“أحنى رأسه وأسلم الرّوح”. بـهذه الكلمات يصف القدّيس يوحنّا الرّسول موت المسيح: يسوع، تحت ثقل الصّليب وأخطاء البشر كلّها، مات من جراء قوّة ودناءة خطايانا.
لنتأمّل في الرّبّ المجروح من الرّأس حتّى أخمص القدمين، حبًّا بنا. بعبارة تفيد عن الواقع، أقلّه جزئيًّا، نستطيع أن نكرّر، مع كاتب قديم من أجيال عدّة: إنّ جسد يسوع هو رافدة مذبح أوجاع.
عند رؤية المسيح شبيها بخرقة، جثّة هامدة منـزلاً عن الصّليب ومستودعاً بين يدي أمّه، عند رؤية يسوع محطّماً، قد نستنتج أنّ هذا المشهد هو البرهان الأوضح للانـهزام.
أين هي الجموع الّتي كانت تتبعه، والملكوت الّذي كان ينادي بمجيئه؟ لكنّ الأمر ليس انـهزامًا بل انتصارًا: هي الآن اللّحظة الأقرب للقيامة على الإطلاق، لحظة إعلان المجد الّذي اكتسبه بطاعته.