![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كان روبرت أرينجتون، الأمريكي صاحب الابتسامة العريضة، يعيش الحياة كما يحلم بها كثيرون. يملك قناة على "يوتيوب" يتابعها أكثر من 3.5 مليون إنسان من حول العالم، يُلهمهم بشغفه الفريد بالحياة، وببساطته العميقة. في كل فيديو من فيديوهاته، يظهر مرتديًا قميصًا كتب عليه: "جميع البشر يموتون، لكن القليل منهم من يعيشون حياة حقيقية." وهكذا كان يفعل. لا يتحدث فقط عن الحياة... بل يعيشها بكل ما فيها. تجده وسط الغابات، أو فوق قارب يتهادى على سطح المحيط، أو غاطسًا في أعماق البحيرات ليمسك بيده مباشرة كركندًا حيًا. يصطاد الغزلان والأرانب، يصنع من الطُراحة شبكة حياة في البحيرات، ويحوّل مغامراته البرية إلى دروس في التقدير، في الشغف، وفي التواضع أمام عظمة الطبيعة. لكن منذ فترة، هبّت عاصفة لم يتوقعها أحد. روبرت، الذي كان بالأمس يركض خلف الغزلان وسط الأدغال، سقط فجأة بسبب جلطة دماغية حادة. لم تكن مجرد وعكة صحية. بل أصابت مركز النطق في دماغه، فصار يحاول أن يقول كلمة، فتخرج منه أخرى لا يقصدها. عقله يريد التواصل، لكن لسانه يخونه. تحوّل التعبير، الذي كان سلاحه، إلى معركة يومية مع الصمت والارتباك. تخيل أن تُجرد من قدرتك على الكلام... وأنت الذي كنت تُخاطب الملايين كل يوم. روبرت، الذي ألهمنا أن نعيش "حياة حقيقية"، يواجه واحدة من أقسى معارك الحياة... معركة أن يُفهم من يحبهم، أن يعبّر عمّا يشعر به، أن يكون هو نفسه من جديد. إنها تذكرة صادمة... أن هذه الحياة، مهما غمرتنا بلحظات النعيم، تظلّ هشة، عابرة. كل شيء يمكن أن يتغير في لحظة. من البحر إلى السرير. من المغامرة إلى الغيبوبة. من التعبير إلى العجز. ندعو له من قلوبنا: اللهم اشفِ كل مريض يتألّم في صمت، ويحلم فقط بأن يقول: "أنا بخير." |
![]() |
|