وشدّد ككّوني على فكرة صبر الله في انتظارِ توبةِ الخطأة، موضحًا: «لم ييأسِ الله من توبة أهلِ نينوى، المدينة الوثنيّة الشريرة التي لا تعرف يمينها من شمالها. ولم ييأس من يونان المقاوِم لإرادة إلهه، المتمسِّك بكلمته على حسابِ خلاص الإنسان. ولم ييأس من ركّاب السفينة الذين يعبدون آلهةً كثيرة».
وقال ككّوني إنّ سفر يونان يمكن أن نسمّيه قصّة نجاحِ عملِ الله. وشرح: «فالله أبٌ حنون لا يتخلّى عن أحبّائه مهما أخطأوا، ولنتذكَّر مَثَلَ الابنِ الضالّ، ونتأمّل في مشهد عودته، وكيف استقبَله أبوه وقَبِلَهُ غافِرًا ذنبه. هكذا يقبلنا الله ويغفر ذنوبنا حين نعود إليه تائبين».
صَبرَ الله على يونان العاصي، ولم يسمح بهلاكه، كما لم يسمح بهلاك ركّاب السفينة، ولا بهلاك النينويّين، بل قادهم جميعًا إلى التوبة والخلاص. يدعونا هذا الصبر إلى تأمّلٍ أعمق في بحث الله عن الإنسان، ونجاحه في وِجدانه دائمًا. وهذا النجاح يُعطينا شعورًا بالاطمئنان، ويجعلنا واثقين بأنّ الله سيُعيدنا إلى أحضانه مهما أخطأنا، كما أعاد هؤلاء.