّ؟
«كان النبيّ إيليّا بغيرته الناريّة، وما زال حتّى يومنا هذا، بطل إيمان ومصدر إلهام لكثير من الأجيال. فقد لقِّبَ بـ"المنتقم الغيور"، لأنّه "لبس الانتقام كثياب، واكتسى بالغيرة كعباءة" (أش 59: 17)».
«أمّا الأمور التي فعلها مُظهِرًا من خلالها غيرته لله، فهي: وقف بوجه الملك آحاب الظالم وزوجته إيزابيل، وجاهر بإيمانه بالله علنًا، وحبس المطر عن الشعب لفترة 3 سنوات ونصف السنة، وصلّى فنزلت نار من السماء وأحرقت الثور، وقتل كهنة البعل الأربعمئة والخمسين، وكثّر الدقيق والزيت، وأقام ابن أرملة صرفة صيدا، وطلب من الله أن تمطر فأمطرت، وردّ الشعب إلى عبادة الله، وزهد في حياته متعطّشًا للقاء الله».
«على الرغم من صلابته وعدم خوفه من قول الحقّ، حين هدّدته إيزابيل الملكة الوثنيّة بالقتل، خاف من حقدها وهرب منها يائسًا، وتمنّى لنفسه الموت لأنّه لم يكن كاملًا، بل شعر بالضعف البشريّ وفقد الأمل بالحياة، رغم حبّه للربّ وغيرته عليه».
«من الطبيعيّ، أن يشتهي الإنسان اليائس الموت في لحظات ضعفه، وهذا ما اختبره إيليّا النبيّ؛ فالله بنظره رحيم وأرحم ممّا عرفه من ضيقات. فأرسل الله إليه ملاكًا شدّده واهتمّ به طوال ثلاثة أيّام وأعطاه الكعك والماء».