![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
![]() لماذا تمسَّك الله باختياره يونان ليُرسِله لإنذار أهل نينوى؟ أليس هناك أيّ شخص آخَر سوى هذا الهارب العاصي المتمسِّك بكلمته؟ لماذا يونان المُخالِف لمشيئتك اللّهُمَّ وأنت القادر على أن تقيمَ من الحجارة أولادًا لإبراهيم؟ يُجيب الأب ميلان ككّوني، وهو كاهن في إيبارشيّة أربيل الكلدانيّة يتابع دراسته العليا بالجامعة الكاثوليكيّة الأميركيّة في واشنطن، عن هذا التساؤل، مُبيّنًا في حديث لـ«آسي مينا» أنّ أفكار الله ليست كأفكار البشر، «فالله يصبر على عناد يونان وعصيانه، حتّى يُصلِحَه ويُقنِعه ويُفهِمه الطريق الصحيح، ويُقِيْمَه نبيًّا عظيمًا». رمزٌ لموت المسيح وقيامته أفاضَ الله نعمته على يونان التائب «فجعَله رمزًا له في الموت والقيامة، وجعَل له سِفْرًا في الكتاب المقدّس يحمل اسمه، وأقام له في كنيسته ذِكْرًا أبديًّا، وتراتيل ومَدائِح في تمجيده، بعد أن كان عاصيًا»، وفق ما شرح ككّوني. وتابع: «يتجلّى طولُ أناةِ الله أيضًا في متابعته مسيرة يونان الهارب، حتى أدركَ ما جَلَبَه من شرٍّ على ركّاب السفينة فكادت العاصفة تُغرقها، فاعترف بعصيانه إلهه، وفي محاولةٍ يائسة لتهدئة العاصفة، دعا البحّارة إلى إلقائه في البحر». لم يتخلَّ الله عن يونان في خلال ثلاثة أيّامٍ قضاها في جوف الحوت، «فأصغى إلى صلواته حين صرخ "مِنْ جَوْفِ الْهَاوِيَةِ"، ورافَقَه حتى أدرَك أنّ الله يسمع صوتَه ولن يهمله إن عاد تائبًا»، بحسب ما بيَّنَ ككّوني. وأردف: «أظهر الله أيضًا طول أناةٍ تجاه أهل نينوى، فلم يأخذْهم بأخطائهم فجأةً، بل أعطاهم مهلة الأربعين يومًا زمانًا للتوبة». |
![]() |
|