يعلق القديس أغسطينوس
على تصرفات شمشون بالفك وخروج ماء من كفة الفك بقوله: [أهلك شمشون ألف رجل بفك من جسم حمار؛ فقد مُثل الأمم بالحمار، إذ يتحدث الكتاب عن اليهود والأمم قائلًا: "الثور يعرف قانيه والحمار معلف صاحبه" (إش 1: 3).
فقبل مجيء السيد المسيح مزق الشيطان الأمم إلى قطع وتبعثروا كعظام جافة من جسم حمار، لكن لما جاء المسيح -شمشون الحقيقي- أمسك بهم جميعًا بيديه الطاهرتين. أصلحهم بقوته، وبهم غلب خصومه. هكذا نحن الذين سلمنا أعضاءنا للشيطان قبلًا حتى قتلنا، أمسك بنا المسيح وجعلنا برّ الله بالرغم من جفافنا لعدم وجود ندى نعمة الله غيّرنا إلى ينابيع وأنهار. قديمًا صلى شمشون فانطلق ينبوع من الفك، وتحقق ذلك فينا بوضوح إذ يقول الرب نفسه: "مَنْ آمَنَ بِي... تَجْرِي مِنْ بَطْنِهِ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيٍّ" (يو 7: 38)].
أخيرًا إذ شرب شمشون من العين دعا اسمه "عين هقوري" [19]، أي (عين الداعي) تذكارًا لدعائه إلى الله واستجابة الله لدعائه.