منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 19 - 08 - 2025, 04:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,358,530

ماذا تعني كلمة "التسامح والنسيان" من منظور الكتاب المقدس


ماذا تعني كلمة "التسامح والنسيان" من منظور الكتاب المقدس
عبارة "اغفر وانسَ" شائعةٌ في نقاشاتنا حول المغفرة، ولكن من المهم فهم معناها الحقيقي من منظور الكتاب المقدس. قد يؤدي هذا القول الشائع أحيانًا إلى سوء فهمٍ لطبيعة المغفرة وواقع الذاكرة البشرية.

أولًا، لنكن واضحين: لا يوجد في الكتاب المقدس أمرٌ صريحٌ لنا بـ "اغفر وانسَ" بهذه الكلمات تحديدًا. لكن الكتاب المقدس يتحدث بإسهاب عن المغفرة ومعاملة الله لخطايانا بعد غفرانها. يخبرنا النبي إرميا أن الله يقول: "لأني سأغفر إثمهم ولن أذكر خطاياهم بعد" (إرميا ٣١: ٣٤). وبالمثل، نقرأ في عبرانيين ٨: ١٢: "لأني سأغفر إثمهم ولن أذكر خطاياهم بعد".

قد تبدو هذه الآيات وكأنها توحي بأن النسيان جزءٌ من المغفرة، ولكن يجب علينا تفسيرها بعناية. عندما يتحدث الكتاب المقدس عن الله "لن يتذكر الخطايا بعد"، فهذا لا يعني أن الله، العليم بكل شيء، ينسى حرفيًا. بل يعني أن الله يختار ألا يحمل خطايانا الماضية علينا أو يسمح لها بالتأثير على علاقته بنا. هذا هو جوهر الغفران الحقيقي - ليس محو الذاكرة، بل اختيار عدم السماح لإساءات الماضي بالتأثير على أفعالنا ومواقفنا الحالية.

بالنسبة لنا كبشر، بعقولنا المحدودة وغير الكاملة، من المستحيل ببساطة أن ننسى التجارب المؤلمة عمدًا. فالأحداث المؤلمة والخيانات والجروح العميقة تترك آثارًا في ذاكرتنا لا نستطيع محوها ببساطة. إن محاولة القيام بذلك قد تكون ضارة، وقد تؤدي إلى إنكار الألم الحقيقي وعرقلة عملية الشفاء.

فماذا يعني "المسامحة والنسيان" من منظور الكتاب المقدس؟ يعني أنه عندما نسامح، فإننا نتخذ قرارًا واعيًا، بمعونة الله، بما يلي:


أطلق سراح الجاني من الدين الذي يدين لنا به بسبب مخالفاتهم.
اختر ألا تسعى للانتقام أو تأوي المرارة.
الامتناع عن ذكر الجرائم السابقة باستمرار أو استخدامها كأسلحة.
السماح بإمكانية الترميم والمصالحة، حيثما كان ذلك مناسباً وآمناً.
يتماشى هذا الفهم مع ما نراه في الكتاب المقدس. على سبيل المثال، عندما غفر يوسف لإخوته الذين باعوه للعبودية، لم ينس ما فعلوه. تذكره بوضوح، لكنه اختار أن يعاملهم بلطف ولا يسعى للانتقام (تكوين ٥٠: ١٥-٢١).


من الضروري أيضًا أن نفهم أن الغفران لا يعني دائمًا المصالحة أو استعادة الثقة. خاصةً في حالات الإساءة أو السلوك المؤذي المستمر، فإن الحفاظ على الحدود وإعطاء الأولوية للسلامة أمرٌ مهمٌّ ومدعومٌ كتابيًا. الغفران يعني تحرير أنفسنا من عبء الاستياء وتسليم العدالة لله، وليس تعريض أنفسنا للأذى.


تذكر الألم الماضي يمكن أن يخدم أغراضًا مهمة. يمكن أن يساعدنا على التعلم من التجارب ، واتخاذ قرارات حكيمة حول العلاقات ، وحتى التعاطف مع الآخرين الذين يكافحون من أجل المغفرة. المفتاح هو أن نتذكر دون السماح لتلك الذكريات لتغذية الاستياء المستمر أو الرغبة في الانتقام.

بينما نسعى جاهدين للمغفرة كما غفر لنا المسيح، فلنتذكر كلمات البابا فرنسيس: "المغفرة هي الشرط الأساسي لمصالحة أبناء الله مع أبيهم ومصالحة البشر مع بعضهم البعض". فلنحتضن هذه المغفرة الإلهية، ونسمح لها بتغيير قلوبنا وعلاقاتنا، حتى ونحن نعترف بصدق بحقائق تجاربنا وذكرياتنا الإنسانية(Hoffman, 2018; Stanley et al., 2013).
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كلمة "تشققت" في العبرية تعني "ارتعبت" في الكتاب المقدس
"عدلام"كلمة عبرية تعني "ملجأ" في الكتاب المقدس
كلمة "داود" تعني "حبًا" أو "محبوبًا" في الكتاب المقدس
"جت" كلمة عبرية تعني "معصرة"" في الكتاب المقدس
كلمة "حام" تعني "حامٍ" أو "ساخن" في الكتاب المقدس


الساعة الآن 08:05 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025