منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 08 - 2025, 01:24 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,351,589

في قلب العراق، ووسط سنواتٍ مثقلة بالوجع واليُتم والتشرّد، وُلد رجل جعل من نفسه أبًا لعشرات الأطفال الذين فقدوا دفء الأسرة، إنه هشام حسن هليل الذهبي، الملقب بـ"أبو الأيتام" و"صانع الأمل". نشأ هشام في مدينة الثورة ببغداد (الصدر حاليًا)، ليكبر وهو يحمل همّ الطفولة المكسورة في بلاده، وليجعل من علم النفس سلاحًا ومن قلبه بيتًا ومن إنسانيته جناحين يحمي بهما الصغار.
عام 2004، اتخذ الذهبي القرار الذي غيّر مجرى حياته وحياة المئات: أن يفتح بيته الخاص ليحتضن أطفال الشوارع.
لم يكن مجرد مأوى، بل كان وطنًا صغيرًا يعيد إليهم معنى الأمان. لم يكتف بتوفير الطعام والتعليم، بل قدّم لهم العلاج النفسي، واكتشف فيهم المواهب، ونمّى فيهم الإبداع، فأثمرت رعايته عن فنانين ومبدعين صغار صاروا رسائل حيّة تقول: "هؤلاء ضحايا، لا جناة". ومن هنا وُلد مشروعه الأوسع، البيت العراقي للإبداع، الذي صار حاضنة لمئات الأطفال المشردين والأيتام.
كبر الحلم شيئًا فشيئًا حتى جاء العام 2017، حين وقف هشام على مسرح "صناع الأمل" في دبي، متوَّجًا من قبل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ومنذ تلك اللحظة، تحوّل "أبو الأيتام" إلى رمز عالمي للعطاء، حيث قال عبارته التي لا تزال تتردّد: "صناعة الأمل هي أصدق تعبير عن جوهر العطاء، وكل جهد نبذله الآن لمساعدة طفل مشرد أو فقير سيحدث فرقًا في المستقبل."
بفضل الجائزة، تحققت أمنيته ببناء "أجمل بيت في العراق"، بيت يضم عشرات الأطفال الذين ينامون في دفء لا يعرفونه من قبل، ويستيقظون على مستقبل يستحقونه. لكن العطاء عند هشام لم يتوقف عند الأيتام فقط، فقد وسّع مبادراته لتشمل دعم الفتيات اليتيمات، وتقديم الكفالات الدراسية لهن، بل وافتتح دارًا لكبار السن يديرها شباب كانوا يومًا من أطفاله الصغار، تحت شعار إنساني عميق: "جدو بخدمتك".
رحلة الذهبي لم تبقَ حبيسة بغداد، بل امتدت إلى مدن أخرى كبابل والبصرة والموصل، حيث أسس فروعًا جديدة لبيوته الإنسانية، مؤويًا نحو 750 طفلاً. كما ابتكر مشروعًا شبابيًا باسم "باب بغداد"، أتاح لعشرات الأيتام فرصة العمل الشريف وإدارة مطاعم صغيرة تعيلهم بكرامة، ليثبت أن الأمل حين يُزرع في الصغر، يثمر قوة في الكبر.
يحمل هشام الذهبي اليوم ألقابًا كثيرة، لكن أحبها إلى قلبه هو "صانع الأمل". فهو يرى أن العطاء رحلة لا تنتهي، وأن كل يد تمتد لتحتضن طفلاً أو شيخًا بلا مأوى، إنما تصنع حياة كاملة. وكما كتب في أحد كتبه: "هؤلاء جعلوني إنسانًا". لقد جعلوا منه إنسانًا استثنائيًا، وجعل هو من وجعهم حكايةً مُلهمة تضيء دروب الإنسانية.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ساعتها بس هتقدر وجعهم
أصل الوجع وجعهم هم
خمسة أقوال مُلهمة عن قوة آلام يسوع وجمالها غيّرت العالم
أن تكونَ الحياةُ حكايةً
13 امرأة مُلهمة لا تعرفهن


الساعة الآن 06:10 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025